لي صديق يهتم بما أكتبه، وفي أوقات كثيرة يتصل بي ويذكرني بأحداث مهمة كي أتناولها في حلقات "حدث في مثل هذا اليوم"، واليوم 14 يناير اتصل بي وقال لا تنسى ذكرى ثورة تونس، ففي مثل هذا اليوم من عام2011 أعلن الوزير التونسي الأول محمد الغنوشي توليه السلطة مؤقتا؛ بسبب تعذر أداء الرئيس زين العابدين بن علي لمهامة، بعد مغادرته تونس خوفا من المتظاهرين ضده؛ ليصبح 14 يناير هو يوم انتصار الثورة هناك.
قلت له: يبدو أن 14 يناير هو يوم فضائح الرؤساء؛ ففي مثل هذا اليوم من عام 1999 كان مجلس الشيوخ الأمريكي يبدأ محاكمة الرئيس بيل كلينتون في ما عرف بـ"فضيحة مونيكا".

صديقي:  أيضا اليوم مهم في تاريخ القضية الفلسطينية؛ ففي مثله من عام 1991 اغتال مسلح فلسطيني من حركة فتح " جناح المجلس الثوري بزعامة صبري البنا- أبو نضال" 3 من قادة الحركة وهم الرجل الثاني ومسؤول الأمن والاستخبارات في فتح صلاح خلف "أبو إياد"، وعضوي الحركة هايل عبد الحميد وفخري العمري.
قلت له: وكيف حدث ذلك؟
صديقي: في عام 1974 انشق "أبونضال" عن حركة فتح، وتبنى نهجا مضادا للأنظمة العربية بما فيها حركة فتح نفسها، بدعوى خيانتها للقضية، ونفذ ضدها عمليات عسكرية منها  خطف طائرة ركاب سعودية في عام 1974، و تفجير طائرة طيران الخليج "رحلة 771"، واغتيال الدبلوماسي الأردني والمستشار الأول في السفارة الأردنية في بيروت نائب المعايطة، رميا بالرصاص في يناير 1994، واختطاف طائرة ركاب مصرية في عام 1986م في عملية راح ضحيتها 61 راكبا، واغتيال الأديب المصري يوسف السباعي رئيس تحرير جريدة الأهرام في قبرص سنة 1978.

قلت له: يبدو أن اليوم هو ذكرى مهمة للإسرائيليين، فبجانب عمليات أبونضال ضد الدول العربية، وقعت تل أبيب في مثل هذا اليوم من عام1997 اتفاقية الخليل مع السلطة الوطنية الفلسطينية، تضمنت تقسيم مدينة الخليل الفلسطينية بين الجانبين، وإعادة انتشار القوات الإسرائيلية في بعض المناطق الفلسطينية، كما أن نفس اليوم من عام  1958 شهد افتتاح هولندا لسفارتها بإسرائيل في القدس، لتكون أول بلد يفتتح سفارة بلده في المدينة التاريخية المتنازع عليها.

صديقي: هو يوم مهم بالفعل بالنسبة لإسرائيل؛ ففي مثله من عام 1985 وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على خطة للانسحاب من جنوب لبنان على 3 مراحل، وفيه أيضا من عام  1948 أبرمت عصابات "الهاجاناه"، صفقة أسلحة مع تشيكوسلوفاكيا بقيمة 1.2 مليون دولار، تضمنت توريد 24 ألفا و500 بندقية، وخمسة آلاف رشاش ثقيل و200 رشاش متوسط و54 مليون رصاصة، و25 طائرة من طراز ميزر شميت.
قلت له: تشيكوسلوفاكيا كانت تبيع السلاح لدول الشرق الأوسط بالنيابة عن الاتحاد السوفيتي، فهي التي أبرمت صفقة مع مصر عام 1955... البيزنس ليس له دين.
صديقي: بمناسبة الاتحاد السوفيتي؛ أذكر أن في مثل هذا اليوم من عام 1980 أصدر مجلس الأمن الدولي قرارا بانسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان، بعد أن دخلتها عام 1979 لتثبيت دعائم الحكومة الشيوعية هناك، وللمصادفة فإن نفس اليوم من عام 1929، تنازل ملك أفغانستان أمان الله خان عن عرشه بضغط من الإنجليزيين؛ وكأن هذه الدولة كتب عليها الاحتلال وفرض الوصاية من قوى الاستعمار دائما.