التوقيت الثلاثاء، 05 نوفمبر 2024
التوقيت 11:23 ص , بتوقيت القاهرة

حوار| الكنيسي: ضيعت في الإعلام عمري.. ورفضت ترقية السادات

‘‘ عبد الناصر بطل حقيقى .. والإذاعة دورها تلاشى بعد حكمه

‘‘ الإعلام يعانى الإنقسام بسبب الأجندات الخاصة .. والسلطات لم توجهه

‘‘ المنظومة لن تكتمل بدون نقابة الإعلاميين .. ومشروعات القوانين الإعلامية خلال أيام

‘‘ خسرت ماديًا و صحيًا خلال عضويتى للبرلمان .. و لم افكر فى الترشح مرة ثانية

في صباح يوم 23 يوليو 1953 .. يرى الصبي، الذي لم يتجاوز عمره الثانية عشر، مقالا حول علاقة مصر  بأمريكا يحمل اسمه، يتصدر إحدى صفحات جريدة الجمهورية، ليصبح بذلك أصغر كاتب مقال، وتمر السنوات  ويلتحق بكلية الآداب، ويفوز بالثلاثة مراكز الأولى في مسابقة القصة القصيرة التي أعلنت عنها جامعة القاهرة،  ليخطو بذلك نحو أن يكون أديبا و كاتبا، كما توقع له الجميع.

ولكن سرعان ما تغير حلم هذا الشاب بعد سماعه خبر فتح باب التقدم لاختيار مذيعين جدد بالإذاعة، فتذكر حينها حبه القديم لسماع نشرة الأخبار، والبرنامج الثقافي، وصوت المقرئ، عبر أثير المذياع، فقرر أن يتقدم للاختبار ليكون إذاعيا لا غير، لكنه لم يكن يحلم أن يصبح فيما بعد رئيسا للإذاعة المصرية.. حمدي الكنيسي، الذي كان لـ"دوت مصر" معه هذا الحوار .

كيف بدأت رحلتك مع الإذاعة ؟

بعد نجاحي في اختبارات الإذاعة الشفوي والتحريري أمام لجنة من كبار الإعلاميين، عملت لمدة عام كمذيع ربط، والذي كان يختص عمله بالإعلان عن انتهاء أحد البرامج وبدء آخر، إلى أن تم إدراج اسمي على قوائم مُذيعي الهواء، ثم تدرجت في المناصب حتى وصلت إلى منصب رئيس الإذاعة.

لماذا قلت "أنا من ضيع في الإعلام عمره"؟

لأنني انهمكت في العمل الإعلامي، وتراجعت عن التأليف والكتابة، ولا أستطيع إنكار أن الإعلام صنع لي اسما جيدا، ولكن صفة الأديب والكاتب لها رونق خاص.

حدثنا عن تجربتك كمراسل عسكري في حربي الاستنزاف وأكتوبر؟

اصطحبت جهاز التسجيل، وذهبت لتغطية حرب الاستنزاف دون تكليف، لكن في حرب أكتوبر، طلبت من بابا شارو رئيس الإذاعة وقتها الذهاب كمراسل حربي، ورأيت التخطيط العبقري للمعركة، والاستعداد الكامل، ورغم الحديث عن استحالة هزيمة إسرائيل، وتحطيم خط بارليف، وعبور القناة، إلا أنه لم يقلل من عزيمتهم.

وماذا عن لقائك بالرئيس السادات عقب الحرب؟

وزير الإعلام اتصل بي بعد الحرب، وشكرني على التغطية، وابلغني رغبة الرئيس السادات في مقابلتي وتريقتي، وبالفعل قابلته، لكني رفضت هذه الترقية، وطلبت بدلا منها، دعم مبنى الإذاعة، وإصدار قانون نقابة الإعلاميين.

هل ترى أن الإذاعة اختفى دورها في الفترة الحالية؟

بالطبع بدأ دور الإذاعة يتلاشى مع منافسة التليفزيون لها، فالإذاعة كان لها دور قوي أثناء حكم عبدالناصر، فكانت تدعمه باعتباره رجل وطني وبطل حقيقي، أما السادات، فسانده الإعلام بعد الحرب، وكان للإذاعة دور في ذلك أيضا، لكن أثناء حكم مبارك، أيد الإعلام السلطة بشكل مطلق، ولم يكن للإذاعة تأثير.

من الشخصيات الإذاعية التي تأثرت بها؟

جلال معوض، أحمد فراج، وأحمد سعيد، هم من جعلوني أعشق الإذاعة.

وما رأيك في وضع الإعلام حاليا؟

الإعلام استعرض قوته عقب ثورتا يناير ويونيو، ولكن أصابه حالة انقسام وفوضى، بسبب ظهور أجندات سياسية وحزبية للمذيعين وأصحاب القنوات الفضائية، ولا بد من التخلي عنها.

هل توافق على مقولة إن حرية الرأي والتعبير أصبحت مقيدة؟

لا، بل أرى أن هناك حرية مطلقة، وأؤكد عدم وجود تعليمات موجهة للإعلام الحكومي أو الخاص تتعلق بالأسماء التي يتم استضافتها، وهناك مساحة للأصوات المعارضة.

بصفتك عضو في لجنة التشريعات الإعلامية ما المواد التي ناقشتها اللجنة حتى الآن؟

تم مناقشة كل المواد، التي تتعلق بعمل الصحافة والإعلام، وتشكيل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والهيئة الوطنية للصحافة، والهيئة الوطنية للإعلام المرئي والمسموع والرقمي، كما انتهينا من إعداد مشاريع قوانين تنص على احترام حرية التعبير وحماية العاملين في الإعلام، ووجود مجلس أمناء منتخب لجميع الجهات الإعلامية.  

ومتى تنتهي اللجنة من عملها؟

تم الانتهاء بنسبة تخطت 90%، والآن تجرى المشاورات حول الصيغة النهائية للمواد، ومن المقرر الإعلان عنها خلال أيام.

أحد أعضاء اللجنة صرح بأن المجلس الأعلى للصحافة يحاول تعطيل عملها لأن بعد تشكيل المجلس الوطني للإعلام سيتم إلغائه ما رأيك في ذلك؟

هي مجرد آراء ووجهات نظر، وهناك من يعترض لأسباب خاصة، وفي رأي هذا الحديث غير صحيح، لأن الكل يهمه خروج الإعلام من حالة الفوضى الحالية.

هل يتعارض عمل لجنة التشريعات الإعلامية مع اللجنة المشكلة من جانب مجلس الوزراء؟

رئيس الوزارء قال إنها مجرد هيئة استشارية له، وبالتالي فليس لها تأثير على عملنا.

هل سيتم اختيار رئيس المجلس الوطني للإعلام من جانب رئيس الجمهورية؟

مشروع قانون المجلس الوطني لتنظيم الإعلام، يتيح لرئيس الجمهورية، اختيار واحد من 3 أشخاص، لكن بعد أن يرشحهم أعضاء المجلس والهيئات الوطنية ونقابة الإعلاميين.

وما أولوية عمل المجلس؟

قانون نقابة الإعلاميين، الذي قدمناه إلى مجلس الوزراء، وننتظر إقراره من رئيس الجمهورية.

من أين يأتي تمويل النقابة حاليا؟

 التمويل ذاتي حتى الآن.

هل ناقشت اللجنة مشكلات الصحف القومية؟

نعم، وهناك اتجاهات من جانب الهيئة الوطنية للصحافة بتسوية ديون تلك المؤسسات ودعمها ماديًا.

كنت عضوا في البرلمان منذ عام 2000 وحتى 2005 هل تفكر في الترشح مرة أخرى؟

لا، لأنني خسرت صحيا وماديا خلال عضويتي للبرلمان في تلك السنوات.