التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 03:50 م , بتوقيت القاهرة

الجماعة الإسلامية.. رغم تاريخها في العنف "ليست إرهابية"

بعد 30 يونيو 2013، بدأت السلطات المصرية إعلان الجماعات المتطرفة والإرهابية، واحدة تلو الأخرى، فأصدرت الحكومة قرارا باعتبار جماعة الإخوان "تنظيما إرهابيا"، وجميع أنشطتها "محظورة"، في ديسمبر 2013، وبعدها بـ3 أشهر، قضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بحظر جميع أنشطة منظمة حماس في مصر، والتحفظ على ممتلكاتها لتورطها في أنشطة إرهابية داخل أراضي الدولة.

وقضت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، السبت الماضي، بحظر كتائب القسام، وإدراجها كمنظمة إرهابية، مستندة إلى تورطها في العديد من العمليات الإرهابية، آخرها تفجير كمين كرم القواديس، وأشارت الدعوى إلى أن كتائب "القسام"، هي الجناح العسكري الجهادي لحركة "حماس"، موضحة أنها متورطة في العمليات الإرهابية داخل البلاد.

الجماعة الإسلامية

بين سلسلة الجماعات التي حكم القضاء المصري بكونها إرهابية، أو صدر قرار من الحكومة بذلك، ظلت "الجماعة الإسلامية" دون أي إشارة، بل وبقى حزبها البناء والتنمية، كما هو دون أي تضييق على عمله.

الجماعة الإسلامية، جماعة دعوية نشأت في الجامعات المصرية، أوائل السبعينيات من القرن العشرين، تدعو إلى "الجهاد" لإقامة "الدولة الإسلامية"، وإعادة "المسلمين إلى التمسك بدينهم وتحكيم شرع الله"، ثم الانطلاق لإعادة "الخلافة الإسلامية من جديد"، وتنتشر بشكل خاص في محافظات الصعيد، وبالتحديد أسيوط والمنيا وسوهاج.

واستخدمت الجماعة القتال في مصر ضد رموز السلطة وقوات الأمن المصري طوال فترة الثمانينيات وفترات متقطعة من التسعينيات، ونفذت الكثير من العمليات الإرهابية، لكن بعد ضربات أمنية متلاحقة من قبل الأمن، واعتقال معظم أعضائها وضرب قواعدها، دخلت في مرحلة المراجعات الفكرية خلال التسعينيات، ثم عادت إلى صدارة المشهد بعد ثورة 25 يناير 2011، كباقي القوى الإسلامية، وظلت فيه حتى جاءت ثورة 30 يونيو 2013، التي أطاحت بحكم حليفتها "جماعة الإخوان".

30 يونيو

كان عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية في مصر، عاصم عبدالماجد، من أكثر الوجوه اللامعة في التحدث عن حملة "تجرد" التي أطلقتها بعض القوى الإسلامية لتثبيت الرئيس الأسبق محمد مرسي، في مواجهة حملة "تمرد"، لسحب الثقة منه.

 

 

 

ثم هدد عبدالماجد معارضي نظام مرسي، في "مؤتمر لا للعنف ونعم للشريعة"، قبل أيام من ثورة 30 يونيو، بميدان المجذوب بأسيوط، بحضور المئات من أنصار التيار الإسلامي، حيث قال: "هم يظنون أننا سننزل يوم 30 بإستراتيجية دفاعية، سنأتي بإستراتيجية هجومية، الكرسي الذي يجلس عليه مرسي ليس ملكا له، وإنما ملك للشعب وللصعايدة الذين ساهموا في نجاحه".

وأضاف: "أقول لدعاة الفتنة من الماركسيين والعلمانيين ومتطرفي الأقباط والفلول الذين لم يتوبوا، إن الصعيد قادم وهو غاضب، سنأتيكم بـ100 ألف رجل، الرجل منهم بـ100 ألف رجل".

 

 

 

وعلى منصة رابعة، وسط اعتصام أنصار جماعة الإخوان والقوى الإسلامية، صرخ القيادي بالجماعة الإسلامية، طارق الزمر، بقوله: "سنسحقهم"، وأخذ يحرض ضد المعارضين لمن نزلوا يطالبون برحيل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، واعتبر أنهم "كفروا بالصندوق".

 

 

 

وبعد أن أحالت محكمة جنايات الجيزة، في شهر يونيو الماضي، أوراق 14 متهما في قضية "أحداث مسجد الاستقامة"، لمفتي الديار المصرية، بينهم عاصم عبدالماجد، خرج الأخير وهاجم القضاة وهددهم، واعتبر أن ذلك حرب على الدين.

 

 

 

وظهر الزمر بعد 30 يونيو بـ6 أشهر، على قناة الجزيرة في قطر، واعتبر أن التهم الموجهة إليه بالتحريض على العنف مجرد "نكت"، وأنه كان يقصد السحق العددي وليس السحق المسلح.

 

 

 

ورغم أن بعض كبار رموز الجماعة الإسلامية، أمثال عبدالماجد وطارق الزمر، يحاكمون غيابيا على ذمة عدة قضايا عنف وتحريض على الإرهاب، فإن الجماعة لم تعلن إرهابية حتى الآن.