أمير قطر في شرم الشيخ.. دقت ساعة المصالحة
في 20 ديسمبر الماضي، استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي بمقر رئاسة الجمهورية، رئيس الديوان الملكي السعودي، والسكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين، خالد بن عبدالعزيز التويجري، كمبعوث خاص للملك السعودي، والشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، المبعوث الخاص للشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، في خطوة وصفت وقتها بأنها أولى خطوات المصالحة بين مصر وقطر.
وتوقع أغلب الخبراء أن اللقاء الذي جمع بين السيسي والمبعوث القطري ستعقبه قمة مصرية قطرية، بين الرئيس وتميم وبمشاركة الملك السعودي، لكن ظروف مرض العاهل السعودي المفاجئة يقال إنها حالت دون إتمام اللقاء المصري القطري، ويوم الإثنين الماضي فقط ذكرت وكالة الأنباء "رويترز" نقلا عن مصادر رسمية مصرية وقطرية أن الأمير تميم سيشارك في قمة شرم الشيخ الاقتصادية والمقرر عقدها في مارس/آذار الماضي.
ورغم عدم خروج تأكيد أو نفي من مصادر رسمية مصرية أو قطرية، فإن أغلب الترجيحات أكدت صحة نبأ زيارة أمير قطر لمصر، الأمر الذي من المتوقع معه أن ينهي خصومة سياسية دامت منذ سقوط نظام الإخوان في مصر في يوليو 2013.
وكانت العلاقات بين القاهرة والدوحة قد توترت بشدة في أعقاب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، بعد ثورة 30 يونيو، واستضافة الدوحة لعدد من القيادات الإخوانية الهاربة، فضلا عن اتخاذ يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد علماء المسلمين الدوحة منبرا للهجوم المتتالي على مصر والرئيس السيسي، لكن الوساطة السعودية بين البلدين كللت بالنجاح استجابة لدعوات العاهل السعودي بطي صفحة الماضي، ضمن تحركات مكثفة رعتها السعودية والإمارات لإعادة ترتيب البيت الخليجي والعربي، ما أسفر عن عودة سفراء السعودية والإمارات والبحرين إلى قطر بعد سحبهم قرابة التسعة أشهر بسبب موقف قطر المناوىء ضد مصر بعد 30 يونيو.
وساطة ناجحة
قال الدكتور أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في العاصمة السعودية الرياض لـ"دوت مصر"، إن زيارة الأمير القطري إلى شرم الشيخ في مارس المقبل بادرة إيجابية للغاية تعكس صدق النوايا لدى الدوحة بفتح صفحة جديدة من العلاقات مع مصر، لافتا إلى أنه وفقا لبعض المصادر الرسمية السعودية فإن اللقاء الأول بين السيسي والأمير تميم كان من المقرر عقده في السعودية كوسيط بين الطرفين، ولإعفاء الزعيمين من أي حرج قد ينتج عن زيارتهما لمصر أو قطر.
وأكد عشقي، أن زيارة أمير قطر ستفتح بابا واسعا أمام عودة العلاقات لطبيعتها، لأنها ستتيح لأول مرة منذ فترة فتح حوار مباشر بينهما، لا سيّما حول الملفات العالقة كالقرضاوي، وتوفير الدوحة ملاذات آمنة لعدد من قيادات جماعة الإخوان.
ترضية لمصر
ومن جانبه قال الدكتور جمال عبد الجواد، أستاذ العلوم السياسية وخبير العلاقات الدولية، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية لـ"دوت مصر"، إن أكثر من مصدر مستقل أكد صحة الأنباء الواردة بخصوص زيارة أمير قطر لمصر مارس المقبل، ومن ثم يمكن التعامل مع الخبر على أنه صحيح، مشيرا إلى أنه من المستبعد أن تكون هذه بالونة اختبار أو مناورة قطرية، لأن الدول لا تناور بزعمائها، فكان يمكن الاكتفاء بالإشارة إلى أن مسؤولا قطريا كبيرًا سيشارك في القمة.
وأكد عبدالجواد أن زيارة تميم لشرم الشيخ ستمثل "ترضية كبيرة" لمصر، بشكل يمكن معه التجاوز عن أخطاء الدوحة في حق مصر والمصريين خلال الفترات السابقة، مشيرا إلى أن أغلب الظن أن تشارك قطر بفاعلية في دعم الاقتصاد المصري عن طريق ضخ استثمارات أو شابه خلال مؤتمر شرم الشيخ، لأنه من غير المعقول أن يشارك أمير قطر وتأتي المساهمة القطرية ضعيفة لا تتناسب مع حجم المشاركة.
وعن باقي المسائل العالقة بين مصر وقطر، أوضح عبد الجواد أن باقي الملفات يمكن علاجها بهدوء من خلال الحوار المباشر بين القاهرة والدوحة بعد ذلك.