يبقى التساؤل، الذي يدور في جميع المنتديات الدولية الاقتصادية، يدور حول أسباب الانهيار الذي تشهده أسعار النفط في الفترة الراهنة، بحسب ما ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، موضحة أن العالم يشهد حاليا حربا نفطية شرسة ربما تطيح بالعديد من اقتصادات العالم.

واستطردت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها الذي نشرته اليوم الأحد، أن المملكة العربية السعودية تتحمل بصورة كبيرة التدهور الحالي في أوضاع النفط العالمي، موضحة أن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة بالمنطقة قررت أن تستهدف النفط الصخري الأمريكي للقضاء على صناعة التنقيب المزدهرة هناك.

يبدو أن الولايات المتحدة أصبحت في معركة نفطية ضد منافس من الوزن الثقيل في تلك الصناعة بمنطقة الشرق الأوسط، هكذا تقول الصحيفة، موضحة أن استراتيجية المملكة في الآونة الأخيرة، التي تقوم على الاحتفاظ بمعدلات الإنتاج كما هي رغم الانخفاض الكبير الذي تشهده أسعار النفط، تهدف أساسا إلى إشعال حرب أسعار عالمية لإقصاء منافسيها من السوق، على رأسهم الولايات المتحدة وكندا.

أضافت "نيويورك بوست" أن الدليل الأبرز على استهداف المملكة للنفط الصخري الأمريكي، هو إقدامها على رفع أسعار النفط في الأسواق الآسيوية، في حين أنها احتفظت بالمعدلات الحالية للنفط المصدر إلى باقي أنحاء العالم، على اعتبار أن الولايات المتحدة ربما لا تستطيع منافسة نظرائها الخليجيين في السوق النفطي الآسيوي.

الشركات النفطية الأمريكية الناشئة تمكنت بصورة كبيرة من تحقيق مكاسب كبيرة على حساب منافسيها في المملكة، الأمر الذي ربما لا يسعد السلطات السعودية، لذلك لم يجدوا وسيلة أخرى لمحاربة النفط الأمريكي سوى إغراق السوق بالنفط المعروض، في ظل تناقص الطلب، لإلحاق أكبر الخسائر الممكنة للشركات الأمريكية.

أضافت الصحيفة أن الكثير من شركات النفط والمشروعات الصغيرة، التي تقوم على صناعة النفط في الولايات المتحدة، ستنهار إذا ما استمرت المملكة في اتباع سياستها التي تهدف إلى الإضرار بقطاع النفط الأمريكي الوليد.