"اليونسكو": أكثر من 5 ملايين طفل عربي خارج نطاق المدارس
أكد مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية ببيروت، حمد بن سيف الهمامي، أن المنطقة العربية بها ما يقرب من 47.6 مليون أميا من الكبار و5 ملايين طفل خارج أسوار المدارس، تمثل الفتيات 60% منهم.
وقال الهمامي، في كلمته بمؤتمر وزراء التعليم العرب المنعقد بمدينة شرم الشيخ اليوم الثلاثاء، إن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت تمر فيه المنطقة بمنعطف خطير بسب النزاعات الدائرة في كثير من البلدان، والذي أثر سلبا على الأنظمة التعليمية في هذه البلدان، بسبب الزخم الهائل من اللاجئين وتعرض المدارس إلى الإغلاق واستخدامها كمراكز إيواء، بالإضافة إلى الاستهداف المتعمد للمؤسسات التربوية.
وأضاف أن الشباب إذا لم تتوافر لهم فرص التعليم الجيد، وشغل أوقات فراغهم لربما يكونون عرضة لاستهدافهم من قبل بعض المنظمات المتطرفة وجرهم إلى ساحات المعارك وحمل السلاح والذي يعد جريمة من جرائم انتهاك حقوق الإنسان، مطالبا الأنظمة التعليمية في العالم وليس المنطقة العربية فقط بمراجعة سياستها التعليمية وتنقيتها من غرس بذور الكراهية والحقد المبنية على العرق أو اللون أو الدين أو حتى التفرقة المذهبية.
وأشار مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية ببيروت إلى أن هناك خطوات جريئة اتبعتها بعض دول المنطقة من أجل مراجعة مضامين التعليم والمناهج الدراسية من أجل تمتين العدالة الاجتماعية وإرساء قواعد المواطنة وحقوق الإنسان.
ومن جانبه، أكد محافظ جنوب سيناء خالد فودة أن استضافة مدينة شرم الشيخ للمؤتمر دليل على قوة واستقرار مصر، لافتا إلى أن الارتقاء بمنظومة التعليم يأتي على رأس قائمة أولويات الدولة المصرية، التي تسعى إلى تطويرها والارتقاء بها وبمستوى القائمين عليها، بهدف بناء مجتمع قوي يقوم على العلم والمعرفة.
وتمنى المحافظ أن يحقق المؤتمر أهدافه ويثمر عن التوصيات التي تساهم بشكل فعال في بلورة مستقبل التعليم في الوطن العربي لما بعد عام 2015، من خلال رؤية مستقبلية يمكن تبنيها ومناقشها في منتدى العالم للتعليم المزمع انعقاده في كوريا خلال هذا العام.
ومن جهته، قال وزير التربية والتعليم البحريني ماجد بن علي النعيمي إن احتضان مصر لهذا المؤتمر في هذه المرحلة التاريخية الحساسة التي تمر بها أقطارنا مؤشر خير على أن الأمة العربية تستعيد اليوم القدرة على المبادرة بالرغم من كل التحديات التي تواجهها.
وأشار إلى أن بالرغم مما تحقق من إنجازات كبيرة خلال الـ15 سنة الماضية ما تزال هناك تحديات مهمة يتعين علينا مواجهتها ضمن الرؤية المشتركة لدولنا على النحو الذي تم الاتفاق عليه في الاجتماع السابق الذي عقد بسلطنة عمان بالتركيز على قضايا جودة التعليم، والاهتمام بتكافؤ الفرص، وإيلاء اهتمام أكبر بذوي الاحتياجات الخاصة، وتمكين الأجيال الجديدة من امتلاك القدرة على التعلم مدى الحياة، وامتلاك المهارات الحياتية التي تؤهلهم للتعلم من أجل تنمية الذات، والتعلم من أجل العمل، والتعلم من أجل العيش المشترك ضمن أفق إنساني يتضمن قيم التسامح والتعايش ورفض التعصب والعنف من أجل عالم جديد يسوده الأمن والسلام.