التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 07:29 ص , بتوقيت القاهرة

تسليح المعارضة السورية.. هل يحقق ما عجز عنه الحل السياسي؟

تقترب الأزمة السورية من نهاية عامها الرابع، في الوقت نفسه تزداد حدة المعارك على الأرض، وفشل المبادرات السياسية لتقديم حل سلمي في البلاد، التي دفعت أكثر من 200 ألف قتيل وعشرات آلاف المعتقلين والمفقودين، مع وجود هامش صغير يدعو لتسليح وتدريب المعارضة السورية أمريكيا.


ما هو البرنامج؟


ترغب الولايات المتحدة في العمل على تدريب عدد من عناصر المعارضة السورية وفق تسمية (المعارضة المعتدلة)، رغم انتقادات لأهداف عديدة في البرنامج بأنه لا يشمل قتال قوات النظام السوري، إنما قتال تنظيم داعش، ويكون التدريب في أراضي دول مشجعة لتسليح المعارضة السورية مثل السعودية وتركيا.


هدف البرنامج هو تحصين الشعب السوري ضد هجمات تنظيم "داعش"، وتأمين المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، إضافة إلى حماية الولايات المتحدة وأصدقائها وحلفائها، والشعب السوري من تهديدات الإرهابيين، توفير الظروف لتحقيق تسوية تفاوضية تنهي الصراع في سوريا.



المقاتلون المستهدفون ينتمون إلى فصائل عديدة، منها "لواء فرسان الحق، وحركة حزم، ولواء 313، ولواء 101، ولواء 111، وفيلق الشام، ولواء صقور الغاب، إضافة إلى جيش المجاهدين"، كما سيتم تدريب عناصر برتب صف ضباط، وستوكل المهمة إليهم في وقت لاحق، من أجل قتال قوات النظام السوري، ويتم تسليح هذه الجهات من قبل بريطانيا وفرنسا.


معارضة معتدلة


كانت وزارة الدفاع الأمريكية، قدمت وثيقة للكونجرس تتضمن خططا أكثر تفصيلا لتدريب قوات المعارضة السورية "المعتدلة"، أملا في الحصول على التمويل اللازم لهذا البرنامج، وفق ما كشفت عنه صحيفة "فورين بوليسي الأمريكية".


تؤكد الوثيقة على الكونجرس من أجل تأمين مبلغ أولي يقدر بـ225 مليون دولار للبدء في تدريب الدفعات الأولى من طلائع المعارضة السورية المعتدلة على شكل مجموعات قوام كل منها 300 فرد.



ومرر الكونجرس الميزانية الدفاعية الأمريكية، ما يعني أن المشرعون الأمريكيون قد وافقوا رسميا على خطة البنتاجون لتدريب وتجهيز ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة.


تنص خطة وزارة الدفاع على نقل 5400 عنصر سوري إلى موقعين للتدريب في الشرق الأوسط، من دون الإشارة إلى أسماء الدول المعنية بهذا البرنامج، وسيستخدم هذا التمويل أساسا في إنشاء مواقع التدريب ودفع رواتب للمتطوعين وشراء الأسلحة والمعدات.


وقت طويل


وتبقى أبرز نقطة في مشروع القانون، الذي صادق عليه الكونجرس الأمريكي، هي الترخيص لتدريب المعارضة السورية لمدة عامين أو ثلاثة أعوام على أمل أن تصبح قادرة على مجابهة ومكافحة مقاتلي تنظيم داعش، فتأمل وزارة الدفاع الأمريكية أن تستطيع تدريب قرابة 5 آلاف من المعارضة السورية كل عام على مدى 3 سنوات.


أما تركيا، فقد أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الشهر الماضي أن بلاده قد تبدأ تدريب وتجهيز مقاتلي المعارضة السورية قبل مارس/آذار المقبل، وذكرت صحيفة "حريت ديلي نيوز" التركية منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن واشنطن وأنقرة وضعتا اللمسات الأخيرة على اتفاق يقضي بتدريب ألفي عنصر من الجيش السوري الحر بمركز تدريب في كيرشهر (150 كلم جنوب شرقي أنقرة).


تقارير استخباراتية


في جانب متصل، خلصت تقارير للاستخبارات الأمريكية إلى أن تسليح حركات التمرد في العالم، بما فيها المعارضة السورية المعتدلة، ليست له فعالية على الأرض وله تأثير محدود على حل النزاعات.


وأفادت التقارير التي نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" ملخص لها، في وقت سابق من شهر أكتوبر 2014، تفيد بأن الدعم العسكري الأمريكي لحركات التمرد في العالم منذ أكثر من نصف قرن، بما فيه الذي خصص للمعارضة السورية المعتدلة، كان دون أي فعالية.



هذه النتيجة جاءت بعد مجموعة من التقارير أمر بإنجازها الرئيس باراك أوباما بين 2012 و2013، وأكد أحدها أن مد هذه الحركات المتمردة بالسلاح له تأثير محدود على حل النزاعات، وهذا الدعم العسكري يكون أقل جدوى عندما لا يكون المتمردون مسندون على الأرض من قبل قوات أمريكية.


هذه التقارير خلقت شكوكا عميقة لدى بعض مستشاري الرئيس الأمريكي في قدرات المعارضة السورية، وكان أوباما في 2012 رفض مقترحا للمدير السابق لجهاز الاستخبارات الأمريكية، الجنرال دافيد بيترويس، لتدريب وتسليح المتمردين في سوريا رغم الدعم الذي ناله المقترح من قبل وزيرة الخارجية آنذاك، هيلاري كلينتون.