التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 09:56 ص , بتوقيت القاهرة

هل سعت المخابرات إلى تجنيد فاتن حمامة؟

<p>رحلت سيدة الشاشة العريبة، فاتن حمامة، بعد بلوغ سن الـ84، عقب إصابتها بسكتة قلبية مفاجئة، مساء أمس السبت.</p><p>أثارت الراحلة العديد من الأقاويل خلال فترة الستينيات، خاصة بعد تصفيتها لأعمالها ومغادتها مصر، متجهة إلى باريس، نتيجة مطاردتها من المخابرات العامة وقتها، وبالتحديد من رئيس الجهاز، صلاح نصر، وفقا لما صرحت به اعتماد خورشيد.</p><p><span style="color:#FF0000;">شاهدة على انحرافات صلاح نصر</span></p><p>كشفت الفنانة اعتماد خورشيد، في مطلع التسعينيات، العديد من الاعترافات المثيرة التي أدلت بها في الكتاب المشهور "شاهدة على انحرافات صلاح نصر"، في نهاية 1989، والذي طُبع 6 مرات خلال 3 أشهر، فقد تزوجت اعتماد من المصور أحمد خورشيد الذي يكبرها بـ27 سنة، وأنجبت 3 أبناء، وهي تنتمي للأسرة المالكة، وهو السبب الرئيسي وراء معاناتها المريرة من رئيس المخابرات العامة المصرية، صلاح نصر، الذي تزوجها رغما عنها بعد أن أجبر زوجها على تطليقها، بحسب ما نشرته في كتابها.</p><p>وقالت اعتماد خورشيد، في كتابها: "كانت هناك محاولات مضنية لتجنيد فاتن حمامة، والسيطرة عليها نظرا لشهرتها في الدول العربية، وزاد التركيز عليها بعد قصة الحب التي نشأت بينها وبين عمر الشريف، عقب فيلم "صراع في الوادي"، الذي صوره أحمد خورشيد".</p><p>وتسرد اعتماد قصة فاتن قائلة: "حاول عز الدين ذو الفقار زوج فاتن الانتقام من الحبيبين، فأوعز إلى زميل دراسته في الكلية الحربية، صلاح نصر، بالتفريق بينهما، وبدأ الأخير في مطاردتها لكنه فشل، وانتصر الحب وفرضت على عز الدين طلاقها وتزوجت عمر الشريف".</p><p>وبحسب اعتماد، "فقد حاول صلاح نصر مطاردتها من جديد، وشعرت فاتن بذلك، فقررت أن تصفي كل أعمالها وثروتها وتهاجر إلى باريس".</p><p><span style="color:#FF0000;">فاتن حمامة تؤكد تهديدها من قبل المخابرات</span></p><p>وفي 12‏ أبريل 1991، نشرت مجلة "المصور" حوارا لفاتن حمامة، قالت فيه:‏ "جاءني رجال من المخابرات، عن طريق شقيق فنان يعمل في الاستعلامات،‏ ومعه كتب غريبة عن الجاسوسية، طلب مني قراءتها‏،‏ وقال لي‏:‏ إننا نثق فيك، وأنكِ لن تتكلمي، رغم أننا نعلم أن لك أشقاء يتكلمون،‏ ومن أجلك أنت لم نؤذ أحدا منهم‏".‏</p><p>وأضافت "كان تهديدا مباشرا تقريبا‏، وبعد أن طلب مني التعاون،‏‏ فسألته: كيف؟.. فقال: أبدا.. فقط اقرئي هذه الكتب، ومضى‏،‏ وقرأت أحد الكتب، ولم أنم‏‏ لمدة أسبوع، ولم يغمض لي جفن، وكرهت النظام كله‏، وسافرت ولم أعد إلى مصر إلا بعد وفاة عبدالناصر"‏.</p><p><span style="color:#FF0000;">صلاح نصر ينفي في مذكراته معرفته بسيدة الشاشة</span></p><p>نفى صلاح نصر هذه الادعاءات في مذكراته، التي كتبها بنفسه، قائلا: "السيدة فاتن حمامة، التي لا أعرفها، ولم ألتق بها في حياتي، والتي تسكن في نفس العمارة التي كان يسكن فيها، علي أمين، أدلت بحديث صحفي فني لمجلة (آخر ساعة)، تحدثت فيه عن أنشطتها الفنية، وعن تعرضها لمضايقات من قبل بعض أجهزة الأمن".</p><p>وتابع: "لست أعرف مدى صحة ذلك، لكنها لم تذكرني ولم تذكر اسم المخابرات العامة، ولم تتعرض لها، لكنني فوجئت على غلاف المجلة بعنوان يقول.. (مخابرات صلاح نصر تتعقب فاتن حمامة)".</p><p>فرفعت دعوى قضائية ضدها وضد رئيس تحرير المجلة، أنيس منصور، ورئيس مجلس إدارة مؤسسة الأخبار، علي أمين، والتي تصدر عنها هذه المجلة، واستدعتها المحكمة أكثر من مرة، لكنها لم تحضر، واستمر نظر القضية التي مازالت حتى هذه اللحظة أمام القضاء.</p><p>ولم تعد فاتن إلى مصر إلا عام 1971، وكان زكريا محي الدين،‏ رئيس الوزراء‏ حينها، قد استدعى الكاتب الراحل سعد الدين وهبة،‏ الذي كان رئيسا لمجلس إدارة الشركة العامة للإنتاج السينمائي "فلمنتاج"،‏ في يوليو عام 1966، وأكد له أن الرئيس عبدالناصر يرى أن "فاتن ثروة قومية، لا بد أن تعود إلى مصر بأي شكل، وأن الرئيس مستعدا لتنفيذ كل طلباتها".</p>