التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:42 م , بتوقيت القاهرة

رحلة البحث عن مانكاو – رع

تخيل إذا خاطبنا المخرج السينيمائي جيمس كاميرون، ليحاكي التجربة التي أجراها أثناء إعداد فيلم وثائقي تحت الماء للبحث عن سفينة "تايتنيك" الأصلية، قبل إعداد فيلمه الشهير عن السفينة، إلا أن رحلته الجديدة ستكون للبحث عن السفينة "بيريتس" والتي حملت على متنها تابوت الملك "منكاو - رع" ابن الملك خفرع، وأحد الملوك الفراعنة بالأسرة الرابعة، متوجهة إلى بريطانيا على متن السفينة نفسها، والتي اختفت بين مالطا وقرطنجا.


 ماسبق ليس تخيلا بعد أن دعا الباحث الأثري بسام الشماع عبر "دوت مصر" وزارة الآثار إلى استقدام المخرج العالمي سالف الذكر، والاستعانة بفريق عمله لمسح المسافة المائية بين مالطا وأسبانيا، واستخدام الأجهزة الحساسة للكشف عن السفينة، والعثور على التابوت الأثري، ومن ثم إعادته وإقامة "متحف القطعة الواحدة"، وهو متحف يشيد خصيصًا بجوار هرم "منكاو - رع" يحفظ تابوته.


 ليس هذا كل شيء يجب أن تعرفه عن هرم "مانكاو – رع" الذي فتح أبوابه للجمهور أمس الثلاثاء، بعد عام من الغلق، بحسب "الشماع"، لأنه رغم أن الهرم الثالث هو الأصغر بين أهرام الملوك، والأقل من حيث عدد الأجحار، إلا أنه الأغلى ثمنًا، حيث إن كساءه الخارجي ليس من الحجر الجيري عالي الجودة المستقدم من محاجر طرة كباقي الأهرامات، ولكن من الجرانيت المستورد من أسوان، والذي كانت تكلفته باهظة في ذلك الوقت، بسبب نفقات النقل والعمال والقوارب.


 ورغم أن "منكاو – رع" مثله مثل بقية الأهرامات التي لم يتم العثور بداخلها على مومياء الملك، إلا أنه توجد بقايا جسدية تؤكد أن المومياء سرقت من غرفة الدفن وتابوت نقش عليه لوحات فريدة من نوعها، ذات قيمة فنية أعلى من تابوت الملك خوفو.


 وبين "طويل العمر بقوة رع" و"رع دائم القوى" يكمن معنى الاسم الهيروغليفي "منكاو – رع" الذي حكم مصر قرابة 20 عامًا بعد أبوه خفرع، تمتع فيهم شعب مصر بحرية أكثر من عهد أبيه، حيث ترك العنان لإقامة وتطوير الشعائر الدينية.