التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 11:47 ص , بتوقيت القاهرة

الطيب البكوش.. سجين بورقيبة على رأس الخارجية التونسية

وقع اختيار رئيس الوزراء التونسي المكلف، الحبيب الصيد، على أمين عام حركة "نداء تونس"، الطيب الباكوش، لتولي حقيبة الخارجية في التشكيل الجديد، الذي أعلنه اليوم الاثنين، بعد جولتين من المشاورات السياسية.


الطيب البكوش، السياسي التونسي البارز، الذي حضر رسالة الدكتوراة في سجنه، يعد عالما في اللغويات، وصدر له عديد المؤلفات في هذا الحقل، ومن أبرز مؤلفاته "التصريف العربي"، كما يعتبر من الفصيل اليساري في الحزب الفائز بالانتخابات البرلمانية الأخيرة، الذي يضم مسؤولين عملوا مع الرئيس السابق زين العابدين بن علي.



ولد البكوش في القيروان عام 1938، وحصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من الجامعة التونسية، ثم دبلوم الدراسات العليا في اللغويات في العام 1966 من جامعة السوربون، ثم شهادة التبريز في اللغة العربية وآدابها من الجامعة نفسها.


وعمل السياسي البارز مدرسا في الجامعة التونسية، لينضم في العام 1970 إلى نقابة التعليم العالي والبحث العلمي وتقلد منصب كاتبها العام من 1974 إلى 1977، وأصبح عضوا بالمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل، وتسلم الأمانة العامة للاتحاد من سنة 1981 إلى 1984.


سجن البكوشي في بداية العام 1978، بسبب عمله النقابي مع مئات النقابيين على خلفية أحداث جانفي، التي ترجمت توتر العلاقة بين اتحاد الشغل وحزب بورقيبة، كانت أسبابها الظاهرة الخلاف حول الأجور، إلا أن أسبابه العميقة تعود أساسا إلى عدم هضم السّلطة جرأة الاتحاد في نقد الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، ما يمثله مثل هذا الموقف من تكريس لاستقلالية الاتحاد وخروج عن دائرة الوحدة القومية وفق رؤية بورقيبة.


خلال سنوات السجن، كان بكوش يعد رسالة دكتوراه، واضطرت السلطات في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة، إلى منحه عفوا خاصا من أجل مناقشة الرسالة في العام 1980، حين حصل على دكتوراه دولة من جامعة السوربون في فرنسا.


وساهم البكوش في العمل الحقوقي بغزارة، فهو من مؤسسي المعهد العربي، وترأس مجلس إدارته لسنوات طويلة، منذ عام 1989 حتى عام 2011.


وكلف الطيب البكوش بوزارة التربية في حكومة الباجي قائد السبسي، كما شارك معه في تأسيس حركة "نداء تونس" أثناء حكم الترويكا "حركة النهضة وحزب المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"، وتقلد أمانتها العامة.