التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 04:14 ص , بتوقيت القاهرة

الشعب أيضا لا يستطيع أن يفهم

ألغاز أمريكية هذا ما نراه.. فهي تبني تحالفا لمحاربة الإرهاب وفي ذات الوقت تستقبل في دارها الجماعة الإرهابية، بل تُبرر ذلك بأنها تستقبل ممثلين عن الإخوان المسلمين، الذين كانوا أعضاء سابقين في البرلمان المصري.


الإدارة الأمريكية أدانت مقتل جنودنا في سيناء، ولكن في الوقت نفسه تفتح أبوابها لممثلي الجماعة الأم  لكل الجماعات الإجرامية بدءًا من تنظيم القاعدة باعتراف القاعدة ذاتها. 


هي ألغاز ولكن هذه الألغاز ليست غريبة على الإدارة الأمريكية فهي تسكت على الأعمال للجماعة الإرهابية وعملائها من قتل وحرق ودمار لـ "دولة مصر" وشعبها، كما سكتت على حرق 63 كنيسة في 14 و15 أغسطس 2013، ولم يفتح الرئيس أوباما فاها إلا بجملة واحدة على سبيل الاستحياء، ألا وهي أن الولايات المتحدة تستغرب لماذا أصبح الشعب المصري وشعوب المنطقة كارهين لها، ويطوف دبلوماسيوها لشرح شيء من هذه الألغاز ولكن بدون توفيق. 


وكما قال وزير خارجيتنا سامح شكري "نحن لا نتفهم أن يكون هناك مثل هذا التواصل مع عناصر ضالعة في عمليات إرهابية لترويع المصريين، جماعة الإخوان ليست حزبا سياسيا ولكن بحكم القانون جماعة موصوفة بالإرهابية، وذلك لما لمصر من أدلة وشواهد بأنهم وراء ترويع المصريين". 


السيد الرئيس وكثيرٌ من المتخصصين يطالبون بوضع استراتيجية دولية لمحاربة الإرهاب، كيف يتأتى لنا أن تشارك دول تقول إنها صديقة وتحارب الإرهاب، وكل يوم يُثبت أنها لا تريد لنا خيرا ببجاحتها السياسية بل داعمة للإرهاب أو أقله، وكما يقول البابا فرنسيس "خطيئة الصمت"، التي تتحلى بها بعض الحكومات.


ما حدث يثير الاشمئزاز وعلامات استفهام كثيرة حول السياسة الأمريكية وأغراضها، فهي تعمل الشيء ونقيضه في نفس الوقت، نتمنى فك هذه الألغاز.