<p dir="RTL" style="text-align: justify;">وصفت صحيفة "جورنا لدي ديمانش" الفرنسية موقف المصريين من أحداث الإرهاب الأخيرة في فرنسا، وبالتحديد مذبحة مجلة شارلي إبدو، بأنه موقف غامض، مشيرة إلى أن تظاهرة صغيرة من عشرين شخصا فقط وسط مدينة القاهرة تم تنظيمها للتضامن مع الضحايا مقارنة بأيام خلت شهدت فيها شوارع مصر تظاهرات ضخمة.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وأشارت الصحيفة إلى أن التظاهرة الصغيرة التي تم تنظيمها أظهرت أن موقف المصريين هو رفض القتل والإرهاب، ورفض كاريكاتير شارلي إبدو في الوقت ذاته، حيث سادها الصمت وخلت من الأغاني والشعارات المعتادة في التظاهرات.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">إلا أن الصحيفة نقلت عن مدير دار نشر ميريت محمد هاشم، الذي وصفته بأحد رموز الحركة الفكرية في مصر، أن الاحتشاد تم بشكل عفوي، فالإرهابيون يقتلون المسلمين مثلما يقتلون المسيحيين، وهنا أيضا تحدث الانفجارت يوميا، مضيفا "الناس يمكنها نشر ما تريد، إنها قاعدة حرية الرأي والتعبير، ولكل شخص الحق في التفكير بشكل مختلف".</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وعلقت الصحيفة على ما قاله هاشم بأنه "وجهة نظر استثنائية في المجتمع المصري وأغلب المجتمعات العربية والإسلامية"، مشيرة إلى رأي أحد المشاركين في التظاهرة، الذي أكد أن إهانة الدين أمر خطير، لكن قتل الناس أكثر خطورة.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">وأشارت الصحيفة إلى تناقض بين الموقف الرسمي والشعبي فيما يتعلق بالحادث الإرهابي، ففي حين شهدت الدبلوماسية المصرية نشاطا قويا خلال الفترة الأخيرة، حيث اتصل وزيرا الخارجية والدفاع المصريان بنظرائهما في فرنسا لتعزيتهما، كما اتصل الرئيس السيسي بفرانسوا أولاند الجمعة الماضية، إلا أن الرأي العام في مصر وفي الشرق الأوسط شهد انقساما بين معارض ومؤيد لهذا الحادث، لكن الغالبية لا يتقبلون الكاريكاتير المسيء للرسول أو الذي يسخر من الدين الإسلامي.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">ونقلت الصحيفة عن شيماء، إحدى بائعات الملابس في القاهرة، قولها إن مذبحة شارلي إبدو كانت منتظرة، "أنه مبدأ واضح، لا ينبغي رسم الرسول أو إهانته، لا ينبغي لأحد أن يهين المسلمين أو المسيحيين، وإذا حدث هذا، فليعرفوا أنهم يخاطرون بحياتهم"، وعلقت الصحيفة على عبارات شيماء بالقول إن رأيها يمثل غالبية المصريين الذين يرون أن حرية التعبير مقبولة طالما لا تمس الأديان.</p><p dir="RTL" style="text-align: justify;">فيما قال مواطن آخر للصحيفة من حي السيدة زينب: "نعم لحرية التعبير شرط احترام الأديان، لكن لا شيء يبرر مذبحة شارلي إبدو"، مضيفا "نحن نشارك الفرنسيين في ألمهم، لكن ينبغي احترام القواعد، هذا كل شيء".</p>