فيديو| حراس حديقة الحيوان: رغم الظروف لازم نبتسم
"لوزة".. "نعيمة".. "فوزى وفوزية".. هؤلاء ليسوا أشخاصًا بل حيوانات، أطلق حراسها عليها تلك الأسماء لتساعدهم على التعامل معها بطريقة خاصة لا يعرفها سواهم.. يستعدون سويًا منذ بداية يوم العمل في الثامنة صباًحًا وحتى نهايته في الخامسة مساءً، لاستقبال زائري الحديقة، الذين يسبب عدم تواجدهم الاكتئاب للحيوانات والحراس معًا – حسبما أكد الحراس لـ "دوت مصر".
طوال 25 عامًا يعمل محمد السيد، في تلك المهنة، ليصبح الآن مسئولًا عن الجمال والبط بحديقة الحيوان: "وقت المظاهرات كانت الجنينة لازم تقفل للخوف من اقتحامها، وده كان بيحصل فى أوقات كتير من بداية الثورة لغاية فض اعتصام ميدان النهضة، وأيام الجمع كانت بتكون فاضية تمامًا، وده سبب لنا و للحيوانات اكتئاب، لكن دلوقتى الدنيا هديت، والجمعة والسبت رجعوا زحمة تانى.".
ويحكى السيد لـ"دوت مصر": "زرافة وأكتر من نوع تاني ماتوا بسبب أن الزائرين أكلوهم بطريقة غلط، لكن كل فترة بتيجى حيوانات جديدة من كل دول العالم، وأخرها حيوان اللاما، وأنواع جديدة من الحمام، وتم تجديد مركز الإكثار، ده غير متحف سيتم افتتاحه قريبًا للحيوانات المحنطة."
لا يقتصر عمل حراس الحديقة على حماية الحيوانات فقط بل شمل حماية الزائرين أيضًا من السرقة والتحرش، خاصة فى أيام الأعياد: "العيد اللي فات مسكنا 173 متحرشا، وحالات سرقة كثيرة، بالتعاون مع رجال الشرطة".
ويشير "السيد" إلى أنه تم سرقة غزالة منذ ستة أشهر من داخل الحديقة، ولكنها عادت بعد 24 ساعة، وهو ما جعلهم يقومون بتفتيش كافة الأماكن بالحديقة قبل إغلاقها.
أسماء الأشخاص التي يطلقها الحراس على الحيوانات هدفها التواصل معهم، خاصة أن جميع الحيوانات تدرك صوت حارسها جيدا، هذا ما يؤكده السيد، ويضيف: "كل حيوان وله طريقة معينة، يعني الجمل لو هاج مينفعش أقف قصاده لكن أضربه على رجله وأزعقله عشان يخاف، لأنه لو حس أنى خايف ممكن يخبطنى".
وجهه وجه جمل، أذنه أذن أرنب، أرجله أرجل ماعز، وعيونه عيون بقر، هذا هو حيوان اللاما القادم من أمريكا الجنوبية إلى حديقة الحيوانات بالجيزة، ليقوم بحراسته حمدى حسب الله، الذي يوضح أن اللاما أو "رشا ولوزة" – كما يطلق عليهما - حيوان أليف: "الناس بعضها يبقى فاهم وتتعامل صح مع الحيوانات وبتسألنا، وزوار تاني مش بيعرفوا طبيعة الحيوان ممكن يخبطوه أو يحاولوا يأكلوه أي أكل موجود معاهم من غير ميعرفوا أنه مش مناسب له".
ليست كل الحيوانات تطيع حارسها، لأن ذلك يستلزم طرقا خاصة يوضحها حسب الله، الذي يعمل في المهنة منذ 17 عامًا: "أهم حاجة أن الحيوان يحس أني حنين عليه عشان ياخد عليا، كمان أكلمه وأهتم بيه وأنظفه، ومتعصبش عليه، ودي الطريقة اللي مشيت بيها من أول ما اشتغلت مع الأسد، سيد قشطة، الحمار المخطط، وأخيرا اللاما، وده أكتر حيوان أنا حبيت الشغل معاه لأنه طيب جدا".
"لما تحب الحيوان يحبك" .. هى إحدى قواعد عم حسب الله التى يؤمن بها فى مهنته: "الحيوان بيحس باللي بيحبه و اللي بيكرهه"
"لما تحب الحيوان يحبك".. هي إحدى قواعد عم حسب الله التي يؤمن بها في مهنته: "الحيوان بيحس باللي بيحبه واللي بيكرهه"، أما القاعدة الثانية، التي يعتبرها أساس عملهم أيضَا هي الابتسامة في وجوه الزائرين: "مهما كانت ظروفنا ومشاكلنا.. لازم نضحك مع الناس، لأن دول جايين الجنينة يتفسحوا ويتبسطوا".
وعن الأجور التي يتقاضونها؛ فرفض الإفصاح عنها، لكنه أكد أنها مرضية لهم وتكفيهم.
وفى نهاية رحلتنا داخل حديقة الحيوانات التقينا بـ "نعيمة وكريمة"، الفيلة التي لم تتغير أسماؤهما منذ سنوات، ويقول عنهما حارسهما أحمد سعيد إنهما يتشاجران مع بعضهما، لكنهما يطيعانه: "قوة الفيل تتركز في "الزلومة"، وممكن يخبط بيها أي حد فلازم أكون موجود دايمًا، لكن عموما الفيل من الحيوانات الحساسة والأليفة، و لو حد زعقله أو ضربه ميرضاش ياكل ويقعد على جنب، وممكن توصل لحد الاكتئاب، ولازم أصالحه".
ويرى سعيد أن العمل داخل عالم الحيوانات أفضل من التعامل مع العالم الخارجى وبعض الأشخاص، ولذلك فهو يعشق تلك المهنة ولم يفكر في تركها.