باب المندب.. فانوس الحوثيين السحري
يعتبر مضيق باب المندب، من أهم الممرات المائية المؤدية لقناة السويس، وهو المضيق الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وصاحب الأهمية الكبيرة لمصر. برزت أهميته في حرب 1973 التي خاضتها مصر ضد إسرائيل، حين اتفق اليمن ومصر آنذاك على إغلاقه جزئيا أمام حركة الملاحة.
ومنذ أن سيطرت جماعة الحوثيين في اليمن على قوانين اللعبة السياسية، وبسطت نفوذها على أجزاء كبيرة من البلاد، زادت المخاوف المصرية والدولية من امتداد سيطرتهم لمضيق باب المندب الإستراتيجي، الأمر الذي يهدد الملاحة في قناة السويس، "دوت مصر" رصد المخاطر التي يمكن أن تنتج من سيطرة الحوثيين على المضيق.
ويرى راغب أن تمكن الحوثيين من مضيق باب المندب، سيؤثر بالسلب على حركة الملاحة في قناة السويس، معللا ذلك بنزاعات مسلحة سوف تشهدها المنطقة بين التنظيمات التي ستتقاتل للسيطرة عليه، وأطراف دولية ترغب في حماية تجارتها العابرة من خلاله.
وطالب العميد راغب مصر أن تحضر بشكل أكبر في مياه البحر الأحمر خلال الفترة المقبلة، مشككا في شروع مصر في القيام بأي عمل عسكري بشكل منفرد كما حدث في بداية ستينيات القرن الماضي، إبان حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، كما طالب راغب الدول الخليجية بمساندة مصر ضد أي تحرك يمكن أن تقوم به جماعة الحوثي المدعومة من إيران في بابا المندب مستقبلا.
من جانبه، أوضح الإعلامي عبدالله إسماعيل، أن جماعة أنصار الله الحوثية تسعى للوصول إلى مدينة "تعز"، لفرض إحكامها على مضيق باب المندب، لتسهيل التواصل مع إيران، وتلقي المساعدات اللازمة منها، كما يعد المضيق موردا ماليا للجماعة، من خلال تحصيل رسوم من السفن المارة ولو بطريقة غير شرعية، وهو ما يشكل تهديدا على حركة الملاحة في قناة السويس.
وأضاف إسماعيل، أن سيطرة الحوثيين على المضيق، تسهّل على الجماعة ومن ثم إيران، ربط اليمن بإفريقيا بشكل مباشر، وخدمة مصالحها العسكرية والتجارية، ما يمثل تهديدا لحركة النفط الخليجي، المنافس التقليدي لإيران.