لوباريزيا: متطرفو الجزائر يريدون إقامة دولة إسلامية
ذكرت صحيفة "لوباريزيا" الفرنسية أن الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها باريس أيقظت حماسة الإسلاميين الأكثر تطرفا في الجزائر الذين يؤكدون أنهم سيقيمون دولة خلافة إسلامية على الأراضي الجزائرية، ومنهم رئيس جبهة الصحوة الإسلامية السلفية، عبد الفتاح حمداش الذي نجح في جمع الآلاف من الجزائريين الجمعة الماضية للتظاهر ضد كاريكاتير النبي محمد في مجلة "شارلي إبدو".
وخلال حوار له مع الصحيفة، قال حمداش، الجهادي السابق في الجبهة الإسلامية للانقاذ التي دخلت مع الجيش الجزائري في حرب أهلية خلال الأعوام السوداء في تسعينات القرن الماضي، أن "فرنسا قتلت تحت ذريعة الإرهاب 100 آلف مواطن مالي فضلوا أن يعيشون بدينهم، لقد كان لهم الحرية في هذا الاختيار، 100 ألف مواطن، أليس هذا إرهابا؟
وتابع قائلا: "لقد قتلت فرنسا مليون ونصف مواطن جزائري في 7 سنوات، وأكثر من 3 مليون خلال قرن و32 سنة، ولم تعتذر عن ذلك".
وتابع حمداش: "يوجد مليون مسلم يموت في أفغانستان والعراق وفلسطين، و12 شخصا فقط قتلوا في فرنسا وثارت هذه الضجة، هل الدم الفرنسي مقدس عن دم المسلمين؟ كلنا بشر".
ونصح حمداش فرنسا بأن تراجع موقفها: "أعتقد أنه على فرنسا أن تراجع موقفها وأن تفكر جيدا بان تحترم المسلمين، فنحن أحرار في بلادنا ونفخر بنبينا وديننا"، مضيفا: "نحن لن نهاجمكم وأتركونا في بلادنا، لكم دينكم ولنا ديننا، أما قصفنا وضربنا، فهذا ليس مقبول لنا كمسلمين."
وردا على سؤال الصحيفة بأن هناك تطرفا من قبل أشخاص ينتهجون مسارا عنيفا في سوريا والعراق، أشار حمداش إلى أنه إذا كان التطرف يعني الالتزام، فكلنا متطرفون، "الجميع متشدد في مجالاته، في نوادي الكرة في التفكير وفي الدين، وفي بيته"، موضحا:" نحن كمسلمين نتبع التعاليم التي ينص عليها ديننا، أما تحول مجموعة إلى إرهابيين أو متطرفين فهذه مشكلتهم، أما نحن فنفعل الخير ونتعامل مع الدين وفق ما قاله لنا نبينا محمد"، مشيرا إلى أن أوروبا تخاف من الإسلام الذي تركه النبي محمد لانه دين نقي وصعب بعض الشيء.
ويحكي حمداش عن نفسه قائلا "سجنت لمدة 11 عام خلال الحرب الأهلية وحافظت على ديني وحينما خرجت حاربت الشر بالدعوة وبديني".
وطلب حمادش من حكومته والحكومات الاسلامية تطبيق الشريعة الإسلامية، مؤكدا: "سنقيم الدولة الإسلامية سواء غدا أو بعد 50 سنة، لكنها ستكون دولة معتدلة سنية وليست متطرفة، فإقامة دولة إسلامية هو حلمنا". ويوضح حمداش: "إقامة دولة إسلامية ليست حلما، ولكنها اقتناع، فالدولة الإسلامية تدور في ذهننا".