زيارة أوباما إلى الرياض.. التوقيت ليس مجرد صدفة
ربما ليست مصادفة أن تتزامن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى الرياض على رأس وفد رفيع المستوى، لتقديم العزاء في وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز، مع مرور 70 عاما على أول لقاء جمع الرئيس الأمريكي الأسبق، فرانكلين روزفلت، مع العاهل السعودي المؤسس عبدالعزيز آل سعود، وذلك بحسب تقرير نشره الكاتب الأمريكي أدام تايلور بصحيفة "واشنطن بوست".
ففي عام 1945، اجتمع روزفلت مع العاهل المؤسس على متن أحد القواعد البحرية بقناة السويس، بينما كان الرئيس الأمريكي في طريق العودة إلى بلاده بعد مشاركته في مؤتمر"يالتا"، والذي ناقش مستقبل أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
ثمانية أغنام على العشاء
وأضاف التقرير أنها كانت المرة الأولى للملك المؤسس والذي استطاع توحيد المملكة العربية السعودية، والتي يخرج فيها خارج بلاده، حيث قيل إنه كان بحوزته ثمانية أغنام لذبحهم للعشاء.
ولعل أحد أبرز من حضروا هذا اللقاء التاريخي، هو الخبير الأمريكي الشهير ويليام إيدي، والذي تم نشر مذكراته مؤخرا في حسام يحمل عنوان "روزفلت يلتقي بن سعود"، والذي قدم لمحة عن الاجتماعات التي دارت بين الرئيس والملك، والتي ساهمت كثيرا في بناء علاقة قوية بين البلدين.
تشابهات عديدة
يقول إيدي إن الملك عبدالعزيز قال في بيان له إن التشابهات التي تجمعه بالرئيس الأمريكي كبيرة وكثيرة، منها أن كلا منهما ولد في نفس العام، وأن كلا منها مسئولا عن شعب بأكمله، بالإضافة إلى أصولهما الريفية، والأهم أن كلاهما يعاني عجزا جسمانيا، فالرئيس الأمريكي كان يتحرك باستخدام كرسي متحرك، بينما الملك كان يتحرك بصعوبة بالغة.
ومن الأمور التي كان "إيدي" حريصا على إبرازها، هو أن الرئيس الأمريكي أمر بإعطاء الملك عبدالعزيز أحد الكراسي المتحركة الخاصة به كهدية تذكارية للعاهل السعودي، والذي أبدى امتنانه لذلك واحتفظ به في مكان ظاهر بقصره فيما بعد.
صداقة لم تدم
وأضاف التقرير أن الزعيمان تناولا العديد من القضايا السياسية، لعل أهمها قضية إيجاد وطنا لليهود في فلسطين، وهو ما عارضه مؤسس المملكة بشدة، كما اتفقا على أن تمنح الولايات المتحدة الدعم لتأسيس جيش سعودي قوي مقابل أن تحصل على النفط السعودي.
إلا أنه من المؤسف أن تلك الصداقة لم تدم طويلا، حيث إن الرئيس الأمريكي قد وافته المنية، بعد أقل من عامين فقط من هذا اللقاء التاريخي، في حين أن خليفته هاري ترومان لم يلتق وجها لوجه مع الملك عبدالعزيز، والذي توفى هو الآخر في عام 1953.
إلا أن اللقاء بين الرجلين كان بمثابة صفقة مفادها الأمن مقابل النفط، والتي كانت أساسا للعلاقات بين البلدين لسنوات طويلة.
أنهى تايلور تقريره طارحا سؤال: "هل يمكن لأوباما إحياء العلاقة من جديد في الذكرى السبعين لانطلاقها؟".