التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 04:50 ص , بتوقيت القاهرة

هل تملك مصر المفتاح لحل الأزمة اليمنية؟

شهدت اليمن تصعيدا خطيرا من قبل جماعة أنصار الله "الحوثيون" على الرئيس والحكومة، تمثلت في خطف مدير مكتب الرئيس اليمني، ومحاصرة قصر الرئاسة ومقر الحكومة. و على إثر ذلك تم تشكيل لجنة من وزير الداخلية وممثلين من الحوثيين لوقف تبادل إطلاق النار بين مسلحي الحوثي والحرس الجمهوري، ومحاولة احتواء الأزمة.



وأكد الصحفي اليمني عبد الله علي إسماعيل لـ"دوت مصر"، أن هدنة وقف القتال - التي بدأت منذ عصر أمس - جارية حتى اللحظة، ومن المنتظر أن يشهد اليوم اجتماعا للقوى السياسية بحضور أعضاء مجلسي الشعب والشورى، تهدف إلى معالجة الأزمة.


مبادرة مصرية
وفي حواره لـ"دوت مصر" أوضح "إسماعيل" أن الحوثين قلبوا الطاولة على الجميع، وغيرو المشهد السياسي، أصبحوا قوة ضاربة لا يستهان بها، حيث يمتلكون 70% من أسلحة العاصمة.
ويرى "إسماعيل" أن اليمن الآن يحتاج إلى مبادرة سياسية من مصر، لأنها ستكون مقبولة، وتستطيع أن تدعو جميع الأطراف إلى وأد القتال، والعمل على تنفيذ اتفاق السلم والشراكة. لافتا إلى أن الأطراف الخليجية تم خداعها بشعارات وتطمينات داخلية، ولن يسمح الحوثيون اليوم بتدخل من السعودية أو من أمريكا التي تلعب على كل الأطراف من تحت الطاولة لخدمة مصالحها.



 من جانبه، قال المحلل السياسي رئيس جهاز الرصد الديمقراطي، عبد الوهاب الشرفي، في حديث لـ"دوت مصر": إذا لم يتوصل الأطراف في اليمن إلى اتفاق دائم فسيكون هناك حاجة ملحة لتدخل خارجي. مؤكدا وجود مؤشرات على اللجوء الخليجي إلى مصر للتواصل مع الأطراف في اليمن ليكون التحرك أكثر فعالية.


أهداف الحوثيين
أوضح الصحفي إسماعيل لـ"دوت مصر" أن الحوثيون يسعون - بالتصعيد الأخير - للضغط على الرئاسة وجعل صلاحيتها محدودة، ويريدون أيضا أن يسيطرون على مدينة مأرب، التي تمثل الشريان الاقتصادي لليمن، بمخزونها النفطي الكبير، والتي تعتبر المزود الرئيس لصنعاء بالكهرباء، لكن تؤرقهم قبائلها المسلحة، فهم يهدفون إلى الضغط لمعاونة الجيش لهم في إسقاط مأرب والسيطرة عليها، كما حدث في مدينة عمران بالسابق.
كذلك أكد المحلل "الشرفي" لـ"دوت مصر" أن الحوثيين يريدون الهيمنة على الدولة، وأنهم بالتصعيد الأخير  قضوا على اتفاق السلم والشراكة، وليس هناك قوة تستطيع إيقافهم.



موقف الجنوب
ينقسم الجنوب اليمني إلى قسمين: خارجي وداخلي، ومعظم ناشطي الحراك الجنوبي بالخارج ليس لهم تدخل سياسي، إلا أن الجنوبيين اتخذوا خطوات تصعيدية في الداخل عقب الهجوم الحوثي على قصر الرئيس ومقر رئيس الوزراء - الذين ينتميان إلى المحافظات الجنوبية - بإعلان محافظ شبوة وقف إنتاج النفط، والاعتداء على مشرف مكتب الحوثيين في إحدى المحافظات الجنوبية، وبالتالي سيكون لهم حضور في الفترة القادة. هكذا استشرف "الشرفي" الوضع.
وبالنسبة للحراك السياسي الجنوبي صرح الشيخ حسن البنان نائب رئيس "الحراك الجنوبي" لـ"دوت مصر"، أن الجنوبيين يشعرون بصدمة من الأحداث الجارية بصنعاء، وخاصة بعد تسريب تسجيلات تسخر من الحراك والجنوبيين، مناشدا جميع الأطراف في صنعاء بوقف القتال، وترك المصالح الفئوية، والالتفات إلى متطلبات الشعب اليمني.