كيف يحتفل الأمازيغ بالعام الجديد؟
يحتفل الأمازيغ، غدا الثلاثاء، وهم السكان الأصليون لشمال إفريقيا، لا سيما من ليبيا حتى موريتانيا، بحلول العام 2965 بتقويمهم، بعد احتفالهم بذكرى المولد النبوي الشريف، بحسب موقع "CNN بالعربية".
ويتزامن رأس السنة بالتقويم الأمازيغي مع 13 يناير/ كانون الثاني، الذي يشهد كل عام لا سيما في المغرب والجزائر وليبيا وبعض مناطق تونس، احتفالات تقيمها الأسر الأمازيغية، والتقويم الأمازيغي مبني على النظام الشمسي، ويعتبر رأس السنة الفلاحية هو رأس السنة الأمازيغية.
وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري، فإن التقويم الأمازيغي ليس مرتبطا بأي حادث ديني أو تعبدي، بل مرتبط بحدث تاريخي، فيعتقد الأمازيغ أن السنة مبنية على تاريخ "هزم الأمازيغ للمصريين القدامى" واعتلاء زعيمهم شيشنق الأول العرش الفرعوني زمن رمسيس الثاني.
وحسب الأسطورة، فإن تلك المعركة وقعت في "تلمسان" المدينة الجزائرية الحالية، غير أن معظم الباحثين يرجح أن شيشنق وصل الكرسي بشكل سلمي في ظروف مضطربة في مصر القديمة، بعدما سعى المصريون القدماء إلى الاستعانة به ضد الاضطرابات جراء تنامي سلطة العرافين الطيبيين، وفقا لمؤرخين من شمال إفريقيا.
ويعتبر التقويم الأمازيغي من بين أقدم التقويمات التي استعملها البشر على مر العصور، إذ استعمله الأمازيغ منذ 2956 سنة، أي قبل 950 سنة من الميلاد، والشهر الأول في السنة الأمازيغية، يسمى "yanuyur"، وهي وكلمة مركبة من yan أي واحد و ayur أي الشهر، ويطلق أيضا id usggas أي ليلة السنة، وهو يوم يفصل بين فترتين، فترة البرد القارس وفترة الاعتدال، كما يعتبر بداية الأعمال الزراعية.
وقد أثبت التقويم الزراعي الأمازيغي دقة واضحة تساعد المزارعين على التخطيط لعملهم السنوي وتطويع النباتات وفقا للطبيعة، وانطلق هذا التقويم منذ عهد قرطاج في تونس الحالية، إذ أصبح قاعدة للتقويم يعتمده المزارعون منذ ذلك الوقت، ما يفسر تفاوت الشهر ونظيره الفلاحي بثلاثة عشر يوما.
ويعد عشاء يناير أو "امنسي نيناير" أمرا مهما لما له من تأثير بالغ على العائلة ورزقها طوال أيام السنة الجديدة، وهناك أسر مغربية تحرص على طبخ الكسكسي والبغرير، فيما تحرص أسر تونسية مثلا على طبخ الملوخية حتى يكون العام أخضر طلبا لمحصول زراعي وفير، وفي الجزائر يتم إعداد طبق "الشرشم" أو "ايرشمن" وهو قمح ينقع في الماء والملح ثم يطبخ حتى يتضاعف حجمه ويصبح طريا.
وتتضمن العادات والتقاليد أن تستقبل العائلات الأمازيغية هذه المناسبة بنحر الأضاحي، سواء الخرفان أو ذبح ديك عن كل رجل ودجاجة عن كل إمرأة، وديك ودجاجة معا عن كل إمرأة حامل من العائلة، والمهم هو إسالة الدماء لحماية العائلة من الأمراض والحسد.
ويحرص أمازيغ الجزائر على حلق شعر المولود الذي يبلغ سنة من العمر عند حلول هذه المناسبة، وتخصص له أجمل الثياب ويوضع داخل جفنة كبيرة لترمى فوقه امرأة متقدمة في السن مزيجا من الحلويات والمكسرات والسكر والبيض.