التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 05:22 م , بتوقيت القاهرة

فيديو| رغم قبول عودة الشيعة للأزهر.. "اللي في القلب في القلب"

"لم الشمل بين المجتمع العربي والإسلامي" هو السبب الذي فسر به شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، قبوله عودة المرجعيات الشيعية إلى المؤسسة الدينية في مصر، عقب لقائه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، لبحث مكافحة الإرهاب من خلال طرح الفكر الإسلامي الصحيح.


وبالعودة لسنوات مضت، منذ أول حديث له عن الشيعة عند بداية توليه المشيخة في 2010، نجده نفس موقف الإمام أحمد الطيب، الذي رفض تكفير الفضائيات للشيعة، وقال "نحن نصلي وراء الشيعة.. فلا يوجد عندهم قرآن آخر كما تطلق الشائعات، وإلا ما ترك المستشرقون هذا الأمر".



التصريح كان مثيرا للجدل، بالنظر لموقف مؤسسة الأزهر السابق، الرافض لوجود الشيعة في مصر، والذي يظهر بتتبع تصريحات الأزهريين ومواقفهم، لكن في 2011، عاد الخطاب الأزهري تجاه الشيعة إلى عادته، حيث خرج الإمام أحمد الطيب مشددا على رفضه المد الشيعي في مصر، وأكد أن الأزهر لن يقف مكتوف الأيدي أمام المحاولات المتكررة لنشر التشيع، مشيرا إلى أن المؤسسة التزمت الحكمة والصمت تجاه الكتب التي توزع في كثير من البلدان العربية، والتي تشكك في إيمان الصحابة، وتطعن في أمهات المؤمنين، خاصة بعد أن تكررت مثل هذه المحاولات.


على مدار عقود تجنب الأزهر ومشايخه التعامل مع الشيعة، ولم يتجاوز عدد من تعاملوا معهم، وفقا لسرد أعدته شبكة الشيعة العالمية، 19 شيخا خلال أكثر من قرن من الزمان، بداية من الشيخ سليم البشري، الذي تولى مشيخة سنة 1900، مرورا بالمشايخ مصطفى المراغي وحسن الباقوري وحسن المأمون وأحمد الشرباصي، وانتهاء بالشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ عطية صقر.



وفي السنوات الأربعة الماضية تكررت الخلافات بين أهل السنة والشيعة في مصر، على اثنين من أبرز نقاط الاختلاف بين الفرقتين، وتحولت لمشاجرات على الهواء، خاصة فيما يتعلق بوضع الصحابة وأمهات المؤمنين، والاستغاثة بالأئمة في التوسل إلى الله.



بعد ثورة يناير طمع شيعة مصر في المزيد من الحرية، فطالب القيادي الشيعي الطاهر الهاشمي، أكثر من مرة، بالسماح لهم بإقامة طقوسهم المعتادة في ذكرى مقتل الإمام الحسين، وهي كما ينفذوها في كربلاء: زيارة ضريح الحسين وإضاءة الشموع وقراءة قصة الحسين والبكاء عند سماعها، واللطم تعبيرا عن حزنهم على الواقعة، والاستماع إلى قصائد عن المأساة والمواعظ عن كيفية استشهاده وأهل بيته.



وحاول الشيعة عدة مرات إقامة سرادق عزاء أمام ضريح الإمام الحسين في منطقة الجمالية، إلا أن الشرطة هاجمته وألقت القبض على منفذيه، وفي الذكرى الأخيرة لمقتل الحسين أعلنت مديرية أوقاف القاهرة إغلاق مساجد آل البيت عقب كل صلاة، بعد أن كان الشيعة يخططون لإقامة شعائرهم هناك.


علماء الأزهر يعتبرون احتفال الشيعة باستشهاد الحسين بهذه الطريقة إساءة لصورة الإسلام، وقال الشيخ الأزهري سعيد نعمان، في نوفمبر الماضي، إن "المسلمين يحبون آل البيت ويوقروهم ولكن هذا لا يعنى أن نحتفل باستشهاد الحسين هكذا"، مضيفا أن الله يحملهم وزرا لأنه أمر بعدم إلقاء أنفسنا في التهلكة.



وإذ تُصادف ذكرى مقتل الحسين يوم عاشوراء، يرفض الشيعة ما يفعله أهل السنة، من صوم هذا اليوم، ويوم قبله وآخر بعده، لكن الشيعة يكتفون بالامتناع عن شرب الماء، تشبها بعطش الحسين وعائلته في يوم مقتلهم، استنادا لفتوى صادرة عن المرجع الشيعي علي السيستاني.


ومن أكبر الخلافات بين السنة والشيعة في مصر، هو سب الجماعة الأخيرة للصحابة، وهو ما جدد شيخ الأزهر المطالبة بعدم فعله، مشددا على ضرورة إصدار الحكومة العراقية فتاوى تحرم سفك الدماء والطعن في الصحابة.



قبل شهر من الآن كان موقف مؤسسة الأزهر من الشيعة واضحا، حيث وزعت كتاب "الوشيعة في نقض عقائد الشيعة"، لشيخ إسلام روسيا موسى جار الله، كملحق هدية على مجلة الأزهر لعدد شهر صفر، فهل تغير الموقف في أقل من 30 يوما؟ أم أن القرار شكليا لكن "اللي في القلب في القلب؟!"