تعرف على الرحلة المقدسة لنبي الإسلام ووالدته
رغم اختلاف هدف الرحلتين، إلا أن القدسية والعناية الإلهية كانت قاسما مشتركا بينهما، فكما أخذت السيدة مريم ابنة عمران طفلها عيسى عليهما السلام في رحلة مقدسة إلى مصر، خوفا من بطش هيرودس، اصطحبت آمنة بنت وهب ولدها محمد صلى الله عليه وآله وسلم فى رحلة إلى المدينة المنورة، لكن مع اختلاف الهدف، حيث كان هدف الرحلة لتعرفه بأهلها استعدادا لهجرته.
فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ست سنوات، أحست والدته بقرب انتقالها، فأخذته فى جولة إلى يثرب ليتعرف على أخواله بني عدي بن النجار، فنزلت في دار النابغة فأقامت بها شهرا، وتعلم النبي السباحة في بئر بني عدي بن النجار.
علم محمد في هذه الزيارة أنه نبي مرسل بسبب موقف حدث بينه وبين أحد اليهود، يقول عنه :"نظرت إلى رجل من اليهود ينظر إلىَّ ثم ينصرف عني فلقيني يوما خاليا، فقال: يا غلام ما اسمك؟ قلت: أحمد، فنظر إلى ظهري فأسمعه يقول: هذا نبي هذه الأمة، ثم راح إلى أخوالي فخبرهم الخبر، فأخبروا أمي فخافت علي فخرجنا من المدينة"، كما روى السيوطي في الخصائص الكبرى وابن سعد في الطبقات الكبرى.
وفي ختام الرحلة وأثناء العودة إلى مكة، توفيت السيدة آمنة رضي الله عنها، وأوصت النبي بوصيتها الخالدة، والتى ختمتها بقولها "كل حي يموت، وكل جديد بال، وكل كبير يفنى، وأنا مّتة ولكن ذكري باق، فقد تركت خيرا، وولدت طهرا".