عودة اليهود للمغرب.. في ذكرى الهولوكوست
في الذكرى الـ 70 لنشوب مذبحة الهولوكوست التي تقول إسرائيل إن النازيين نفذوها للقضاء على اليهود في أوروبا أعلن أحد المخرجين المغاربة، كمال هشكار تصوير فيلم وثائقي عن اليهود المغاربة، يحمل عنوان: "جيروزاليم تينغير.. العودة إلى البلد الأم"
وكانت المغرب خلال القرن الـ20 تضم أكبر تواجد لليهود في العالم العربي، حيث تخطت أعدادهم عشية استقلال المغرب 280 ألف يهودي.
لم يعان اليهود خلال فترة تواجدهم من التعذيب أو الاعتقال في المغرب، كما كانت هي الممارسات ضدهم في بقية دول أوروبا، فهم لم يعانوا من المحرقة، ذلك أن السلطان محمد بن يوسف، وفي وقت لاحق الملك محمد الخامس رفضا، حيث كانت المغرب في تلك الأيام ما تزال تحت الحماية الفرنسية، أن تطبق القوانين المعادية لليهود، في نظام فيشي، على يهود المغرب.
وبقي اليهود المغاربة، وحتى في عهد الاستعمار، كما كان اليهود التونسيون بموجب مرسوم كريميو، أشخاصاً من التابعية المغربية.
وبدأ نزوح أعداد كبيرة من اليهود المغاربة مع بدء قيام إسرائيل عام 1948 حيث هاجر 90% من اليهود المغاربة الأكثر فقرا في حين هاجرت النخبة والطبقة المتوسطة إلى فرنسا وكندا.
وبحسب مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية فإنه على مدار وقائع الحرب العالمية الثانية لم يمت من اليهود سوى 1% وهي نسبة قليلة للغاية، بل امتد دور المغاربة في ذلك الوقت إذ رحبوا بهم في بيوتهم وقاموا بحراسة أملاكهم، وقدم سلطان المغرب دعما معنويا وأحيانا مساعدة مادية لرعايا اليهود.
وبحسب التقرير السابق للمركز، لم يشارك مغربي واحد في الاستيلاء على ثروات اليهود خلال مجريات الحرب العالمية الثانية، وكان الوعاظ المسلمون في شعائر يوم الجمعة يحرمون على المؤمنين الاستيلاء على ثروات اليهود المصادرة.
وكان القانون المغربي يقر بأن المواطنين اليهود، يتمتعون بكامل الحقوق وهم ناخبون ومرشحون، ووضعت لهم الدولة المغربية الإطار القانوني بما يتوافق مع مبادئ الديانة اليهودية. في مجال الأحوال الشخصية، هم يخضعون لقانون خاص، وهو ما يعني أنهم يحاكمون وفق الديانة اليهودية، في محكمة مخصصة لهم بالقرب من قاعة المحاكم العادية،
وبالتزامن مع الذكرى الـ 70 لمذبحة الهولوكوست، تظهر دعوات في المغرب لعودة اليهود مرة أخرى إلى ما يصفه المخرج شنكار ببلدهم الأم.
ويقول هشكار، الذي يشغل منصب أستاذ للتاريخ في فرنسا، إن فيلمه الجديد سيربط الجيل الثالث من اليهود المغاربة في إسرائيل بوطنهم الأصلي المغرب.
وأوضح أن ميزانية فيلمه الجديد تصل إلى 250 ألف أورو، وقال: "رسالتي دعوة اليهود المغاربة في إسرائيل للعودة إلى بلدهم الأصلي المغرب والحصول على جواز سفر مغربي".
ولا تعد هذه الدعوة الأولى لعودة اليهود إلى المغرب، حيث سبق وأن حصل ذلك في 2013، من خلال إعادة ترميم المعابد اليهودية بجميع أنحاء المملكة المغربية، وهو ما تزامن مع وصول أكثر من 350 يهوديا من إسرائيل ومن إسبانيا، وعدة دول أوربية أخرى في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، وذلك من أجل ممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية اليهودية المسماة بـ«الهيلولة»، وذلك احتفاء بموسم الولي الصالح اليهودي الرابين إسحاق بن الوليد الملقب" العادل" وضم الوفد يهود مغاربة.