التوقيت السبت، 23 نوفمبر 2024
التوقيت 12:58 ص , بتوقيت القاهرة

سامراء... العاصمة العباسية التي لم تعد "سر من رأى"

لم تعد المدينة العراقية سامراء "سُر من رأى" كما كان يطلق عليها قديما، حيث تحولت هذه المدينة التاريخية إلى بؤرة للجذب الطائفي بين السنة والشيعة في العراق منذ عام 2006، ثم ساحة معارك منذ ظهور تنظيم داعش في العراق.


فمنذ يونيو/حزيران الماضي، ويستميت تنظيم "داعش" في التوسع في العراق لتثبيت أركان خلافته المزعومة، وكانت البداية من محافظة صلاح الدين، والتي بدأت بسقوط الموصل وتبعها مدينة تكريت.



ومنذ ذلك الحين تدور معارك بين عناصر تنظيم داعش وقوات الجيش العراقي لرغبة الأول للسيطرة على مدينة "سامراء".


لماذا سامراء:



أسباب كثيرة تقف خلف تمسك "داعش" بالسيطرة على مدينة "سامراء" السنية، أولها موقعها الجغرافي ومكانتها التاريخية، حيث كانت تعد المدينة التي تقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة في محافظة صلاح الدين، وتبعد 125 كيلومتر شمال العاصمة العراقية بغداد، وتحدها من الشمال مدينة تكريت، ومن الغرب الرمادي، ومن الشرق بعقوبة، "عاصمة الخلافة العباسية" (استمرت 60 عاما) بحسب موقع مدينة السامراء الإلكتروني، والتي بناها المعتصم العباسي في عام 835 ميلاديا، حيث ظهر ذلك فيما بثته بعض الحسابات التابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورا لما قال عنها "فرحة المؤمنين بإعلان التهيؤ لاستعادة عاصمة الخلافة العباسية".


أما السبب الثاني فهو مقاتلة "داعش" للشيعة خاصة فيما أثير عن ضم "السامراء" لمرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، العاشر والحادي عشر من بين الأئمة الشيعة الاثني عشر، والتي ظهرت في قتال "داعش" لبعض قوات الحرس الثوري الإيراني التي تقاتل في العراق إلى جانب القوات الحكومية والمليشيات، وتوعد تنظيم داعش لإيران بقادسية جديدة، بحسب صحف عربية وإيرانية.



تفجيرات سامراء 2006:


في 22 فبراير/شباط 2006، اقتحم مسلحون يرتدون زي الشرطة ينتمون إلى جماعات يعتقد أنها ارهابية مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري، وقيدوا أفراد شرطة الحماية الخمسة، وزرعوا عبوتين ناسفتين تحت قبة الضريح وفجروها، مما أدى إلى انهيار القبة الخاصة بالضريح التي تعتبر واحدة من أكبر قباب العالم الإسلامي، وعلى إثرها اندلعت فتنة طائفية بين السنة والشيعة بعدما هاجم مسلحون شيعة أحد المساجد السنية في العاصمة العراقية بغداد.



سامراء شيعية أم سنية:


في 2005 أسند القانون العراقي مسؤولية مرقد الإمامين في سامراء إلى ديوان الوقف (الأوقاف) الشيعي، مما أثار حفيظة الوقف السني، إذ اعتبر الوقف السني المرقد واقعا ضمن صلاحياته، وبناء على هذا القانون، تولى الوقف الشيعي إعمار المرقد وتوسيعه إثر تفجيره، وذلك بحسب صحيفة "الجيران" العراقية.


وتصاعدت حالة التوتر حول المدينة عام 2010، حين بدأ الوقف الشيعي بشراء الأراضي حول مرقد الإمامين وضمها إلى ملكيته، والتي شغلت الرأي العام حتى أمر القضاء العراقي بوقفها في 2012، وفقا للصحيفة ذاتها.


سامراء اليوم:


تشهد سامراء معارك عنيفة للاستيلاء عليها، حيث وقعت اليوم الجمعة تفجيرات عنيفة على إثر قيام إرهابيين اثنين بتفجير ذاتهما عبر أحزمة ناسفة عند حاجز للتفتيش وسط مدينة سامراء، ما أسفر عن مقتل 3 من عناصر الجيش وإصابة 3 آخرين في حصيلة قابلة للزيادة، وذلك بحسب موقع "شفق نيوز" العراقي.