التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:48 م , بتوقيت القاهرة

قيادات بيت المقدس.. من ظهر "الكارو" إلى قمة الثراء

"الثراء الفاحش".. صار أحد أبرز الأسباب التي تدفع قيادات وعناصر "أنصار بيت المقدس" للانضمام للتنظيم، والمشاركة في شن عمليات إرهابية، ضد أجهزة الأمن بالدولة، حيث لم يصبح اعتناق الفكر الجهادي والرغبة في إقامة الخلافة الإسلامية – كما يتردد- هو الدافع الوحيد للتجنيد ضمن التنظيم.


من جانبه، أكد مصدر أمني رفيع المستوى بسيناء، أن هناك ما يقرب من 20 قياديا وعنصرا من تنظيم "أنصار بيت المقدس"، تحولوا من فقراء يوفرون احتياجاتهم ومطالب أسرهم اليومية بالكاد، إلى عالم الثراء، نتيجة للأموال الباهظة التي حصلوا عليها من جهات أجنية وأجهزة المخابرات في بعض الدول التي تشجع على الإرهاب داخل مصر.


وأشار المصدر، في تصريحات خاصة لـ"دوت مصر"، أن التنظيمات والجماعات الإرهابية تحرص على تصوير عملياتها ضد الجيش والشرطة بالفيديو، كنوع من استعراض القوة، وهو ما يعد شرطا أساسيا للحصول على مقابل مالي ضخم نتيجة تنفيذ تلك العمليات الإرهابية.


سيارات المفتي


وأوضح المصدر، أن مقطع الفيديو الخاص بخطبة عيد الفطر السابق، التي ألقاها مفتي التنظيم أبو أسامة المصري، ظهر خلاله طابور السيارات الفارهة التي تمتلكها قيادات التنظيم، والذي لا يقل سعر أي سيارة فيها عن 250 ألف جنيه، وهو ما يثبت مدى الثراء والرفاهية التي تعيشها قيادات "بيت المقدس".


ويتداول أهالي سيناء ومشايخ القبائل، المخالطين لشخصيات التنظيم على مدار السنوات الماضية، قبل خروج "أنصار بيت المقدس" للنور، العديد من الروايات بشأن بدايات وتاريخ تلك القيادات قبل الانضمام للتنظيم.


فراش مدرسة


يأتي على رأس الشخصيات التي انتقلت من قاع المجتمع إلى قمة الثراء،  محمد حرب المنيعي، الملقب بـ"أبو التكفيريين"، وأحد قادة جماعة "التوحيد والجهاد"، قبل أن يصبح مسؤول التسليح بـ"أنصار بيت المقدس"، والذي لقي مصرعه خلال أحد الاشتباكات مع الجيش.


ويروي الأهالي أن حرب المنيعي، كان يعمل فراشا بمدرسة ابتدائية بالشيخ زويد، حيث كان راتبه الشهري يوفر له ولأسرته احتياجاتهم اليومية بالكاد، ولكن مع الانضمام للجماعات الإرهابية، ومشاركته في عدة عمليات لاستهداف قوات الجيش والشرطة، تحول لأحد الأثرياء بشمال سيناء، وأصبح يمتلك 4 منازل برفح والشيخ زويد، فضلا عن أراضٍ زراعية تصل مساحتها إلى ما يقرب من 40 فدانا، وظهرت بوضوح الثروة التي كونها  عقب مصرعه هو ونجله في مواجهات مع الجيش بالقرب من المعهد الديني بالشيخ زويد.


السواركة والكارو


كما يعتبر محمد حمدان السواركة، الانتحاري الذي نفذ عملية تفجير مديرية أمن جنوب سيناء، في السابع من أكتوبر عام 2013، من أبرز النماذج التي دخلت عالم الثراء بشكل مفاجئ، عقب انضمامه لتنظيم "أنصار بيت المقدس".



وكشف شهود عيان من جيرانه بقرية التومة جنوب الشيخ زويد، أنه كان يعمل "عربجيا"، على عربة "كارو"، قبل أن يختفي 6 أشهر عن القرية، ثم فوجئوا به يفجّر سيارة مفخخة بمديرية أمن جنوب سيناء، في الفيديو الذي أصدره التنظيم، وعقب مصرعه تبين أنه يمتلك 10 أفدنة، وأحد القصور بالشيخ زويد، بالإضافة إلى رصيد كبير بالبنوك.


وأكد شهود العيان، أن والدته رفضت استلام تلك الأموال عقب وفاته، بعدما تأكدت أن نجلها حصل عليها من خلال تنفيذه للعمليات الإرهابية.


مُزارع بالأجرة


ولا يختلف أحد من أهالي سيناء، على أن قائد كتيبة "المستعصم بالله" التابعة لتنظيم "أنصار بيت المقدس"، أحمد القرم، التي أعلنت مسؤوليتها عن عدد من الاغتيالات والعمليات الإرهابية بالقاهرة وسيناء، كان ضمن الطبقة الفقيرة قبل انضمامه للتنظيم.


ويروي مشايخ سيناء، أن "القرم"، كان يعمل مزارعا بالأجر لدى أصحاب الأراضي بالشيخ زويد، وفجأة تبين عقب مقتله مع اثنين من أفراد كتيبته، خلال اشتباكات مع الجيش بقرية الطويل جنوب العريش، أنه يمتلك قصرا كبيرا بإحدى القرى برفح، كما يمتلك  25 فدانا بالمدينة ذاتها.


ثراء المنيعي


أما القيادي بالتنظيم، شادي المنيعي، فحدّث ولا حرج عن تضخّم ثروته، إثر العمليات الإرهابية التي قام بها، حيث تبين أنه يمتلك 3 قصور فاخرة، اثنين منهم بالعجرة في رفح، إلى جانب 3 منازل بقريتي المهدية والتومة، التي دمرها الجيش، كما تم جرف 50 فدانا امتلكها شادي المنيعي، فيما أكدت التحريات الأمنية أنه جمع ثروته من تهريب السلاح للجماعات التكفيرية.



البلاهيني العاطل


وكذلك يعتبر سلامة البلاهيني، الذراع اليمنى للقيادي بالتنظيم شادي المنيعي، من العناصر التي دخلت عالم الثراء بعد انضمامها للجماعات الإرهابية.


ويؤكد السيناوية، أن سلامة البلاهيني كان من العاطلين، ولم يعرف له أحد مهنة محددة، ومع ذلك أصبح يمتلك عددا كبيرا من المنازل الفاخرة، وصلت إلى 6 منازل دفعة واحدة، من بينهم اثنان في مدينة رفح، بينما الـ4 الآخرين بمدينة الشيخ زويد، فيما دمرت منهم طائرات الجيش 4 منازل.


كما يمتلك "البلاهيني"، مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، سواء في رفح أو الشيخ زويد، ويعتبر من أهم العناصر الإرهابية المطلوبة لدى أجهزة الأمن في سيناء.