صحيفة: "داعش" يربك حسابات الأردن في مفاوضات الكساسبة
توقع محللون أردنيون عدم تفريط المملكة في ورقة العراقية المعتقلة في سجونه سجدة الريشاوي، والموافقة على طلب تنظيم داعش بالإفراج عنها مقابل إخلاء سبيل الرهينة الياباني، حيث تسعى الأردن لتوسيع دائرة المفاوضات لتشمل الطيار الأردني الأسير لدى التنظيم معاذ الكساسبة.
وقال المحلل السياسي الأردني، فهد الخيطان لصحيفة "العرب" اللندنية، إن الأردن لن يستجيب لمطالب التنظيم بالإفراج عن الريشاوي، ولا يمكن لومه على ذلك بسبب وجود طيار أردني أسير هناك، وبالتالي لا يمكن له أن يفرط بأي ورقة يمكن أن يستعملها بالمفاوضات السرية مع التنظيم.
وأضاف الخيطان أنه على اليابان التي تراهن على استجابة الأردن لمطلب داعش وإطلاق سراح الريشاوي، أن تعذر المملكة حال لم تشمل الصفقة الطيار الكساسبة، لأن الرأي العام لا يمكن أن يرحم صانع القرار حال تعثر مفاوضات إطلاق سراح الأخير.
من جانبه، رأى الخبير في شؤون الجماعات الجهادية والكاتب، محمد أبو رمان، أن النظام الأردني لن يفرط بالسجينة العراقية ولن يرفض الطلب بشكل مباشر، متوقعا أن تطالب السلطات بتوسيع الصفقة لتشمل الكساسبة.
وقال أبو رمان: "موضوع سجدة أظهر عدم الاتفاق داخل داعش على مصير الطيار، لذلك أراد أن يبعد قضية الريشاوي عن الطيار الكساسبة".
وكان تنظيم "داعش" طالب، الثلاثاء الماضي، الحكومة اليابانية بدفع فدية مقدارها 200 مليون دولار أمريكي للإفراج عن رهينتين يابانيين محتجزين لديه، مهددا بذبحهما خلال 72 ساعة إذا لم تتم تلبية طلبه.
إلا أن الحكومة اليابانية أعلنت أنها لن ترضخ لتهديدات "داعش"، وهو ما قابله التنظيم بقتل أحدهما والمطالبة بإطلاق سراح "الريشاوي" في مقابل الإفراج عن الياباني الآخر، كينجي غوتو.
والعراقية سجدة الريشاوي، والتي يطلق عليها لقب "سيدة الأربعاء الأسود"، محكوم عليها بالإعدام على خلفية تورطها في تفجيرات 9 نوفمبر 2005 التي ضربت ثلاثة فنادق بالعاصمة الأردنية عمان، وخلفت 57 قتيلا في الأحداث المعروفة باسم "الأربعاء الأسود"، ولم ينفذ حكم الإعدام بحقها بعد أن علقت السلطات الأردنية في ذات السنة تنفيذ العقوبة قبل أن تعيد العمل بها العام الماضي.