5 صفات مشتركة تجمع بين السيسي وبوتين
يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسي،9 مايو الجاري، إلى العاصمة الروسية موسكو للمشاركة في احتفالاتها بمرور 70 عامًا على انتصار الاتحاد السوفيتي السابق، على القوات الألمانية النازية خلال الحرب العالمية الثانية، فيما يأتي الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وعدد من رؤساء وملوك الدول على رأس المشاركين.
ويجمع رئيسا مصر وروسيا، عددا من الصفات التي كانت سببا أساسيا في التوافق السياسي بين البلدين، ورؤيتهما المشتركة حول القضايا الإقليمية، خاصة مكافحة الإرهاب.
رجل المخابرات
يتمتع كلا الزعيمين بشخصية رجل المخابرات، فالرئيس عبدالفتاح السيسي عمل مديرا لجهاز المخابرات الحربية، في أكثر الفترات أهمية في تاريخ مصر، والتي سبقت وقوع ثورة 25 يناير.
أما الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، فقد عمل ضابطا فى الـ"كي جي بي"، أكثر من 16 عاما، ووصل إلى رتبة مقدم، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ترك بوتين منصبه في الجهاز المخابراتي، لكنه عاد ليترأسه فى ثوبه الجديد "أف اس بي"، عام 1998، خلال فترة رئاسة بوريس يلتسين.
كان لـ"كي جي بي"، مسؤوليات عديدة، منها عمليات المخابرات خارج الاتحاد السو?يتي، وحماية القاده السو?ييت، والإشراف على قوات حرس الحدود، ومراقبة سلوكيات الناس بشكل عام داخل بلاده.
قادم من قلب الدولة
شغل السيسي وبوتين، عدة مناصب داخل كيان الدولة، قبل تولي مقاليد الحكم، فعمل الرئيس السيسي في سلاح المشاة، وعين قائدا للمنطقة الشمالية العسكرية، وتولى منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، ثم منصب القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع الرابع والأربعين، منذ 12 أغسطس 2012، حتى استقالته في 26 مارس 2014، للترشح للرئاسة.
أما بوتين فقد تولى منصب مساعد رئيس جامعة لينينغراد للشؤون الخارجية في عام 1990، ثم أصبح مستشارا لرئيس مجلس مدينة لينينغراد، وتولى منصب رئاسة لجنة الاتصالات الخارجية في بلدية سانت بطرسبورغ (لينينغراد سابقا)، منذ يونيو1991، وفي الوقت نفسه تولى منصب النائب الأول لرئيس حكومة مدينة سانت بطرسبورغ عام 1994.
وفي أغسطس 1999، أصبح رئيسا لحكومة روسيا الاتحادية، باختيار من الرئيس بوريس يلتسن، وتولى اختصاصات رئيس روسيا الاتحادية بالوكالة في 31 ديسمبر 1999، بعد استقالة يلتسن، وانتخب في 26 مارس 2000 رئيسا لروسيا الاتحادية.
الأوليجاركية ورجال الأعمال
طبقة الأوليجاركية تعبر عن نخبة الأثرياء التي ظهرت وتحكمت بالسلطة عقب انهيار الاتحاد السوفيتي، وبدأ بوتين فترة حكمه بإصدار قرارا بالاعتقال لأبرز أعضاء الأوليجاركية، ممن لهم جرائم اقتصادية، حيث انتهت مواجهات بوتين والأوليجارك، باجتماع في الكرملين، تم الاتفاق فيه على ضرورة سداد الضرائب، والتوقف عن تهريب الأموال، وتطوير وتنمية القطاعات التي آلت إليهم، عن غير وجه حق، ولا سيما في مجال النفط والغاز والابتعاد عن السياسة.
وفي موقف مشابه، اتخذ الرئيس السيسي المبدأ العقلاني، في دعوة كبار رجال الأعمال المصريين للمشاركة في عملية التنمية بمصر، والتبرع لصندوق "تحيا مصر".
مواجهة الجماعات المتطرفة
واجه الرئيسان، في موقف مشابه، الجماعات المتطرفة، وما تقوم به من عمليات إرهابية، حيث بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، حكمه بمواجهة الإرهاب النابع من الجماعات المتطرفة في مصر عامة، وسيناء بشكل خاص، فيما بدأ الرئيس بوتين فترة حكمه من مواجهة ما عرف بالمقاتلين الشيشان، سعيا وراء بسط هيمنتهم على شمال القوقاز، لإقامة ما كانوا يسمونها بكونفدرالية الشعوب الإسلامية.
الموقف من أمريكا
باعتبار أمريكا إحدى القوى العظمى في العالم، فإنه يمكن مقارنة العلاقة بين كل من مصر وروسيا مع أمريكا، والتي تتسم بالمواجهة الحذرة، كما يصفها خبراء في العلاقات الدولية، حيث تشهد تلك العلاقات نوعا من الاضطراب على مدى تاريخها، لم تصل إلى حد المواجهة.
وتتوحد رؤى الرئيسين في رفضهما لسياسة النهج الأوحد، التي تتبعها أمريكا للهيمنة على العالم، وأن تكون هي القوى العظمى الوحيدة، فيما يتبع الرئيسين سياسة توازن القوى في العالم.