ننشر تفاصيل جلسة محاكمة المتهمين بقضية "بورسعيد"
أجلت محكمة جنايات بورسعيد المنعقدة بأكاديمية الشرطة جلسات إعادة محاكمة المتهمين فى القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة بورسعيد"، والتي راح ضحيتها 74 شخصا من شباب ألتراس أهلاوى، واتُهم فيها 73 بينهم 9 قيادات أمنية، ووقعت أحداثها في أثناء مباراة الدورى بين فريقى الأهلي والمصري، إلى الغد لاستكمال سماع مرافعة الدفاع.
بدأت الجلسة باستماع المحكمة إلى دفاع المتهم الأول السيد الدنف، والذي أكد خلال مرافعته أن التحقيق في القضية تم خلال ظروف غير طبيعية ورغبة في التشفى والانتقام، وطلب من المحكمة طرح أقوال الشهود وعدم التعويل عليها، وخاصة ما تعرض له الشهود من ضغوط وما شاهدوه من أحداث.
ودفع الدفاع ببطلان تعرف الشهود على المتهمين حيث إن مجرى التحريات ومسطر المحضر اشترى ملابس الألتراس المصري وقام بتلبيسها للمتهمين وعرضهم على الشهود للتعرف عليهم، علاوة على توجيه اسئلة توجيهية للشهود على خلاف القانون، كما أن معظم أقوالهم جاءت بصيغة واحدة، موضحا أن هذه الطريقة توحى للشهود بأنهم هم مرتكبوا الواقعة لارتدائهم تلك التشيرتات، وأن المتهمين هم كبش فداء.
وأكد الدفاع أن الإسطوانات الموجودة بملف القضية خلت من أي دليل فني بما قالته النيابة العامة في مرافعتها وبأمر الإحالة من وجود أي أدلة فنية بالكاميرات والتي لم يظهر أي من المتهمين فى لقطة مصورة فى حالة اعتداء او ازهاق روح لاى من المجنى عليهم او حتى وجودهم بالمدرج الشرقى الذى يوجد به جماهير الاهلى، وأن لجنة الخبراء لم تقم بتفريغ الاسطوانات كاملة.
وقال القاضى إنه أوضح بانها ليست لها علاقة بالاحداث، ورد الدفاع مشككا فى الخبير قائلا انه يمكن ان يكون شخص اهلاوي، أو لا يريد ان يبرئ المتهمين، أو له علاقة بأحد من أطراف القضية، وهنا رد القاضي بأنهم أشخاص ادوا اليمين القانونية امام المحكمة على اداء مهمتهم بكل امانة، بينما صمم الدفاع على موقفه وطعن على تقرير لجنة اتحاد الاذاعة والتليفزيون واتهمهم بالتجهيل والتحيز وتضليل العدالة والمحكمة.
وقال الدفاع إن العقيد أحمد حجازى حرر محضر أثبت فيه أنه تم ضبط 51 متهما وكتب أسماءهم رباعية وعناوينهم وكان من بين من شملهم المحضر المتوفى "سعد جمال سعد زغلول"، وأثبت انه من المتهمين وكان المتهم رقم9 وتبين فيما بعد انه كان متوفي، علاوة على انه لم يوضح بمحضر الضبط كيفية إلقاء القبض على المتهمين ومن قاموا بالقبض عليهم ولم يبين ما ارتكبوه من اتهامات، مما يجعل هذا الضبط لا يعبر عن الواقعة الحقيقية ويكون باطل فى غير حالات التلبس المنصوص عليها قانونا.
كما تغاضى عن ذكر عبارات السب والقذف وكسر البوابة بمدرج النادى الاهلى وبالقاء الشماريخ من قبل جماهير النادى الاهلى مما يعنى عدم حياديته وبالتالى لا تاخذ المحكمة بما جاء بمحضره.
وأكد الدفاع أنه لا توجد إصابة واحدة أو خدش بأي من المتهمين الذين قيل بإنهم قاموا بالاعتداء على جمهور النادى الأهلى بالمدرج الشرقي، تدل على الاشتباك معهم، وأن النيابة العامة لم تذكر أي إصابة رغم أنها وصفت الاحداث بالمعركة، ثم قال الدفاع ساخرا: "هو بيتخانق مع سوسو ده بيتخانق مع التراس".
وشهدت المحكمة أثناء رفع جلسة مرافعة الدفاع، مشادات كلامية بين المتهمين من داخل قفص الاتهام ورجال الامن لرغبة احدهم فى دخول دورة المياه، وثار متهم اخر غاضبا على قيام الامن بمنع والدته من الإقتراب من قفص الاتهام والتحدث معهم وردد المتهم "ليه دى بقالها 4سنين بتعيط عليا والله الظلم حرام وحسبنا الله ونعم الوكيل في الحبسة اللىي احنا فيها دى" وقام الأمن بتهدئته.
ثم عادت الجلسة لتعقد من جديد وواصل دفاع المتهم الاول السيد الدنف مرافعته، وأكد بأن التحقيقات في هذه القضية جاءت على عجلة وسرعة ليست مسبوقة حتى يتم امتصاص غضب أهالى الشهداء الذين حاصروا مكتب النائب العام وأكبر دليل على ذلك أن النيابة العامة احالت 63 متهما للمحاكمة في غضون 47 يوما فقط، وأن القضية اكبر من قضية محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك "القرن" فى نتائجها على المجتمع، وهنا طلب منه القاضى التحدث فى موضوع القضية وعدم التطرق لقضايا اخرى.
ودفع دفاع المتهم الاول ببطلان محضرى التحريات المحررين بواسطة العقيد محمد خالد نمنم والعميد احمد حجازى، ودفع ببطلان محضر التحريات المحرر بمعرفة الضابط احمد حجازى حيث انه قرر ان المتهمين اخفوا بلد البالة مفيهاش رجالة فى المناطق الحساسة بجسدهم وتسائل الدفاع كيف يتم اخفاء لافتة طولها 15 متر، ودد الدفاع قائلا، "المتهمين شالوا القضية علشان الناس تهدئ.. وهل اهالى الشهداء ها تفرح لو الناس اتحبست ظلم..لا لكننا نقف امام العدالة".
والجدير بالذكر انه راح ضحيتها 74 شهيد من شباب الالتراس الاهلاوي والتى اتُهم فيها 73 متهماً من بينهم 9 من القيادات الامنية و 3 من مسئولي النادي المصري وباقي المتهمين من شباب التراس النادي المصري و التي وقعت احداثها أثناء مباراه الدوري بين فريق النادي الاهلي و النادي المصري في الاول من فبراير 2012 .
وأسند أمر الإحالة إلى المتهمين مجموعة من الاتهامات بارتكاب جنايات القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد المقترن بجنايات القتل والشروع فيه، بأن قام المتهمون بتبييت النية وعقد العزم على قتل بعض جمهور فريق النادي الأهلي '' الأولتراس '' انتقاما منهم لخلافات سابقة واستعراضا للقوة أمامهم وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة وقطع من الحجارة وأدوات أخرى ما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا لهم في ستاد بورسعيد الذي أيقنوا سلفا قدومهم إليه.