بدون زعل يا ريس!
معتمد عبد الغني
الثلاثاء، 03 فبراير 2015 11:43 ص
<p>هو إحنا مكتوب علينا الكلام.. والتنبية على الأنام.. في كل مرة.. نعيد نفس الكلام.. وتنكسر الجرة.. وبرضه ما بنشبعش كلام.. يا ريس مش أنت بس مستعد تموت.. كلنا نموت بس تفضل مصر.. مش وقته يا ريس تقول مين هددك بمكالمة.. ولا حتى بخطة ومؤامرة.. يا تقول اسمه بصراحة.. يا إما بلاش.. مش وقت طبطبة.. ولا رحرحة.. اقلع عينيهم.. قالوا لنا يا نحكمكم يا نقتلكم.. اقتلهم أنت يا ريس.. فوضناك ميت مرة.. وحنفوضك كمان وكمان.. بس والنبي كفاية كلام.</p><p>هذه حوارات جانبية على مقهانا بالعباسية.. تداولناها بعد خطاب الرئيس السيسي يوم السبت 31 يناير بعد الحادث الإرهابي البشع في العريش.. ماتوا من لا يستحقون الموت.. قتلهم من لا يستحقون الحياة.. يا ريس إحنا اخترناك وفوضناك لأنك بطل ابن المؤسسة العسكرية.. نريدك قويا.. نعرف أن حربك ضد الإرهاب طويلة.. لكننا لا نريد كلاما وخطبا وأحاديث صحفية وتليفزيونية.</p><p> يا ريس اضرب واقتل الإرهابيين ولا تتحدث.. للأسف أقول لك لماذا لا نكون مثل إسرائيل .. تطارد من تراهم إرهابيين حتى داخل حدود دول أخرى.. أمام الإرهاب ليس هناك قانون.. هل سيظل أولادنا يغتالون ونقول هذا قدرنا.. كلا.. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب. كلام رب العالمين لا نقاش فيه أو اجتهاد.. لا نريد الحديث عن حقوق الإنسان.. ونحن نتعامل مع وحوش ومصاصي دماء.</p><p>لا أدري أين الأحزاب السياسية والذين يحاربون على مقاعد الفردي أم القوائم ؟ أين الاعتصامات والمظاهرات تنديدا بالإرهاب! واضح أن دم شيماء الصباغ- الله يرحمها- أغلى من دماء أبطال الجيش والشرطة.. انظروا لأمريكا الديمقراطية.. ماذا فعلت في الإرهابيين.؟!. قتلت أسامة بن لادن في باكستان.. وإبراهيم العلاقي في اليمن.. ورشيد رحماني في ألمانيا.. إذا كان هناك مخطط دولي لانتزاع سيناء من مصر وتقزيمها فلماذا نخشى الإعلان عنه ؟ </p><p>لماذا لا تقول صحافتنا الكسيحة أن القناة الأولى الإسرائيلية طالبت أمريكا بالدفاع عن الدولة العبرية لأن داعش وصلت حدودها ولابد أن يضرب التحالف الدولي سيناء.. وأضافت أن مصر فقدت القدرة على الدفاع عن سيناء والجماعات الإرهابية على أبواب إسرائيل.. توحدت مخططات الإخوان وحماس وتل أبيب وقطر ضد مصر.. أنصار بيت المقدس وكتائب القسام وغيرها واجهات لدول كبرى ومخابرات وسخة وأموال بلا حساب.</p><p>الحرب على الإرهاب فى سيناء لابد أن تُطبق مبدا الأرض المحروقة.. حتى لو قصفنا قواعدهم في غزة ..يا روح ما بعدك روح.. لا ينفع أن نظل نعمل بسياسة رد الفعل.. نأخذ قلما ونرد.. لا الضرب ينبغي أن يبدأ من عندنا.. ضربات استباقية.. نعم مصرتحارب أخطر تنظيم سري كما قال الرئيس، لكن ليس معنى ذلك أن نستسلم لمنطق أن الحرب طويلة، وستكون هناك عمليات أخرى.. لا .. مع كل عملية الإرهاب يكبر.. الوحش يولد صغيرا ثم يصبح ديناصورا.. هكذا كانت داعش فى سوريا والعراق والحوثييون فى اليمن وحماس في غزة وبوكوحرام وأنصار الشريعة.. بدأوا صغارا وتوحشوا.</p><p>لقد تكاتف زعماء العالم مع فرنسا عندما تعرّضت للإرهاب.. لكن عندما وقعت الكارثة في مصر أدانوا على استحياء ثم تلعثموا.. ثم استقبلوا وفدا للإخوان.. الإرهاب الذي نواجهه ليس أسلحة وقنابل.. ولكن تخطيطا ودولا يهمها سقوط مصر لتقع الثمرة الكبرى ثم اقتلاع شجرة العرب بالكامل.. الإرهاب أهدافه عسكرية وسياسية.. أما العسكرية فتخفيف الضغوط على عمليات داعش فى أطراف الأمة العربية بالعراق وسوريا والحوثيين باليمن وأنصار الشريعة فى ليبيا.</p><p>انشغال مصر بالشأن الداخلي يعرقلها عن دورها الإقليمي والعربي والحفاظ على أمن الخليج ضد أطماع إيران وطموحات تركيا في سوريا ولبنان وخبائث إسرائيل في سيناء لطرد الفلسطينيين للاستيطان فيها.</p><p>جميع دول العالم تُمارس إجراءات استثنائية فما الذي نخشاه نحن؟ الرئيس السيسي كان في كلمته يلفت نظر القضاء الى عدم التباطؤ في الأحكام.. ولا يعني ذلك تسيس القضاء.. لكن حتى الآن لا أستطيع أن أعفي القضاء من دماء الشهداء.. نريد عدالة ناجزة حتى لا نلجأ للأحكام العرفية وحتى إذا لجأنا إليها فالحال يستدعي ذلك الآن.. لا بأس من إلغاء القضاء المدني للإرهابيين.. القضاء العسكري يوفر كل ضمانات العدالة ولا ترتعش إيادي القائمين عليه.</p><p>إذا كان لا مفر من الأحكام العرفية فلنفرضها بشرط أن نرى نتائج إيجابية.. وأقول لسيادة الرئيس بكل صراحة.. الشعب معاك ولكننا لا نريدك خطيبا وغاضبا كل مرة.. نريدك سيفا مسلولا.. نريد أن نرى جثث إرهابيين حقيقيين ورؤوسهم المدبرة كل يوم.. فى أوائل الثمانينات بعد قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية ظهر تنظيم مُعادٍ للخميني وبرزت جماعة مجاهدي خلق.. هل نسمع عنهم الان؟ طبعا لا.. اّتدرون ما السبب؟! لأن إيران " الإسلامية " قامت بإعدام كل أفراد التنظيم الموجودين فى سجونها بدون محاكمة.</p><p>الإرهاب لا يواجه بالقانون بحجة أن مصر دولة متحضرة تحترم حقوق الإنسان.. هذا كلام الضعفاء.. الدول الغربية وأمريكا تفرم الإرهابيين فى "جوانتانامو" و"أبو غريب" و"الكاتزار".</p><p>إن العملية الأخيرة لا يُمكن أن ينفذها بتلك الدقة بدو أو جهاديون بذقون كل طموحهم الحور العين وأقصى ما يعرفونه من علم صحيح البخاري ومسلم.. هؤلاء المتطرفون غير المتعلمين من أين لهم التخطيط والتدريب العسكري؟ كيف عرفوا استخدام السلاح الثقيل وحددوا أهدافهم وعرفوا رتب القادة الموجودين بها ؟ وإذا كانت مخابراتنا تقول إنهم تدرّبوا فى دولة معادية فما هي؟!</p><p>للأسف أننا أمام حقيقتين إما أننا أمام جيش له قيادة عسكرية تفكر وليس حزم مرتزقة، وإما أننا أعجبتنا كثرتنا فلم تغن عنا شيئا، وأخشى أن تكون الأخيرة أقرب إلى تفسير ما حدث .</p>
لا يفوتك