حصلت "دوت مصر"، على مستندات رسمية تثبت أن عينات المياه بمحطة القناطر الخيرية بمحافظة القليوبية، غير مطابقة للمواصفات، ولا تصلح للاستخدام الآدمي.

وتفيد المستندات، وهي صورة ضوئية من نتائج التحاليل الرسمية الخاصة بمحطة المياه، من المراكز البحثية، التابعة لوزارة الصحة، أنه بعد أخذ عينات منها بتاريخ 11 أكتوبر 2014، ثبت أن عينات المياه جميعها غير مطابقة للمواصفات، وبها "بكتيريا سبحية برازية".

وأكد رئيس وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى القناطر المركزي، الدكتور طارق رمضان، أن "المياه ملوثة في المحافظة، ولاسيما في مدينة القناطر الخيرية، ما يؤدي إلى الفشل الكلوي على المدى البعيد".

وأوضح رمضان، أن "حالات الفشل الكلوي في محافظة القليوبية سواء في القرى والمدن مرتفعة جدًّا، وذلك بسبب مياه الشرب الملوثة"، مشيرًا إلى أن "عدد الحالات التي تأتي إلى وحدة الغسيل الكلوى تتزايد يوم بعد يوم".

وقالت إحدى قاطني مدينة القناطر، وتدعى عزيزة أحمد، "أين المسؤولين من المياه الملوثة التي نعاني منها، إن أولادي دائمًا ما يمرضون بسبب تلوث المياه، والسبب محطة مياهالقناطر الخيرية التي لا تقوم بدورها، فالمياه غير صالحة للاستخدام الآدمي".

أما الموظفة منال عبدالرحيم، إحدى قاطني مدينة القناطر، أكدت أن "المياه الملوثة ليست في مدينة القناطر الخيرية فقط، بل في المحافظة كلها، فرائحتها كريهة، مما يجعلنا نقوم بغليها قبل الاستخدام، وبعض المواطنين لا يستخدموها في الشرب أو الطهي، ويقومون بشراء المياه، والتي يصل سعر العبوة منها إلى 5 جنيهات، ما يكلف الأسر أعباء إضافية في المعيشة".

وأضاف المحاسب، أحمد علي، من أهالي مدينة القناطر، أن "المواطنين في مدن وقرى المحافظة يعانون من مرض الفشل الكلوي، بسبب تلك المياه الملوثة، وذلك وفقًا لكلام المسؤولين في مستشفى القناطر المركزي".

من جانبه، أكد الكيميائي بمعامل شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية، حسن عكاشة، أن "محطة مياه الشرب بالقناطر تسحب المياه من نهر النيل، وتتم إضافة بعض المواد الكيماوية والكلور و"الشبة" لتحليتها، وبعد ذلك تعود مرة أخرى، ويتم إلقاء المياه الزائدة في نفس المأخذ، مما يؤدى إلى تسرب المياه المضاف لها مواد كيماوية إلى المياه العادية، ويتم خلطها مرة أخرى، وهذا ما يؤدى إلى تلوثها".

وتابع، عكاشة، أن "هناك بجانب محطة المياه المرشحة محطات مياه أخرى "أرتوازية"، عبارة عن آبار، وفي حالة انخفاض ضغط المياه، يقومون بتشغيل المحطتين مع بعضهما، وبذلك تختلط مياه النيل بمياه الآبار"، مشيرًا إلى أن "العاملين بالمعمل من الكيميائيين والفنيين، في حاجة إلى تدريب في مجال التحاليل الكيميائية، والدعم الفني، من أجل تحسين عملية التشغيل في المحطة".

وأضاف، أنه "قام بعمل تقرير بالوضع الحالي لسير العمل في محطة المياه، وعرضه على المسؤولين، كما أن هناك محطات أخرى غير محطة القناطر تعاني من الأزمة ذاتها، وتقارير المعمل المركزي لمياه الشركة بالقليوبية، أثبتت أن المياه غير صالحة للاستخدام الآدامي".

وفي السياق ذاته، نفى رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمياه الشرب بالقليوبية، المهندس مصطفى مجاهد، ما تردد بشأن وجود تلوث في محطة مياه القناطر الخيرية، رغم مواجهته بالمستندات السابق ذكرها، مؤكدًا أن نتائج تحليل معامل الشركة للمياه المنتجة بالمحطة أثبتت صلاحيتها، وارتفاع مستوى جودتها، وأن الشركة تسعى لتقديم خدمة متميزة للمواطنين".

وأشار مجاهد، إلى أنه "تم تشكيل لجنة من قِبل المهندسين بالشركة، لإعداد تقرير عن حالة محطة المياه، وأنه تم عرض نتائج تحليل المياه على محافظ القليوبية، المهندس محمد عبدالظاهر، وأن الشركة تقوم بإعادة تأهيل العديد من محطات مياه الشرب على مستوى المحافظة".