بعنوان: "القتلة في العراق يحملون وجوه الأحذية"، كشفت صحيفة "العرب" اللندنية، اليوم السبت، عن تحويل فنان عراقي وأستاذ جامعي في الهندسة المعمارية، عقيل خريف، نعال الأحذية البالية والنفايات إلى وجوه تمثل مقاتلي تنظيم "داعش" في بلاد الشام والعراق، مجسدا بشاعة هؤلاء الإرهابيين وسلوكياتهم.

وقالت الصحيفة إن "خريف"، 35 عاما، اختار النعال لصنع "الوجوه" التي تجسد عناصر التنظيم الذي قتل وهجر مئات الآلاف في العراق وسوريا منذ منتصف يونيو/ حزيران الماضي، و"الأشرطة" لصنع الشعر، و"السحابات" لصنع الأسنان، و"قطعا معدنية صغيرة" للعيون.

وقال خريف، في تصريحات لصحيفة "العرب": "الفكرة أتتني عقب أسبوع من سقوط الموصل بيد التنظيم، فأردت تصوير مدى إجرام أعمال عناصر التنظيم وبشاعتها، فكرت في كيفية صنع "داعش"، صحيح أنه مجرد حذاء، لكن فلسفة العمل هي أن الحذاء كلما استخدمته ازداد تشوها، إضافة إلى انها تظهر عقلية عناصر داعش المريضة والمتعطشة إلى الدماء".

وقالت الصحيفة إن الوجوه تبدو على قدر كبير من القبح والقذارة وأقرب إلى أشكال مرعبة تثير الخوف لدى الناظرين إليها، مشيرة إلى تعمد الفنان العراقي القيام بذلك ليعكس من خلال الوجوه الصادمة، النظرة القاتمة إلى التنظيم الذي يسيطر على مناطق واسعة في العراق منذ هجومه الكاسح في يونيو.

وأشار خريف إلى وجود تصميمات بعضها بعين واحدة، مرجعا ذلك إلى رؤية التنظيم الأمور من منظاره الخاص، قائلا: "لا كما نرى نحن الحق بعينين، وهناك قطع أخرى ضمت ثقبا كبيرا لتجسيد الفم والحلق، ما يعكس الصراخ الذي أرعب كل العالم".

ولفتت الصحيفة إلى اعتماد خريف على الشارع لجمع "مواد" أعماله، حيث ينتقي النفايات بنفسه ويبتاع بقايا الأحذية من محال صغيرة في الأسواق الشعبية. ورغم "الاستهزاء" الذي يواجه به أحيانا من الناس، إلا أن ذلك لا يثنيه عن محاولة ايصال أفكاره إليهم.

وأشارت الصحيفة إلى اعتكاف خريف حاليا على إنجاز جدارية خشبية مساحتها أكثر من 3 أمتار مربعة، ومقسمة إلى 24 جزءا متساويا يضم كل منها "وجها" مصنوعا من الأحذية.

وقال خريف: "الجدارية تمثل "الدواعش" الذين يعيشون بيننا وليس الإرهابيين فقط، فالمصطلح ينطبق على الفاسدين داخل المؤسسات أيضا".

وأضاف: "الداعشي" بالنسبة لي هو كل إنسان لا يحب بلده ولا الخير، ويؤمن بالموت، ويرفض الآخر ولديه استعداد لأن يقتلك عندما تختلف معه".