تناول سحوره الأخير بنية الصيام 3 أيام البيض، قبل أن تغتاله يد الإرهاب، فلم يعلم العميد عودة بن معوض البلوي، قائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية في السعودية، أن صيامه عن الطعام والشراب سيجعل الحياة بأكملها تصوم عن وجوده، بعد أن تمكن 4 عناصر محسوبين على تنظيم "داعش" من مهاجمة نقطة "عرعر" الحدودية.

جاءت تفاصيل الهجوم الإرهابي كما أعلنها المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي، أنه في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر أمس الاثنين، تعرضت إحدى دوريات حرس الحدود بمركز سويف التابع لجديدة عرعر بمنطقة الحدود الشمالية، لهجوم ناري من عناصر إرهابية، كانوا ينون التسلل إلى الأراضي السعودية.

وكان العميد البلوي باشر موقع الحادث مع قواته، فور علمه بتسلل 4 عناصر عبر الحدود الشمالية، إذ اعترضت دورية حرس الحدود المتسللين، الأمر الذي دفع الإرهابيين للمبادرة بإطلاق النار، ومع استمرار المداهمة الأمنية، تم التعامل مع عناصر الإرهاب ومحاصرتهم، ومقتل أحدهم، فيما قام أحد الإرهابيين بتفجير حزام ناسف كان يحمله.

أسفر الهجوم الإرهابي عن مقتل الانتحاري إضافة إلى قائد حرس الحدود بمنطقة الحدود الشمالية السعودية، العميد عودة البلوي، وأحد الجنود، بالإضافة إلى إصابة ضابط.

ويأتي حادث استشهاد العميد البلوي بعد شهر واحد فقط من تسلمه منصب قائد حرس الحدود في المنطقة الشمالية، ففي الـ 6 من ديسمبر / كانون أول لعام 2014،أصدار مدير عام حرس الحدود بالسعودية اللواء بحري عواد بن عيد البلوي، قرارا بتعيين العميد عودة البلوي قائدا لحرس حدود المنطقة الشمالية.

وتدرج العميد البلوي في وظيفته الأمنية بسلك حرس الحدود، منذ عمله بقطاع حرس الحدود في محافظة أملج، ثم تعينه بمنصب قائدا لحرس الحدود بقطاع حقل بمنطقة تبوك، جاء ذلك قبل أن يصدر قرار بنقله لمدينة عرعر قبل 4 أشهر من الآن، ليشغل منصب مساعد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية، ثم قائدا لحرس الحدود بالمنطقة الشمالية منذ شهر مضى.

والعميد البلوي أب لـ 10 أبناء من الأولاد والفتيات، وأخ لـ 5 أشقاء، وكان مشهود له النجاح وجهوداته الكبيرة في مواجهة الخارجين عن القانون والمجرمين وحمايته للحدود السعودية، حتى لقى حتفه فجر أمس الاثنين، ليصدر وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، تعليماته أمس الاثنين، بنقل جثمان العميد عودة البلوي إلى مكمة المكرمة للصلاة عليه ودفنه هناك.

كما وجه الأمير نايف بنقل جثمان الفقيد الآخر إلى محل سكن أسرته، فيما نقل مدير العلميات العقيد سالم العنزي إلى المستشفى قوى الأمن بالعاصمة السعودية الرياض، وكانت الأجهزة الأمنية أكدت أن العناصر الإرهابية الأربع ينتمون إلى تنظيم داعش، إذ كانوا قادمين من العراق، وذلك في محاولة لـ"داعش" التسلل إلى المنافذ الحدودية مع السعودية والأردن للسيطرة عليها.