التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:55 ص , بتوقيت القاهرة

"حزب الله" وإسرائيل.. 30 عاما من الحرب

في ما يبدو أنه بداية حرب جديدة بين "حزب الله" اللبناني وإسرائيل، هاجم مقاتلو الحزب اليوم الأربعاء، رتلا عسكريا إسرئيليا أسفر عن مقتل 2 وإصابة 7 ، في عملية جاءت ردا من المقاومة على مقتل 6 من قياداتها في غارة للطيران الإسرائيلي منتصف يناير/ كانون الثاني، استهدفت موكبهم في القنيطرة، لتبدأ بذلك مواجهة ليست الأولى بين الطرفين.


ظهور "حزب الله" بدأ في عام 1982مع اجتياح إسرائيل للجنوب اللبناني، الذي شهد وقتها صراعا بين "منظمة التحرير الفلسطينية" التي سعت إسرائيل إلى إخراجها من جنوب لبنان، والحزب الشيوعي وحركة أمل، وبين إسرائيل من الجهة الأخرى، وامتد ذلك حتى العام 2000.


وبالعودة إلى نهاية الثمانينات وجدت إسرائيل أن "حزب الله" بدأ يظهر كحركة مقاومة مسلحة تشكل تهديدا لها، لا سيما مع إعلان إيران، الدولة الإسلامية الصاعدة وقتها، دعمها للحزب، وتفوق الأخير في الانتخابات النيابية اللبنانية 1991 لتدخل إسرائيل بذلك أولى حروبها مع "حزب الله".


تصفية الحسابات


في يوليو/ تموز 1993 شنت إسرائيل أول حروبها ضد "حزب الله" تحت اسم "تصفية الحساب"، شملت قصفا جويا وبريا لمناطق جنوب لبنان والبقاع والشمال وضواحي بيروت، ودامت 7 أيام، في محاولة منها لتحجيم قدرات الحزب.


وأدت هذه الحرب إلى مقتل أكثر من 120 لبنانيا وتهجير عشرات الألوف، إضافة إلى الخسائر المادية، في حين لقي 26 جنديا إسرائيليا حتفهم، وانتهت هذه الحرب بوساطة أمريكية، عرفت بـ"اتفاق تموز" (يوليو) ونص على منع استخدام صواريخ كاتيوشا التي يمتلكها الحزب داخل الأراضي الإسرائيلية، وفق ما نشر بموقع "الجزيرة. نت".



عناقيد الغضب


جاءت الحرب الثانية التي شنتها إسرائيل على حزبالله باسم "عناقيد الغضب" في أبريل/ نيسان 1996 واستمرت لأسبوعين، استخدمت فيها جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية.


في هذه الحرب ارتكبت إسرائيل ما يعرف بمجزرة "قانا"، التي قتل فيها نحو 100 شخص وجرح أكثر من 150 آخرين، وكان إجمالي ضحايا الحرب 175 قتيلا و300 جريح، إلى جانب الآلاف من النازحين وأضرار مادية كبيرة بالمنشآت.



 


جدير بالذكر أن هاتين الحربين شنتهما إسرائيل قبل انسحابها من جنوبي لبنان وبقاعه الغربي، بشكل أحادي في مايو/ أيار 2000، تحت ضغط العمليات العسكرية لـ"حزب الله"، وفي محاولة منها للتخلص من العبء الأمني والسياسي والاقتصادي الناجم عن احتلال جزء من أراضي لبنان، وكاستجابة للضغط الداخلي من أجل الخروج من هذا البلد.


وعدا عن هاتين الحربين فإن فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، شهدت عمليات من جانب "حزب الله"، نجم عنها مقتل 1276 من الحزب، بحسب مصادره.


وبحسب ما ذكرت بعض المصادر، فإن الضحايا اللبنانيين بين 1983 - 2000 بلغ نحو 1752 قتيلا، وفق ما نشره الكاتب حيدر الحسيني، بجريدة "المستقبل" اللبنانية في عددها الصادر 25/5/2000، أو 1900 (عبير جابر، السفير، 29/5/2001)، في حين قتل من الإسرائيليين على يد "حزب الله" اللبناني نحو 860 ضابطا وجنديا، في قرابة عقدين.


حرب تموز


بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، توقف "حزب الله" عن عملياته ضدها منذ ذلك الحين، حتى نفذ عملية خطف جنديين إسرائيليين عام 2006 لتبدأ إسرائيل بدورها في يوليو/ تموز من نفس العام حربا شنتها ضد لبنان، دمرت مساحات واسعة من الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض بلدات وقرى الجنوب. كما استهدفت الجسور والطرق وشبكات الكهرباء والهواتف والبنى التحتية.


ورد الحزب على ذلك بقصف صاروخي لمنشآت ومواقع عسكرية ومدنية إسرائيلية، وصل مداها للمرة الأولى إلى مدينة حيفا، ونجم عن هذه الحرب، التي استمرت 4 أسابيع، مقتل 1300 من اللبنانيين وجرح نحو 4 آلاف منهم، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح نحو مليون شخص عن منازلهم وقراهم.