لا أحد ينكر أن المنطقة المحيطة بميدان التحرير عادت إلى شيء من بهائها مرة أخرى، بإنشاء جراج التحرير، ومنع وقوف السيارات في الشوراع المحيطة، ولكن من جهة أخرى انتقل تكدس السيارات إلى الشوارع الجانبية بالمناطق الأبعد نسبيًا في "شامبليون"، و"محمود بسيوني"، و"هدى شعراوي" و"صبري أبو علم" وغيرهم.

كاميرا "دوت مصر" رصدت انتشار الحواجز المرورية لمنع انتظار السيارات في الأماكن التي اعتاد الرواد ترك سيارتهم بها، بدءا من منطقة جاردن سيتي، مرورًا بشارع قصر العيني، ثم ميدان التحرير، وشوارع طلعت حرب، محمد محمود، وميدان عبد المنعم رياض، والتي بدأ تنفيذ القرار بها.. إضافة إلى تقييد السيارات المخالفة وفرض الغرامات عليها.

سايس وسط البلد، الخاسر الأكبر من إنشاء جراج التحرير، أغلبهم من الشباب، ويعتمدون بشكل أساسي في عيشهم على السيارات التي كانت تقف في شوراع التحرير.. "بشتغل هنا من وأنا صغير، وكل الناس تعرفنا وعندنا بيت وأولاد، ولازم الحكومة تراعينا"، هكذا قال عم محمد الـ"سايس" بشارع محمد بسيوني المتفرع من شارع طلعت حرب والذي تجاوز السبعين خريفًا، عقب قرار حظر انتظار السيارات، مشيرًا إلى أن الأمر بات يهدده بالتوقف عن عمله.

"الشوارع فضيت فعلا، وبقت جميلة، بس اللي خد القرار كان لازم يفكر في الناس التانية اللي بتاكل عيش"، كلمات أخرى لسايس آخر، مضيفًا "هم عملوا القرار دا علشان يجبروا الناس تروح جراج التحرير، ومحدش بردوا عايز يروح هناك علشان هوه غالي".

"سُياس" وسط القاهرة أجمعوا على أن تكلفة الانتظار اليومي في جراج التحرير لا تتناسب مع دخول الموظفين القادمين يوميًا للعمل بهذه المنطقة التي تكثر بها المصالح الحكومية والبنوك وشركات السياحة والصرافة، مؤكدين أن هؤلاء الموظفين بدأوا يلجأون لجراج "مول البستان" لقلة تكلفة الانتظار به مقارنة بجراج التحرير، أو الانتظار بالجراجات الخاصة في بعض الشوارع الجانبية.

وبحسب السياس، فعقب افتتاح جراج التحرير، والإعلان عن أسعار الانتظار التي رأى الجميع أنها باهظة، فإن أصحاب "الجراجات" الخاصة لجأوا لرفع رسوم الانتظار أيضًا بجراجاتهم، لتتناسب مع التعريفة التي أعلنتها محافظة القاهرة لجراج التحرير، حيث تبدأ الساعة الأولى في التحرير بخمس جنيهات تم تخفيضها لأربع جنيهات، وتم تخفيض التعريفة في حال زيادة عدد ساعات الانتظار، ومن الساعة الثانية وحتى 8 ساعات بثلاثة جنيهات للساعة الواحدة، ومن الساعة التاسعة وحتى الــ 24 ساعة بـــ2.5 جنيه للساعة الواحدة. 

في السياق ذاته، رأى عدد من الرواد أن "جراج التحرير" فكرة رائعة، استطاعت أن تخفف الزحام الذي كان مشهدًا معتادًا، بعد منع الانتظار بالشوارع المحيطة، وأن أسعاره في المتناول نسبةً إلى ما يقدمه من خدمات إضافة إلى تأمين سياراتهم بشكل كامل بخلاف تركها في الشوارع عرضة للسرقة.