التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 02:02 م , بتوقيت القاهرة

صور| الصيادون الهاربون من جحيم ليبيا: الخارجية مسألتش فينا

16 يوما.. مدة احتجاز 1200 صياد من أبناء قرى "السكري، الجزيرة الخضراء، برج مغيزل"، التابعين لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، ما بين ميناءي مصراتة وبنغازي وسجن "الدفينة"، وصفها الصيادون بأنها "أيام الذل والمهانة"، نظرا لأنه أخطر سجن في ليبيا، وبه جميع أنواع العذاب.


وصف الصيادون العائدون هربا من جحيم الحرب، بين الميليشيات العسكرية والجيش الليبي، رد فعل المسئولين معهم بـ"البطيء"، وناشدوهم بسرعة التحرك، لإنقاذ ما يقرب من 900 صياد، ما زالوا محتجزين.



  
"دوت مصر" التقى الصيادين العائدين من ليبيا، لمعرفة تفاصيل الرحلة المؤلمة، "وهدان فرفرة"، أحد الصيادين، قال "كنا بنشتغل في ليبيا على مراكب بعقود عمل رسمية، إلا إننا فوجئنا منذ عدة أيام باقتحام المسلحين منازلنا، وسرقة أموالنا وأغراضنا عنوة، وعندما اشتدت الحرب، تمكنا من الهرب على المراكب التي كنا نعمل بها، إلا إننا ضللنا الطريق منذ أول أمس، وفقدنا الاتصال بأهالينا، بسبب سوء الأحوال الجوية".


وأضاف "رأفت محمد عرفة"، أحد الصيادين العائدين، أنهم فوجئوا بالصواريخ تنطلق من طائرات الجيش الليبي، ضد جماعة فجر ليبيا، التي كانت ترد بالأعيرة النارية، موضحا "شاهدنا تدمير الميناء التجاري، وافتكرنا أن النار هتطول مراكبنا، لكن الله سبحانه وتعالى نجانا".


وأوضح "عسران محمد عرفة"، "بعتنا استغاثات كتير للخارجية المصرية، ومحدش سأل فينا، وبعد 16 يوم من احتجازنا في الميناء والسجون، عرفنا نهرب"، مستطردا "الأكل والشرب اللي معانا خلص، ومبقيناش عارفين نعمل إيه، ومحدش بيجبلنا أكل لكن الحمدلله رجعنا بخير" 


التقط زهران فرفرة، أحد الصيادين، طرف الحديث، وقال: "تم احتجاز أكثر من 165 صيادا بسجن الدفينة حتى الآن، يتعرضون  إلى الإهانة والذل، وينامون على الأرض".


أما "سعيد محمد"، أحد العائدين، يقول: "طلبنا من أصحاب المراكب، السماح لنا بأن نسرح بالمراكب في رحلة صيد، وخرجنا بـ 11مركبا، بهم حوالي 300 صياد، وهربنا في طريقنا إلى مصر بعيدا عن هذا الجحيم، إلا أننا ضللنا الطريق، ونجونا بفضل الله.


يتابع: "لما جينا نقطة حرس الحدود في رشيد، احتجزتنا وحولتنا على مركز الشرطة والنيابة، وفضلنا طول الليل قاعدين في النيابة لحد ما التحقيقات خلصت، رغم إننا كنا مرهقين وتعبانين، وكنا مستعدين نعمل أي حاجة علشان نرجع لأولادنا".
 
ويستكمل "عصام الزنطاوي"، صاحب مركب الحسناء، وأحد الصيادين الهاربيين، "جماعة فجر ليبيا استخدمونا كدروع بشرية تحت تهديد السلاح، فضلا عن احتجاز أكثر من 500 مصري، داخل سجون مصراتة، والذين يعملون كبائعين للخضراوات والفاكهة".


ويضيف الزنطاوي: "حاولنا التحدث إلى خفر السواحل، من أجل الحصول على تصريح لمغادرة الميناء التجاري، بعد سماع دوي إطلاق النيران في مصراتة، تحديدا بالقرب من ميناء الحديد والصلب المجاور لنا، والسبب في ذلك رغبة جماعة فجر ليبيا في السيطرة على حقول الغاز والنفط، الموجودة هناك".


من جانبهم، عبر أهالي الصيادين عن سعادتهم برجوع ذويهم، وعودة الأمل لهم، وقالت والدة الصياد "محمد علي"، إن نجلها سافر منذ 6 أشهر إلى ليبيا، بحثا عن لقمة العيش، بعد أن ضاق الرزق في مصر، لكن تم احتجازه، مضيفة "لم نعلم عنه شيئا منذ أكثر من 15 يوما، ولم أصدق عودته إلا عندما رأيته بعيني".
 
بينما زوجة "محمد محمود"، المُصاب بطلق ناري، قالت "جوز بيشوف الموت كل يوم بسبب الإهمال، وعدم العناية، هو ضهرنا الوحيد واللي بيأكلنا ويشربنا، وبيعول أبوه المريض وأمه وإخواته البنات". 


بدوره، وجه أحمد عبده نصار، نقيب الصيادين بكفر الشيخ، الشكر للمستشار محمد عزت عجوة، محافظ الإقليم، على إجرائه اتصالا هاتفيا بوزارة الخارجية، وهيئة الثروة السمكية؛ لسرعة التحرك لإنقاذ الصيادين، الذين ضلوا طريقهم منذ أول أمس، مناشدا الخارجية بسرعة التدخل لإنقاذ ما يقرب من 900 صياد محتجزا في السجون والموانئ الليبية. ِ
 
وأوضح أحمد الأفندي، رئيس قرية الجزيرة الخضراء، "كنا نتابع لحظة بلحظة، وكنت متواجدا بصورة مستمرة بين أهالي الصيادين، منتظرين رجوعهم، وكنا نبلغ اللواء يحيى داوود، رئيس مركز ومدينة مطوبس، بالأوضاع".