فيديو | بناة السد يروون قصة أعظم مشروع هندسي في القرن العشرين
تحتفل محافظة أسوان بعيدها القومي، في الخامس عشر من يناير من كل عام، بمناسبة الانتهاء من العمل في مشروع السد العالي، ولا يقتصر الاحتفال على أهالي المحافظة فقط؛ فالمشروع الذي مر على تشييده 44 عامًا، يعد فخرًا لكل المصريين، "دوت مصر" التقى في هذه المناسبة، ببناة السد، الذين شيدوا مشروعًا من أعظم المشروعات الهندسية في القرن العشرين، ليرووا لنا قصصًا من العمل والكفاح.
قال أحد بناة السد، ويُدعى محمود عبدالعظيم الجمل، وكان يعمل كبير فنيين في شركة المحطات المائية، "كانت بداية معرفتي بمشروع السد العالي أثناء عمل والدي به، حيث كان يصطحبني معه في طفولتي واستهوتني فكرة العمل في المشروع، فبدأت العمل مع أحد المقاولين، ونظرًا إلى أنني توارثت كتابة الخط العربي عن أجدادي، عملت كخطاط للافتات التي كانت تعد عند استقبال الضيوف، بدءًا من العام 1969 عندما كنت في الصف الثالث الإعدادي، وبعد انتقالي إلى المدرسة الثانوية الصناعية كتبت لافتات الترحيب بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وهي من أكثر اللافتات التي علقت في ذهني، وكان مكتوب فيها، "مرحبا بك يا أبوخالد في بلد السدالعالي"، وكنت أتقاضى حوالى 3 جنيهات شهريًّا".
وقال عامل آخر، يدعى أحمد أحمد النوبي، (62 عامًا): "عملت بمشروع السدالعالي منذ كان عمري 15 عامًا، حيث كان والدي يعمل بحفر الأنفاق وملاحظ تخريم، وانتقلت الأسرة من الأقصر، وكانت تابعة لمحافظة قنا وقتها، وأقمنا جميعًا بالقرب من السدالعالي في الاستراحات التي كانت موفرة للعاملين بالمشروع، ثم عملت بورشة صيانة السيارات والتركيبات الميكانيكية، وبعد انتهاء المرحلة الثانية من المشروع يوم 15 يناير 1971 التحقت بالعمل في هيئة السدالعالي وخزان أسوان، وكانت طبيعة عملي في الهيئة فني هيدرلوجي بالمياه إلى أن أحلت على المعاش في العام 2013، ودائمًا أتذكر جملة يرددها والدي، يقول فيها؛ إننا لا نعمل من أجل المال بل لأن السد العالي هو بيتنا".
وحكى جابر عبدالحفيط محمود، (70 عامًا)، أحد العمال المشاركين في بناء السد، قصته، قائلًا، "عملت في مشروع السدالعالي، وكان عمري 17 عامًا، واختارونا من المدارس الصناعية أنا وزملائي بالصف الثالث الثانوي، وكانت وظيفتي في السدالعالي، رئيس مجموعة، وبعد 6 أشهر من بدء العمل، التحقت بقسم البرادة والتجهيز، وتقاضيت في البداية جنيهين شهريًّا، وتدرجت وظيفيًّا في الهيئة حتى أحلت على المعاش".
وتابع: "كان بناة السدالعالي لا يشغلهم سوى العمل فقط، وكان يبدأ في الخامسة فجرًا وينتهي في السادسة مساءً، ومن أصعب المواقف التي لا أنساها أثناء العمل أن أحد زملائى قطعت يده، ولم يستطع أحد إنقاذه، ومن الصدمة فقدت الوعي، ونُقلنا سويًّا إلى المستشفى العسكري لتلقى الإسعافات اللازمة".