واشنطن بوست: CIA والموساد وراء اغتيال عماد مغنية في 2008
عبدالرحمن ممدوح
السبت، 31 يناير 2015 02:20 م
<p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ما قاله مسؤول سابق بالاستخبارات الأمريكية أن عملية اغتيال القيادي السابق بحزب الله اللبناني، عماد مغنية، بدمشق كانت من تخطيط مشترك بين جهاز الموساد الإسرائيلي والـ<span dir="LTR">CIA</span>، حيث تم زرع قنبلة في إطار "استبن" بمؤخرة سيارة، حتى عندما اقترب منها انفجرت مؤدية لوفاته في الحال، مضيفا أن الولايات المتحدة كان يمكن لها الاعتراض على طريقة العملية وإلغاءها، إلا أنها لم تفعل ذلك.</span></p><p dir="RTL"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/السيارة التي انفجرت متسبة في مقتل مغنية - المصدر قناة المنار.jpg" style="height: 238px; width: 500px;" /></p><p dir="RTL">السيارة التي وضعت بها العبوة الناسفة - المصدر قناة المنار</p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وحسب المصدر، فقد ساعدت الولايات المتحدة في تصميم القنبلة، التي تم اختبارها بشكل متكرر في منشأة تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA في ولاية كارولاينا الشمالية، للتأكد من عدم تسبب القنبلة في أية أضرار جانبية، قائلا "لقد فجرنا على الأرجح 25 قنبلة للتأكد من أننا صنعناها بشكل صحيح".</span></p><p dir="RTL"><span style="color:#FF0000;"><strong><span style="font-size:20px;">انتهاك للقانون الدولي</span></strong></span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وبالرغم من عدم اعتراف أمريكا بالمشاركة في العملية، فقد دل التعاون الوثيق بين جهازي الاستخبارات على أهمية الهدف، والذي شارك في بعض من عمليات حزب الله، مثل الهجمات على السفارة الأمريكية في بيروت عام 1983 والسفارة الإسرائيلية في الأرجنتين عام 1992، وهي تعتبر إحدى أخطر المهام التي أدتها الاستخبارات الأمريكية في الأعوام القليلة الماضية.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وجاء استهداف مغنية في دولة لا تحارب فيها الولايات المتحدة، كما أنه قتل في انفجار سيارة مفخخة، وهي طريقة يعتبرها أساتذة قانون بأنها انتهاك للقانون الدولي الذي يحرم استخدام طرق غادرة للتسبب في جرح أو قتل أحد الأعداء. وعلقت أستاذة القانون الدولي بجامعة نوتردام الأمريكية، ماري إلين، على هذه الطريقة قائلة بأنها "طريقة قتل يستخدمها الإرهابيون والعصابات"، مضيفة "إنها تنتهك واحدة من أقدم قواعد أرض المعركة"، وهي أيضا الطريقة التي دارت حولها نقاشات داخل إدارة الرئيس الامريكي السابق بوش إذا ما كان يمكن استخدامها بدلا من طرق أخرى.</span></p><p dir="RTL"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/أستاذة القانون الدولي بجامعة نوتردام الأمريكية ماري إلين.jpg" /></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وحسب مصدر آخر عمل سابقا بالاستخبارات الأمريكية، فقد استلزم القيام بالعملية الحصول على قرار تنفيذ، وقّع عليه الرئيس الأمريكي السابق بوش والنائب العام ومدير الاستخبارات الوطنية ومستشار الأمن القومي ومكتب المستشار القانوني لدى وزرة العدل، حيث أكد مسؤولون آخرون بأن مغنية كان كان على صلة مباشرة بتدريب وتسليح الشيعة الذين كانوا يهاجمون القوات الأمريكية في العراق، وأنه كان يشكل خطرا على المواطنين الأمريكيين، ليضيف المصدر أن "القرار كان وجوب وجود تأكد تام أنها دفاع عن النفس".</span></p><p dir="RTL"><strong><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">نظرية الدفاع عن النفس</span></span></strong></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">عملية اغتيال مغنية كانت مؤشرا على تطور فلسفة الاستخبارات الأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001، حيث كانت تعترض على طريقة عمليات الموساد، الأمر الذي وضح في محاولة اغتيال الموساد لخالد مشعل بالسم في عمّان 1997، والتي أجبرت إدارة كلينتون فيها إسرائيل على توفير المصل المضاد لإنقاذ حياته.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وحسب مسؤول أمريكي سابق، فإن إدارة بوش اعتمدت على فلسفة الدفاع عن النفس في اغتيال مغنية، مدعية أن تخطيطه الدائم ضد أمريكا وقواتها المسلحة يشكل خطرا، وهو المنطلق القانوني الذي سمح للـ<span dir="LTR">CIA</span> بتفادي اختراق الحظر الشامل المفروض على الاغتيالات في القرار التنفيذي 12333 الذي وقعه الرئيس الأسبق ريجان.</span></p><p dir="RTL"><strong><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">مغنية كان متورط في العديد من القضايا ضد الأمريكيين</span></span></strong></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">بالنسبة لأمريكا، كان مغنية وقت اغتياله متورط في مقتل 63 شخصا في استهدافه للسفارة الامريكية في بيروت منهم ثمان ضباط بالـ<span dir="LTR">CIA</span>، كما ذكر مسؤولون سابقون بالوكالة أن مغنية كان متورطا في اختطاف وتعذيب رجل الـ<span dir="LTR">CIA</span> في لبنان ويليام باكلي، وأنه أرسل فيديوهات جلسات التحقيق القاسية التي أجريت معه قبل قتله، كما أنه كان مسؤول عن اختطاف رحلة الطيران 847 التي قتل على متنها الغواص بالبحرية الأمريكية روبرت ستاثام، لتضع المباحث الفيدرالية جائزة قدرها 5 ملايين دولار لمن يدل بمعلومات تؤدي لاعتقاله.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;"> <img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/العمليات التي قام بها مغنية.jpg" /></span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">أما بالنسبة لإسرائيل، فقد كان مسؤولا عن العديد من الهجمات، منها الهجوم ضد السفارة الإسرائيلية التي راح ضحيتها أربعة إسرائيليين في بوينس آيرس، والهجوم على المركز اليهودي الاجتماعي في المدينة والذي تسبب في مقتل 85 شخصا.</span></p><p dir="RTL"><strong><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">مراقبة مغنية وفرص اغتياله</span></span></strong></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">لم يتضح حتى الآن الوقت الذي لاحظت فيه الاستخبارات الأمريكية وجود مغنية في دمشق، ولكن مكان وجوده بالتحديد كان معروفا على الأقل قبل عام من تاريخ اغتياله، ليقول أحد المسؤولين السابقين بالوكالة أن الإسرائيليين هم أول من حاولوا التعاون مع الـ<span dir="LTR">CIA</span> حول عملية مشتركة لاغتياله، اعتمادا على البنية التحتية السرية للوكالة في دمشق، وأن سبب هذا الطلب كان الانتقام، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تهتم طالما سيكون ميتا.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وقالت الصحيفة أن الاستخبارات الإسرائيلية والأمريكية كانت لديها فرصة لاغتيال مغنية ومعه قائد فرقة القدس قاسم سليماني، ولكنهم لم يستطيعوا فعل ذلك لعدم وجود غطاء قانوني لقتل سليماني، كما أنه لم يكن موجودا أي أمر رئاسي بذلك.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;"><img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/249620.jpg" style="height: 356px; width: 550px;" /></span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:10px;">القائد بالحرس الثوري الإيراني- قاسم سليماني (أرشيفية)</span></p><p dir="RTL"><strong><span style="font-size:20px;"><span style="color:#FF0000;">كيف تم اغتيال مغنية؟</span></span></strong></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;"><span style="line-height: 20.7999992370605px;">وحسب الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، عاموس يدلين، فقد كان مغنية هو الأول بعد حسن نصرالله، وأنه كان المسؤول عن العمليات العسكرية لحزب الله اللبناني، وأنه بعد اكتشاف مكانه بالضبط، عملت وكالات الاستخبارات على معرفة أسلوب حياته بحثا وراء أي نقاط ضعف، ليجدوا أن تجوله وحيدا في المساء في فترات متباعدة هي الفرصة السانحة.</span></span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;"> <img src="https://dotmsrstaging.s3-eu-west-1.amazonaws.com/uploads/uploads/موقع اغتيال مغنية.jpg" /></span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">وحسب أحد المصادر، فقد تم استخدام تقنية التعرف على الوجه على مغنية بعد خروجه من أحد المطاعم في الحي الذي كان يسكن به، قبل لحظات من انفجار القنبلة التي أودت بحياته، وهي القنبلة التي لم تتسبب في اية أضرار جانبية، حيث كانت توجد بجانب هذه المنطقة مدرسة للبنات.</span></p><p dir="RTL"><span style="font-size:20px;">ومن ناحية أخرى، رفضت الـ<span dir="LTR">CIA</span> التعليق على ما سبق، أما الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية، مارك ريجيف، قال "ليس لدينا شئ نضيفه حاليا".</span></p><p dir="RTL" style="text-align: justify; "><span style="font-size:20px;">يذكر أن نجل عماد مغنية، جهاد عماد مغنية، قتل في غارة إسرائيلية استهدفته في القنيطرة بالجولان السوري، الأحد الماضي.</span></p>
لا يفوتك