التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 05:05 م , بتوقيت القاهرة

الثورات لا تموت وكأنها لم تكن

<p>قامت ثورة غيرت ما غيرت وقابلت ما قابلت من إخفاقات ولا شيء يستدعي اليأس، من الطبيعي أن تقوم ثورة وتقابل إخفاقات، خصوصا أن النوايا فيها ليست جميعها سليمة، والشعب لا يوجد لديه الوعي الكافي ومش ذنبه، ده غير راكبي الثورات والمرتزقة وذوي المصالح فتتكون الصراعات.</p><p>كل ما حدث نتاج طبيعي لا يدعو لليأس متى ما علمته وأصريت على التغيير للأفضل وهو الأهم، الثورة بالمعنى الحرفي لم تفشل والحقيقة أنها كسرت توابيت كانت موجودة منذ عقود طويلة، ولكن التكسير كان بزيادة حبتين كاد أن يهد البلد عاللي فيها، ومَن حولنا يشهدون، فالفرق بسيط كشعرة معاوية بين الثورات التي يقوم بها المضطهدون للحصول على حقوقهم وبين الحرب الأهلية والميليشيات وعصابات الشوارع.</p><p>لذلك قد تتحول الثورات لوجود شبح المؤامرة الدائم من أعداء الخارج وعفوية بعض الشعب الذين أرادوا حياة كريمة فعلاً، ولم يرتضوا بالظلم ولم يكونوا على علمٍ بنوايا العملاء وأصحاب المصالح المرتزقة بل على العكس مات منهم من مات في الثورة، ولم يشعر بهم أحد، منهم مجهولون ومفقودون لدى ذويهم إلى الآن ومنهم من أصيب ولم يتاجر بإصابته وتعالج على حسابه بالخارج والداخل حتى نفدت أمواله ولم يتأفف أو يتاجر بذلك فحب الوطن عندهم كان أسمى.</p><p>ولا أحب أن يحشر هؤلاء مع الخونة والممولين والناقصين الذين وجدوا في الثورة فرصة لصنع ذاتهم وهم المجهولون، فالشرفاء من الثائرين لديهم إيمان دائم أن البلد ستكون أفضل وستنجح الثورة يوماً عندما تتقدم البلد إلى الأمام، ولكن هذا يأخذ وقتا طويلا من الإخفاقات والنجاحات وهذا طبيعي، بل نحمد الله أننا لم ننهار كدول الجوار.</p><p>في يومٍ ما ستؤتي الثورة ثمارها بإذن الله وسيكون لديك ثورة صناعية وعلمية اقتصادية وثقافية في يومٍ ما ولو بعد حين، ولا يغرك من أوهمك أن الثورات تقوم هوبا ثاني يوم الحياة بقى لونها بمبي وأنا جنبك وانت جنبي !!</p><p>لتاريخ الثورات القول الفصل لكنّه يبدو مختلفا عما حدث في الربيع العربي، تاريخ الثورات السلمية أو ما يطلق عليه " Peaceful Revolution " التي أقيمت كي تستطيع بقوة سلميتها من أن تحقق أهدافها وتنتصر على كل الأسلحة القمعية والدموية، لا يمحيها ولا ينكرها التاريخ كما لن يمحي التاريخ الربيع العربي ويوماً ما سيكشف التاريخ اختلاف الربيع المزعوم عن تلك الثورات التي نجحت جميعها وحققت مآربها كما يسرد التاريخ ولست أنا.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1905 </span>أول الثورات السلمية، قام بها الكاهن الأرثوذكسي جورجي بحشد خمسين ألف عامل روسي كأول احتجاج سلمي من نوعه ضد سلطة قمعية في القرن العشرين، وأدت في النهاية إلى تحقيق المطالب التي طالب بها الثوار.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1923</span> بعد فرض العقوبات والتعويضات على ألمانيا إبّان الحرب العالمية الثانية، ثار عمال المناجم والسكك الحديدية في ألمانيا ضد الجنود الفرنسيين والبلجيكيين، ونجحوا في النهاية في إحباط أهدافهم وضغط البريطانيون والأمريكيون على الجنود وأجبروهم على الانسحاب.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1931</span> قام المهاتما غاندي بحركة عصيان مدني واسع النطاق ضد البريطانيين في الهند من أجل الاستقلال، وكانت بحق الثورة التي حققت كل مطالبها دون إراقة دماء سوى دم قائدها غاندي؛ نتيجة الخلاف الديني والعرقي والمذهبي والطائفي العدو اللدود للثورات.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1942</span> ثار الدانماركيون ورفضوا الاحتلال الألماني لبلادهم في الحرب العالمية الثانية، ورفضوا تقديم دعمهم لآلة الحرب النازية.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1944</span> في السيلفادور بأمريكا الجنوبية نظم الطلاب والأطباء والتجار حملة إضراب عام ضد الانتهاكات المتواصلة للحكم الديكتاتوري للبلاد.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1955</span> في الولايات المتحدة الأمريكية قام الواعظ مارتن لوثر كينج وهو الزعيم الأمريكي ذو الأصول الأفريقية بحملة لمدة خمسة عشر عاما لإنهاء التمييز العنصري بالجنوب الأمريكي.</p><p><span style="color:#FF0000;">- بين الأعوام 1977 - 1979</span> شهدت إيران احتجاجات سلمية جمعت الإسلاميين واليساريين والعلمانيين في جبهة واحدة للإطاحة بحكم الشاه محمد رضا بهلوي، وهيمنت المعارضة الإسلامية على الثورة بقيادة آية الله الخميني وفي النهاية هرب الشاه وعائلته إلى المنفى.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1980</span> شهدت بولندا إضرابات عمال لم تكن معروفة على الإطلاق في دول الكتلة الشيوعية ونتج عنها لاحقا إنشاء منظمة "سوليداريتي"، وتعني التكافل نجحت في النهاية في إسقاط الحكم الشيوعي في بولندا.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1983</span> في جنوب أفريقا توحدت النقابات والتنظيمات والقيادات الدينية في حملة سلمية ضد سياسة الفصل العنصري، ونجحوا في الضغط على السلطة لإطلاق سراح الزعيم نيلسون مانديلا، وبدأت على إثرها مفاوضات أدت فيما بعد إلى ترسيخ أسس الديمقراطية في البلاد.</p><p><span style="color:#FF0000;">- عام 1986</span> في الفلبين وبعد محاولة تزوير قام بها الديكتاتور فريناند ماركوس لسرقة الانتخابات الرئاسية في البلاد، قادت أرملة أحد الزعماء الذين تم اغتيالهم مئات الآلاف من المواطنين ووقف الجيش في صف الثورة وسحب دعمه للديكتاتور وحرمه، واضطره إلى الهرب هو وعائلته من الفلبين.</p><p>طالت الثورات أيضاً كلاً من التشيك وأستونيا وليتوانيا وبورما و صربيا.</p><p>الربيع العربي الجميع يعلمه ويعلم نتائجه، والثورات العالمية ليست اختراعاً الآن ولكن ثورات الربيع العربي لم تنجح كسابقاتها منذ عقود في العالم أجمع، لا أعرف أهو حق أراد به الغرب بنا باطلاً !! أم هي الطائفية المقيتة والعصبية القبلية التي يجيدها الشرق الأوسط جيدا !! أم وجود العملاء والمرتزقة والخونة وسط الثوار!! .. أم جميع ما سبق . </p><p> </p>