التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 08:51 ص , بتوقيت القاهرة

محطات خارج الأضواء في حياة عبدالناصر

تحل اليوم الذكرى الـ 46 على رحيل الرئيس جمال عبد الناصر، الذي ?لم يبلغ حد وصفه بالزعامة العربية، وتربعه على عرش الدولة المصرية عقب ثورة 23 يوليو والتي أطاحت بالنظام الملكي، سوى برحلة طويلة من الولع بالمشاركة السياسية والعديد من الأبواب الخلفية في حياته.
دوت مصر يرصد لكم محطات بارزة في حياة الزعيم الراحل: 
 

 

عبدالناصر ثائرًا

تنشق صاحب الإثنى عشر عاما هواء العمل السياسي أثناء دراسته الثانوية بمدرسة رأس التين بالإسكندرية، حيث خرجت تظاهرات طلابية واسعة من قبل الطلبة تطالب بإعادة العمل بدستور 1923 بعد أن أصدر إسماعيل صدقي رئيس الوزراء آنذاك قرارا بإلغاء العمل به.

وحكى ناصر عن تلك المظاهرات خلال لقائه بصحيفة الصنداي تايمز  عام 62، موضحا أنه أثناء عبوره لميدان المنشية في الإسكندرية شهد اشتباكا بين مظاهرة لبعض التلاميذ وبين قوات الشرطة البريطانية، مضيفا "لم أتردد في تقرير موقفي، فلقد انضممت على الفور إلى المتظاهرين، دون أن أعرف أي شيء عن السبب الذي كانوا يتظاهرون من أجله، واتخذت موقفي دون تردد في الجانب المعادي للسلطة".

 

 

 

ويضيف ناصر عن أولى مظاهراته السياسية أنه عقب وصول الإمدادات العسكرية لرجال الشرطة استطاعوا إدراك عدد من المشاركين في التظاهرة، مستطردا "إني لأذكر أني – في محاولة يائسة – ألقيت حجرا، لكنهم أدركونا في لمح البصر، وحاولت أن أهرب، لكنى حين التفت هوت على رأسي عصا من عصى البوليس، تلتها ضربة ثانية حين سقطت، ثم شحنت إلى الحجز والدم يسيل من رأسي مع عدد من الطلبة الذين لم يستطيعوا الإفلات بالسرعة الكافية"، مؤكدا معرفته لسبب التظاهرة فقط عندما أخذوا يعالجون جرح رأسه داخل القسم.

لم يأبه عبدالناصر بتجربته الأولى داخل السجون المصرية، ففور خروجه وإصرار والده على نقله لمدرسة النهضة الثانوية بحي الضاهر بالقاهرة، حيث استكمل ابن الصعيد مشواره السياسي ليترأس اتحاد طلاب مدارس النهضة، ويقود مظاهرات طلابية خرجت في نوفمبر 1935 تعلن رفض الطلاب صدور تصريح "صمويل هور" وزير الخارجية البريطانية آنذاك، والذي أعرب فيه عن رفض بريطانيا لعودة الحياة الدستورية في مصر، وهي التظاهرة التي واجهتها قوات الاحتلال البريطاني بالرصاص، فأصيب جمال بجرح في جبينه.

 

 

 

أعقب ذلك انضمام عبدالناصر إلى وفود الطلبة التي كانت تطوف ببيوت الزعماء الشعبيين لتطالبهم أن يتحدوا من أجل الوطن، فانضم إلى حركة مصر الفتاة لمدة عامين، ثم تركه وامتنع عن الانضمام لأي من الجماعات أو الأحزاب.

وظلت ثورته تتجدد في الثاني من شهر نوفمبر كل عام بمشاركته في التظاهرات التي كانت تخرج احتجاجا على وعد "بلفور"، الذي أصدرته المملكة المتحدة لتمنح اليهود حق إقامة دولة على الأراضي الفلسطينية.

عبدالناصر مسرحيا

ظهر شغف عبد الناصر الأدبي بالقراءة في التاريخ والموضوعات الوطنية، فقرأ عن الثورة الفرنسية وعن "روسو" و"فولتير"، كما قرأ عن "نابليون" و"الإسكندر" و"يوليوس قيصر" و"غاندى"، وقرأ رواية البؤساء لـ"فيكتور هيوجو" وقصة مدينتين لـ"شارلز ديكنز".

كذلك اهتم بالإنتاج الأدبي العربي فكان معجبا بأشعار أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، كما قرأ مسرحيات وروايات توفيق الحكيم، خاصة رواية "عودة الروح" التي ترى ضرورة ظهور زعيم للمصريين يستطيع توحيد صفوفهم.

وفي 1935 جسد الطالب جمال عبدالناصر دور "يوليوس قيصر" في مسرحية "شكسبير" على مسرح مدرسة النهضة الثانوية، في حضور وزير المعارف آنذاك.

ولم يكن تواصل عبدالناصر مع الفن وأهله، عقب تنصيبه رئيسا وحسب، بل يتضح علاقته بالفن بصورة تجمعه بالفنان أحمد مظهر، أثناء تأديتهما الخدمة العسكرية بالمدرسة الحربية.

 

 
 
عبدالناصر والنسب الإيراني

 

تزوج عبدالناصر في سنة 1944 من تحية كاظم، البالغة من العمر 22 عاما، والتي ولدت لأب إيراني ثري وأم مصرية، والتي كانت شقيقة عبدالحميد كاظم، أحد أصدقاء ناصر، والذي أطلق ناصر اسمه على أحد أبنائه.

لم يشرك عبدالناصر زوجته في العمل العام أو المشهد السياسي طيلة حياته، رغم ما تم روايته عن نقاشهما في الأمور السياسية في بعض الأحيان.

بـ"زوجي الحبيب.. أي لا رئاسة الجمهورية ولا حرم رئيس الجمهورية" فضلت تحية أن تفتتح مذكراتها التي صدرت في كتاب عن دار الشروق للنشر حملت عنوان "ذكرياتي معه"، والتي سردت خلالها حياتها مع الرئيس الراحل طيلة فترة زواجهما والتي دامت لـ18 عاما.