وول ستريت جورنال: اليمن في طريقها لتكون أفغانستان جديدة
وصفت الباحثة في مجال السياسة الخارجية الأمريكية روبين رايت اليمن بأنها خادعة ثقافيا ومضطربة سياسيا، وذلك خلال زيارتها للبلد منذ عقدين، حسبما جاء في مقال لها نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم الثلاثاء.
وأكدت الحاصلة على زمالة معهد الولايات المتحدة للسلام أن "العالم الخارجي" يرى اليمن من منظور الإرهاب، حيث يوجد به تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بعدما طردته القوات السعودية خارج حدودها، وهو فرع القاعدة الأقوى منذ مقتل أسامة بن لادن، مشيرة إلى أن العديد من الإرهابيين كانت لهم صلات بالبلد، مثل الأخوين كواشي منفذي الهجوم على مقر مجلة "شارلي إبدو"، وإبراهيم العسيري صانع القنابل المرتبط اسمه بتفجير قنبلة على متن طائرة تابعة لشركة طيران أمريكية، وأيضا أنور العولقي الذي قتل في قصف عام 2011.
ولكن اليمن لا ينظر له من تلك الزاوية فحسب حيث ـلمحت مؤلفة كتاب "الإسلاميون قادمون: من هم حقا The Islamists are Coming: Who They Really Are" إلى أن اليمن واحد ضمن أربعة دول أطاحت برؤساءها خلال التظاهرات السلمية في عامي 2011 و2012، وأنها بلد الحاصلة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، وأيضا أن اليمن محاط بممالك خليجية غنية بالبترول في حين أنه لا توجد لديه صادرات بترول يمكن له أن يستغلها، كما أنه يعاني من اقتصاد سيء حيث نصيب المواطن أقل من 20 دولار شهريا كعائد، ما يجعل نسبة 45% على الأقل من مواطنيه البالغ عددهم 26 مليون نسمة تحت خط الفقر.
وأشارت أستاذة القانون في جامعة ميتشجن الأمريكية إلى أن الرئيس عبد ربه منصور لم يكن قادرا على الحصول على إجماع لأجل المشاركة في الحكم، وهو الذي تضائلت سلطته منذ سيطرة الحوثيون في سبتمبر الماضي على جزء من العاصمة صنعاء.
وذكرت مؤلفة كتاب "هز القصبة: الغضب والتمرد عبر العالم الإسلامي Rock the Casbah: Rage and Rebellion Across the Islamic World" أن اليمن توجد فيه مشاكل كثيرة، منها أن التقسيم القديم بين الشمال والجنوب لا يزال يحدد مجريات السياسة، وأن هناك فتنة بين القبائل والطوائف، إضافة للأشخاص الذين يدينون بالولاء للرئيس السابق علي عبد الله صالح في الحرس الجمهوري والذين يأملون في عودته.
وعقب اقتحام القصر الرئاسي، تقول الكاتبة إن اليمن لا يزال في خطر، في ظل وجود حكومة ضعيفة بالرغم من دعم الولايات المتحدة الأمريكية وممالك الخليج لها، وفي ظل تفكير الدول العظمى في سحب ممثليها الدبلوماسيين ومواطنيها من اليمن.
وفي النهاية، قالت رايت إن العالم الخارجي إن لم يساعد اليمن بنشاط على وقف هذا التيار، فسيصبح اليمن دولة فاشلة وسيقع تحت رحمة الميلشيات المسلحة الساعية للحكم، وأنه دون نظام سياسي قابل للتظبيق ودون قوات أمن مخلصة وقانون، فسيكون اليمن أفغانستان أخر يسيطر عليه المتشددين وأمراء الحرب.