التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 04:52 ص , بتوقيت القاهرة

خاص| خبراء: الخليج لن يسمح بهيمنة إيران على اليمن

"دول مجلس التعاون الخليجي لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التدخلات الخارجية في اليمن".. كان ذلك جزءا من البيان الختامي الذي أعقب اجتماع وزراء داخلية المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان وقطر، بمشاركة رئيس الاستخبارات السعودي، في ميناء جدة على البحر الأحمر في 1 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في إشارة واضحة إلى أن مجلس التعاون لن يسمح بالتوغل الإيراني في الباحة الخلفية لدول الخليج.

ومؤخرا صدر بيان عن مجلس التعاون الخليجي، اتهم فيه الحوثيين، المدعومين من إيران، بتدبير انقلاب للسيطرة على السلطة في اليمن بعدما أعلنوا حل البرلمان وعزمهم تشكيل حكومة جديدة.

ووصف المجلس التطورات الأخيرة في اليمن، بـ"الانقلاب الحوثي الذي لا يمكن قبوله بأي حال، ويتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني ويعرض أمن اليمن واستقراره وسيادته ووحدته للخطر".

وحذر المجلس من أن ما يهدد أمن اليمن وسلامة شعبه، يعد تهديدا لأمن المنطقة واستقرارها ومصالح شعوبها، وتهديدا للأمن والسلم الدولي كذلك، متعهدا باتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية مصالح دول المجلس.

ويأتي رد الفعل الخليجي في أعقاب الأزمة السياسية التي عصفت باليمن، منذ استقالة الرئيس ورئيس الوزراء الشهر الماضي، في أعقاب سيطرة الحوثيين على قصر الرئاسة واحتجاز الرئيس عبدربه منصور هادي في مقر إقامته، في محاولة لتشديد سيطرتهم على البلاد، وحل الحوثيون البرلمان الجمعة الماضي وأصدروا إعلانا دستوريا وقالوا إنهم بصدد تشكيل حكومة مؤقتة جديدة.

تطويق الخليج

وقال سايمون هندرسون، مدير برنامج الخليج وسياسة الطاقة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، في دراسة سابقة، إن "التطورات الأخيرة في اليمن تمثل كابوسا للمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، حيث إن اتساع رقعة الاضطرابات في اليمن يشير إلى تطويق الخليج بحزام نار من الاضطرابات، سواء في العراق وسوريا واليمن ولبنان، بشكل تصعب السيطرة عليه".

وأوضح هندرسون أن "دول مجلس التعاون في موقف لا تحسد عليه بسبب الاضطرابات الأخيرة، فالتدخل بشكل مباشر قد تكون له تكلفة باهظة، كما أنها لا تستطيع ترك الأمور خارجة عن السيطرة في باحتها الخلفية، لا سيما أن الطرف الأقوى في اليمن الآن هو الحوثيون القريبون من إيران، وهو ما يهدد الأمن القومي السعودي والخليجي بالفعل".

 

 

 

وضع معقد وخيارات دقيقة

من جانبه يرى الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية في الرياض، أن "الوضع في اليمن معقد بدرجة لا يمكن تخيلها، فبين الحوثيين والنظام توجد عشرات التنظيمات المسلحة، منها المتطرف مثل القاعدة، والجميع يتصارع من أجل النفوذ والسيطرة على مناطق".

ولفت عشقي في تصريح لـ"دوت مصر" إلى أن "دول الخليج لديها أولوية للحفاظ على استقرار اليمن ووحدة أراضيه، ولذلك قد تكون هناك مبادرات عديدة خلال الفترة المقبلة للحل السياسي، حرصا على عدم الاقتتال في اليمن أو انقسامه".

ونبه إلى أن "الخوف كل الخوف من سقوط اليمن في مستنقع من الاقتتال، بشكل يفوق قدرته على الصمود خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع تدهور الأوضاع الاقتصادية والإنسانية".

حساسيات تاريخية

وقال أحمد بان، الباحث السياسي المصري، إن "مجلس التعاون الخليجي لا يستطيع التدخل في اليمن، مثلما تدخل في البحرين بقوات درع الجزيرة للسيطرة على الوضع في وقت سابق"، منبها إلى أن "اليمن ليس البحرين، وهناك خلافات جيوسياسية كبيرة بين البلدين".

وأوضح بان، لـ"دوت مصر"، أنه "على الرغم من أن اليمن جغرافيا يقع في نطاق منطقة الخليج، لكن انضمامه لدول مجلس التعاون كان محل جدل عميق، فاليمن يمثل أكبر دولة ككثافة سكانية في منطقة الخليج بعد السعودية، وتدفق العمالة واللاجئين إلى الأسواق الخليجية قد يفجر أزمات عديدة، فضلا عن عدم استقرار اليمن مقارنة بدول الخليج على المستوى الأمني والسياسي، واختلاف نظام الحكم من ممالك وإمارات إلى نظام حكم جمهوري في اليمن، وكلها عوائق أمام انضمام اليمن لدول مجلس التعاون الخليجي".