نيويورك تايمز: الملك عبدالله "المحنك" أعاد تشكيل المملكة
المحنك الذي أعاد تشكيل المملكة، والإصلاحي الحذر، هكذا قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية لوصف العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، موضحة أن وفاته ربما تزيد حالة الغموض التي تدور حاليا ليس فقط حول مستقبل المملكة العربية السعودية، ولكن منطقة الشرق الأوسط ككل.
وأضافت الصحيفة الأمريكية البارزة أن الإعلان عن تولي الأمير سلمان لمقاليد الأمور داخل المملكة مباشرة بعد إعلان خبر وفاه الملك عبدالله، يعكس أن انتقال السلطة في المملكة قد تم بشكل سلس، كما يبرز أن السعودية سوف تواصل نفس النهج الذي تتبناه خلال المرحلة المقبلة تجاه مختلف القضايا الدولية والإقليمية، رغم التحديات الاستثنائية التي قد تواجهها.
تدرجية التغيير
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن العاهل السعودي الراحل بذل جهودا مضنية من أجل تحقيق التوازن بين التقاليد التي يتمسك بها المجتمع السعودي من ناحية، ومتطلبات الحداثة من ناحية أخرى، حيث إنه كان يتبنى مبدأ التدرج في التحول نحو الإصلاح وذلك للحفاظ على التوازن داخل المجتمع، وهذا لم يكن أمرا سهلا على الإطلاق في المجتمعات القبلية على غرار المملكة.
ويبدو أن الملك عبدالله كان أحد أهم رموز الاعتدال داخل المملكة، حيث كرس جهودا كبيرة لمجابهة التفسيرات المتطرفة التي تبنتها بعض التنظيمات للتعاليم الإسلامية، ولعل أهم ما حققه العاهل السعودي في هذا الإطار أنه أمر بتنقيح المناهج الدراسية، وأرسل عددا من الأئمة للترويج للمنهج الوسطي، كما أنه لعب دورا بارزا في الحملة التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
المرأة
حظيت المرأة بنصيب كبير من الإصلاح في عهد الملك السعودي الراحل، هكذا تقول "نيويورك تايمز"، حيث وصلت المرأة في عهده إلى منصب نائب وزير، كما سمح لها بالعمل في العديد من المجالات، على الرغم من أنها مازالت تعاني من الحظر المفروض على قيادتها للسيارات.
واستطردت الصحيفة الأمريكية بأن الملك عبدالله كذلك فتح الباب أمام المرأة للمشاركة السياسية، حيث سمح لها بالتصويت في الانتخابات البلدية منذ عام 2009، كما أنه أصدر قرارا بتعيين عددا من السيدات في مجلس الشورى السعودي، في خطوات غير مسبوقة، منحت المرأة قدرا من الإنصاف داخل المجتمع السعودي.