"حرامية" داعش.. الهروب من الجحيم بالملايين
تعرض تنظيم داعش خلال الأشهر الماضية إلى الكثير من الضربات الموجعة التي أضعفت قدرته وجعلته يفقد مناطق كان يفرض سيطرته عليها في العراق وسوريا آخرهم مدينة عين العرب (كوباني) السورية، هزائم التنظيم المتتالية دفعت بعض قادته إلى الهروب من جحيم معارك لا تنتهي، وكان للقادة الباحثين عن المال النصيب الأكبر من عمليات الهروب، وهو ما يعزز التحليل القائل بأن داعش مزيج من رجال عصابات ومقاتلين مرتزقة ومتشددين، اجتمعوا على البندقية لتحقيق أهدافهم.
السبعاوي
هذا الأمر تجلى بصورة واضحة بعد الإعلان المتكرر عن هروب قيادات كبيرة داخل التنظيم بأموال ضخمة، كان من أبرزها وزير بيت مال داعش، أبو جعفر السبعاوي، الذي هرب منتصف العام الماضي إلى جهة مجهولة خارج العراق وبحوزته 16 مليار دينار عراقي أي مايعادل 14 مليون دولار.
وأكدت فضائية "العالم" الإيرانية وقتها، أن هذه الأموال هى التى استولي عليها عناصر التنظيم من المصارف والبنوك العراقية ، فضلا عن أرباح عمليات تهريب النفط .
وأضافت أن هروب "وزير مالية" داعش بهذه الأموال سيضعف من سيطرة داعش في نينوى وغيرها من المناطق التى شرع التنظيم في ضمها لما يسمى بالدولة الإسلامية ، كما وردت انباء عن وضع التنظيم جائزة مالية قدرها مليون دولار لمن يساهم بأى معلومات عن السبعاوى.
الإعلان في مارس/آزار الماضي عن هروب وزير مالية داعش المدعو أبو جعفر السبعاوي إلى جهة مجهولة وبحوزته مبلغ 18 مليار دينار عراقي حيث وضع التنظيم جائزة مالية بقيمة مليار دينار لمن يلقي القبض عليه، وما تلى ذلك من سرقت مساعد وزير المالية في التنظيم ويدعى رضوان شمة، أكثر من 3 مليار دينار عراقي من خزانة محافظة الموصل والهروب إلى تركيا، حسبما جاء بموقع "كتابات" العراقي.
أبو طلحة الكويتي
قالت صحيفة الوطن الكويتية منذ أيما، إن مسؤول في تنظيم داعش، تمكن من الانشقاق والخروج إلى تركيا من محافظة الرقة في سوريا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول الاستخبارات في الجيش السوري الحر العميد حسام العواك، قوله، إن أبا طلحة الكويتي مسؤول الحسبة في "داعش" انشق عن التنظيم.
وذكر العواك أن أبا طلحة الكويتي أخذ معه قرابة مليون دولار من أموال الحسبة التي يجمعها تنظيم الدولة عند خروجه من سوريا متوجها الى تركيا.
وأشار إلى أن عودة أبي طلحة الكويتي للكويت أمرا واردا، لافتا إلى زيادة معدل الانشقاقات في تنظيم الدولة، وخاصة بعد خسائرها العسكرية في أكثر من منطقة على وقع ضربات دول التحالف الجوية.
عواد السامرائي
جمعة عواد السامرائي، شقيق إبراهيم عواد السامرائي أو أبو بكر البغدادي، الأنباء أفادت هروبه بمبالغ مالية تقدر بـ20 مليون دولار، يرجح أن يكون توجه بها لرجال أعمال خليجيون، وفقا لوكالة "نون" العراقية.
عواد التونسي
أبو عواد التونسي وهو أمير في تنظيمداعش هرب يناير / كانون الثاني وبحوزته 185مليون ليرة سورية ، وقد شوهد مسرعا وهو يغادر بلدة منبج في شمال حلب ، وقد عمت حالة من التخبط في صفوف التنظيم بعد الحادث وصلت إلى ترامي الاتهامات بالسرقة واختلاس أموال المقاتلين فيما بينهم .
أبو عبيدة المصري
لم يكن التونسي آخر الهاربين بأموال داعش، فالمركز الصحفي السوري، أعلن اليوم الاثنين، أن مصريًّا يدعى «أبوعبيدة»، أمير ديوان الزكاة بالتنظيم تمكن من الهروب بعد أن جمع الزكاة من رؤوس الأموال في مدينة الميادين شرقي دير الزور بسوريا.
وقال المركز إن المبلغ الذي سرقه الأمير يقدر بحوالي مليار ليرة سورية، كانت من المقرر أن تصل إلى الفقراء في ولاية الخير، على حد زعم التنظيم.
علي الحمدوني
علي الحمدوني هو أمين سر زعيم داعش أبو بكر البغداي، وكان من المقربين لشقيقه جمعه عواد، قالت تقارير إعلامية آواخر العام الماضي أن الحمدوني فر بصحبة شقيق البغدادي وبحوزتهم 20 مليون دولار إلى جهة غير معلومة.
الهروب من الفلوجة بالملايين
وكان ثلاثة قياديين بارزين داخل التنظيم هربوا من مدينة الفلوجة العراقية نهاية العام الماضي، وبحوزتهم مبالغ مالية كبيرة، قبل أن يشكل داعش فريقا لتعقبهم، الأنباء وقتها أفادت أن التنظيم أقام العديد من نقاط التفتيش عند مخارج مدينة الفلوجة بحثاً عن ثلاث قياديين بارزيين بالتنظيم اختفوا مصطحبين معهم مبالغ مالية كبيرة.
التمويل.. من النفط والزكاة ونهب البنوك
يذكر أن صحيفة “تيلجراف” البريطانية، نشرت تقريرا آواخر 2014 حول مصادر تمويل “داعش”، مشيرة إلى أنها أغنى منظمة إرهابية على مر التاريخ.
الصحيفة البريطانية أكدت أن أعظم انتصار مالي لداعش عندما استولت على مدينة الموصل العراقية يونيو الماضي ونهبت بنوك المدينة، فقد استولت على نحو 240 مليون جنيه استرليني، على الرغم من نفي الحكومة العراقية للسرقة في وقت لاحق، وهي تسيطر أيضا على خمسة حقول للنفط أي تحصل على 1.8 مليون جنيه يوميا كإرادات، بالإضافة إلى تهريب النفط عبر الحدود إلى تركيا وإيران.
وأضافت الصحيفة أنه بعد احتلال مساحات واسعة من غرب العراق سيطرت داعش على الأراضي الزراعية التي تنتج 40% من القمح، وبدأ أعضاء الجماعة في طحن الحبوب في الصوامع الحوكمية وبيع الدقيق في السوق المحلي.
بينما تحدثت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في يونيو / حزيران الماضي، أن ثروة داعش تتجاوز 2 مليار دولار، موضحة أن التنظيم قام بفرض حوالى 8 مليون دولار شهريا كطريقة للابتزاز النقدى ودفع ضريبة لصالحها من جانب الشركات المحلية العراقية.