7 محاور أساسية اعتمد عليها خطاب السيسي مع بوتين
أكد الرئيس الرئيس عبدالفتاح السيسي على عدة محاور في كلمته أثناء القمة الثنائية مع نظيره الروسي، فلاتمير بوتين، استعرض خلالها خريطة التعاون المستقبلية بين مصر وروسيا، عقب جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين أسفرت عن توقيع عدة اتفاقيات.
التذكير بالمواقف الروسية الداعمة لمصر
قال السيسي في خطابه "إنه لمن دواعى سروري أن أرحب بفخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية في القاهرة كضيف عزيز على بلدنا، وأنتهز هذه الفرصة لأنقل له خالص مشاعر الصداقة والتقدير التي يكنها المصريون لفخامته ولدولته ولشعبها الصديق، ارتباطا بالمواقف الشجاعة والداعمة التي أبدتها بلاده إزاء مصر وشعبها في ظروف دقيقة مرت بها على مدار العامين الماضيين.
وإننى أشعر بسعادة بالغة أن تأتى زيارة الرئيس فلاديمير بوتين للقاهرة في هذا التوقيت لتؤكد على موقف روسيا المتضامن مع مصر في حربها ضد الإرهاب، ولتؤكد على التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ قيام ثورة الثلاثين من يونيو، ولتضيف إلى ما شهدته زيارتي لروسيا في شهر أغسطس الماضي من تعزيز للعلاقات المصرية الروسية وتجديد انطلاقها إلى آفاق أكثر رحابة على مختلف الأصعدة".
التأكيد على العلاقات الثنائية
استعرضت والرئيس بوتين مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بلدينا، وأعدنا التأكيد على تمسكنا بثوابت العلاقات الاستراتيجية القائمة بين مصر وروسيا، وعلى استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوى، وتبادل وجهات النظر بشكل متعمق فى كل ما يخص العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن استمرار التعاون بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية لدعم مواقفنا المشتركة من القضايا المختلفة. كما أكدت والرئيس على الاستمرار في تعزيز التعاون العسكري بين بلدينا خصوصا في ظل الظروف الراهنة".
وأعدنا التأكيد كذلك على ضرورة دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، حين اتفقنا على تيسير حركة التبادل التجاري وإزالة المعوقات أمامها، وعلى التعاون في مجال تخزين الحبوب. كما اتفقنا على تيسير جهود إقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي، بما يوسع آفاق العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا وسائر دول الاتحاد.
التعاون في مجال الطاقة
اتفقنا أيضا على تعزيز التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية، لا سيما أن روسيا تتمتع بمزايا نسبية كبيرة وخبرة واسعة في هذا المجال الذي توليه مصر اهتماما خاصا في إطار خططها الطموحة للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة.
مؤتمر مارس
استعرضت مع الرئيس بوتين التحضيرات المصرية الجارية للإعداد لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ، وأعربت عن تطلعنا لوجود مشاركة روسية فاعلة فيه، ما أكد عليه الرئيس الروسي. كما اتفقنا على دفع العلاقات الاستثمارية بين البلدين، والبدء في إقامة المنطقة الصناعية الروسية، التي تم تحديد موقعها في شمال "عتاقة" على محور قناة السويس.
اتفقنا كذلك على تعزيز علاقات التعاون في مجال السياحة، حين أكد الرئيس الروسي دعمه لجهود مصر لاستعادة كامل نشاطها السياحي، فضلا عن تشجيع السائحين الروس على زيارة مصر.
مواجهة الإرهاب
أما على صعيد الأوضاع الدولية والإقليمية، فإن لقائي مع الرئيس بوتين اكتسب أهمية خاصة في ضوء التحديات التي تواجهها مصر وروسيا الاتحادية في المرحلة الراهنة. وقد أكدنا في هذا المجال على وقوفنا جنبا إلى جنب في مواجهة هذه التحديات، ففي ظل تفشي آفة الإرهاب البغيض الذي أضحى يعاني منه العالم أجمع، فقد اتفقت مع الرئيس الروسي على أن تحدي الإرهاب الذي تواجهه مصر، الذي واجهته روسيا أيضا، لا يقف عند أي حدود.
وأن استشراء تلك الظاهرة بات يحتم تضافر الجهود الدولية لمواجهتها والتعامل معها من خلال منهج شامل، لا يقتصر فقط على التصدي الأمني، إنما يتضمن محاربة أسسها الفكرية التي توفر بيئة حاضنة تخرج من كنفها التنظيمات الإرهابية، فضلاً عن معالجة الأوضاع الاجتماعية التى تسهم فى نمو الإرهاب والتطرف المرتبط به.
توافق القضايا الإقليمية والدولية
بالنسبة لقضايانا الإقليمية، فقد تناولنا ضرورة أن تؤدي جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى تنفيذ حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، كذلك ضرورة الحفاظ على سيادة ليبيا ووحدة أراضيها، فضلا عن ضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية، كذلك دعم جهود مكافحة خطر الإرهاب الذي يهدده.
كما أعربنا عن ارتياحنا لتنسيق الجهود القائم بيننا فيما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة للأطراف السورية للالتقاء في إطار تشاوري، بهدف الخروج بتفاهمات تؤسس لحل سياسي يستند إلى مرجعيات جنيف. وحول الأوضاع في اليمن، أكدت للرئيس بوتين اهتمامنا بالتوصل لتسوية عاجلة للأزمة، وضرورة عدم السماح بتهديد وحدة وسلامة أراضي اليمن وأمن واستقرار المنطقة.
وفي ضوء دقة المشهد الدولي، لا سيما في ظل غياب السلم والاستقرار في العديد من مناطق العالم وإندلاع الاضطرابات والصراعات وتزايد نزعات الهيمنة والتدخل في الشؤون الداخلية للدول والمساس بالقيم الحضارية للشعوب، فقد اتفقنا في الرؤى بشأن حاجة العالم إلى تطوير نظام دولي أكثر ديمقراطية وعدلا وأمنا لكافة الدول، فضلا عن الحاجة الملحة لإقامة نظام اقتصادي دولي أكثر عدلا وإنصافا، واستغلال الفرص الاقتصادية التكاملية المتوفرة بين أطرافه بغض النظر عن حجمها الاقتصادي أو مدى تأثيرها فيه.
مصر تمد يدها للجميع
وقبل الختام، أود الإشارة إلى أنني حضرت مع الرئيس بوتين مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، بما يعزز من مسيرة التعاون المشترك، وذلك في قطاع الطاقة، حيث تم التوقيع على مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة للطاقة النووية فى الضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية، فضلا عن مذكرات التفاهم فى مجال الاستثمار.
وهنا، يهمنى مرة أخرى التأكيد على أن مصر تستند في علاقاتها مع روسيا الاتحادية على أسس عميقة من التعاون الممتد، الذي لم ينقطع يوما، وترى في روسيا صديقا استراتيجيا ورصيدا حقيقيا لعلاقاتها الخارجية المتوازنة.
كما أؤكد للجميع أن مصر ما بعد ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 تمد يدها بالصداقة لكافة الدول التس ساندتها ولازالت تساندها في مسيرتها نحو تحقيق ما يصبو إليه شعبها العظيم من تقدم وازدهار ونمو على كافة المسارات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.