التوقيت الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024
التوقيت 02:14 ص , بتوقيت القاهرة

لاجئو سوريا بين مطرقة التأشيرة وسندان الحرب

خلال الثلاث سنوات الماضية (مدة الحرب في سوريا) كان اللاجئون السوريون يدخلون بحرية إلى العديد من الدول العربية دون الحصول على تأشيرات، إلا أن كثيرا من الدول شددت إجراءاتها وباتت تمنع اللاجئين من الدخول إلى أراضيها دون الحصول على "فيزا"، وهو ما جعل السوريين بين سندان الموت في الحرب ومطرقة الحصول على تأشيرة.


لبنان


أعلنت السلطات اللبنانية، أمس السبت، أنها بصدد فرض قواعد جديدة لتنظيم دخول السوريين إلى أراضيها، وقالت السلطات على موقع المديرية العامة للأمن العام على الإنترنت: "سيتعين على السوريين الراغبين في زيارة لبنان تقديم مستندات تتباين باختلاف الغرض من الزيارة، وذلك بدءا من غد الاثنين".


وتنص القواعد الجديدة على تحديد فترات الإقامة بما يتناسب مع طبيعة الزيارة، حيث تشمل فئات أغراض الزيارة السياحة والعمل والدراسة والعلاج الطبي.


ويعيش اللاجئون السوريون في لبنان، أوضاعا صعبة في المخيمات، وبخاصة في ظل تردي الخدمة الصحية نتيجة لانعدام وجود مخصصات لدى المنظمات الدولية والإغاثية، بجانب سوء الأحوال الجوية في فصل الشتاء، وذلك بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.



وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، يوجد في لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري (مليون ونصف المليون) فروا من الصراع الدائر في بلدهم منذ عام 2011.


ويذكر أنه منذ استقلال لبنان في عام 1943، كان بوسع مواطني البلدين الجارين التنقل عبر الحدود بحرية، ولم يكن أي من الجانبين بحاجة لتأشيرة دخول.


الجزائر


قررت وزارة الخارجية الجزائرية فرض تأشيرة دخول "الفيزا" على السوريين الراغبين بدخول البلاد، وذلك بحسب صحيفة "النهار" الجزائرية.


ونقلت الصحيفة، أمس السبت، عن مصدر وصفته بالمقرب من الوزارة أن "قرار فرض التأشيرة الذي ستقوم مصالح وزارة الخارجية بتبليغه لنظيرتها السورية راجع لظروف أمنية بحتة على صلة بالأمن القومي للجزائر.


وأوضح المصدر أن القرار جاء بعد تسجيل تزايد أعداد المهاجرين السوريين غير الشرعيين، الذين تم ضبطهم على الحدود مع تونس وليبيا، مضيفا أن أغلب المهاجرين غير الشرعيين الوافدين من سوريا، تبين من خلال التحقيق معهم أن لهم صلات مباشرة أو غير مباشرة مع تنظيمات إرهابية وبالأخص "داعش."


وكانت الجزائر قبل هذا القرار تعد من الدول القليلة التي تسمح بدخول السوريين، من دون فرض تأشيرة دخول إضافة إلى لبنان وتركيا.


وبحسب قناة "العربية" السعودية، يوجد ما يقرب من 12 ألف لاجئ سوري في الجزائر.


وفي 14 سبتمبر/ أيلول الماضي، أصدر الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة تعليماته للحكومة، بعدم التعرض للاجئين أو طردهم، سواء كانوا من السوريين أو الأفارقة.



بعنوان "اللاجئون السوريين من جحيم الحرب إلى ويلات التشرد والتسول بالجزائر"، كشفت صحيفة "الفجر" الجزائرية، في تقرير خبري عن أوضاع السوريين في الجزائر والذين لجأوا إلى التسول لسد جوعهم.


الأردن


فرض الأردن على اللاجئين السوريين الحصول على تأشيرة قبل الدخول إلى أراضيه، مرجعا ذلك لأسباب أمنية، وذلك بحسب خبر نشره موقع "أورينت" في 16 ديسمبر/ كانون الأول الماضي.


يأتي هذا القرار في الوقت الذي صرح فيه مصدر بوزارة الداخلية الأردنية لصحيفة "العرب اليوم" الأردنية في يونيو/ حزيران 2012، عن أن سوريا ما زالت مصنفة لدى الحكومة من ضمن الدول التي لا يطلب من رعاياها تأشيرة دخول في حال قدومهم إلى المملكة".


ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في الأردن 2014 637.894 لاجئا ولاجئة، 52.5 % منهم من الأطفال دون سن 18 عاما، وذلك وفقا لما ذكره مصدر مفوض في إدارة شؤون اللاجئين السوريين في الأردن، لصحيفة "الغد" الأردنية.


ويواجه اللاجئون السوريون في الأردن، ظروفا صعبة تتمثل في كونهم مهددين بالجوع، بعد قرار برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، باستثناء 12 ألف أسرة من المساعدات الشهرية، وذلك بحسب بيان صادر من البرنامج.


وفي الوقت الذي تشكو فيه العديد من الدول العربية من انهيار البنية التحتية لها نتيجة للنزوح السوري، كشف تحقيق صحفي نشره موقع "حوكمة" التابع لمؤسسة "طومسون رويترز" في الأردن، عن استفادة الدول العربية من وجود اللاجئين السوريين على أراضيها، والمتمثلة في تلقيها المساعدات من الأمم المتحدة بجانب مساعدة اللاجئين في نمو الاقتصاد.


مصر


ألغت مصر في يوليو/ تموز، رسوم تأشيرات الدخول السوريين إلى أراضيها، وكانت مصر فرضت هذه التأشيرات لأول مرة على السوريين بعد ضبط عدد منهم في مظاهرات دعم الرئيس السابق محمد مرسي وبحوزتهم أسلحة.


وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، في بيان رسمي، إن إلغاء رسوم التأشيرات علامة على دعم مصر الكامل للشعب السوري في محنته ومساندة ثورته.


ويذكر أن الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، أعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، ودعا لفتح باب الجهاد في سوريا والسماح للاجئين السوريين بالدخول إلى مصر من دون تأشيرات.


وتقدر أعداد اللاجئين السوريين في مصر بنحو 400 ألف، سجلت مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين في القاهرة 134 ألفا منهم طبقا لأرقام مارس/ آذار 2014، ويتمركز 90%  منهم بالقاهرة الكبرى والإسكندرية ودمياط.


رصدت اللجنة السورية لحقوق الإنسان في بيان رسمي لها، معاناة بعض السوريين والتي تتمثل في صعوبة الحصول على بيوت بإيجارات مناسبة، نتيجة لارتفاع أسعار العقارات، بجانب رصدها حشد بعض الإعلاميين المصريين ضدهم.