التوقيت الإثنين، 25 نوفمبر 2024
التوقيت 03:57 م , بتوقيت القاهرة

نيوزويك: تحدي "داعش" قد يعيد الود بين السعودية وأمريكا

يبدو أن القلق السعودي يتزايد بصورة كبيرة من هجمات محتملة قد يشنها "داعش" على أراضي المملكة خلال المرحلة المقبلة، خاصة بعد العملية الانتحارية الأخيرة التي استهدفت الحدود الشمالية، والتي أسفرت عن مقتل عدد من حرس الحدود السعودي، بحسب ما ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، التي أضافت أن القلق في المملكة لا يقتصر على ذلك، ولكن يمتد إلى مخاوف أخرى من احتمال وجود مناصرين للتنظيم داخل الأراضي السعودية، وهو الأمر الذي قد يهدد بتأسيس خلية تابعة للتنظيم، ما يهدد بزعزعة الاستقرار في البلاد خلال المرحلة المقبلة، وهو ما دفع السلطات السعودية نحو تشديد الإجراءات الأمنية مؤخرا، واتخاذ العديد من الخطوات الاحترازية في هذا الإطار.


العودة للحليف


إلا أن تلك المخاوف ربما دفعت السلطات داخل المملكة إلى العودة من جديد لتنشيط العلاقات مع الولايات المتحدة، باعتبارها القوى الدولية الوحيدة التي يمكنها إضفاء ضمانات واضحة لحماية الأمن السعودي، رغم حالة انعدام الثقة التي سادت العلاقات بين البلدين خلال السنوات الماضية، في ظل الخلافات الكبيرة بينهما حول العديد من القضايا الإقليمية، ولعل أهمها القضية السورية، والملف النووي الإيراني.


يقول الخبير الأمريكي فريدريك ويرهري، الباحث بمعهد كارنيجي، أن التزامن بين الهجمات الإرهابية الأخيرة، والتي من المرجح أن تكون قد جاءت من قبل التنظيم المتطرف، من ناحية، والوعكة الصحية التي ألمت بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العريز، من ناحية أخرى، كانت سببا رئيسيا في اتجاه المملكة نحو دعم علاقاتها بصورة كبيرة مع واشنطن باعتبارها الداعم الأكبر لاستقرار السعودية.


زيارات متتالية


ولعل زيارة أعداد كبيرة من كبار مسؤولي المملكة للولايات المتحدة لإجراء محادثات مع مسؤولين من وزارة الدفاع والاستخبارات الأمريكية حول كيف يمكن للولايات المتحدة مساعدة المملكة للحفاظ على أمنها خلال المرحلة المقبلة في ظل احتمالات حول إقدام "داعش" على شن هجمات جديدة على السعودية.


يقول الخبير السياسي الأمريكي جريجوري جوس، والمتخصص في الشأن السعودي، "الولايات المتحدة ينبغي أن تقوم بدور أكبر من المملكة على المستوى العسكري، بينما السعودية يمكنها أن تقوم بدور أكبر على المستوى الاستخباراتي."


سفارة جديدة ببغداد


من ناحية أخرى، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن إقدام السعودية بافتتاح سفارة جديدة في بغداد خطوة هامه للتقارب مع حكومة حيدر العبادي الشيعية، وهو الأمر الذي قد يستفز التنظيم المتطرف، ويدفعه لشن هجمات جديدة تستهدف المملكة خلال المرحلة المقبلة.


يقول محللو مجموعة سوفان الأمريكية، المتخصصة في شؤون الاستخبارات، أن مجابهة التهديد الداعشي داخل المملكة لن تكون مهمة سهلة على الإطلاق خلال المرحلة المقبلة، موضحة أن فقهاء المملكة عليهم دور هام في هذا الإطار، يتمثل في الأساس في مجابهة الأفكار التي تروج لها تلك التنظيمات.