قبل مولده.. 9 واجبات عليك للنبي
قبل اقتراب مولده بأيام، ماذا ستقدم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم؟، سؤالا قد يكون صعبا على البعض، خاصة إن كان يشعر أنه مقصرا في حق نبيه.
القاضي عياض، وهو أحد كبار علماء المسلمين، حاول جمع بعض حقوق النبي صلى الله عليه وآله وسلم الواجبة على أمته، على قدر معرفته ببعضها، في كتاب أسماه "الشفا بتعريف حقوق المصطفى"، نعرض بعض ما جاء فيه لتتعرف على حقوق نبيك قبل مولده بأيام.
الإيمان به
إذا تقرر ثبوت نبوته، وصحة رسالته وجب الإيمان به، وتصديقه فيما أتى به، حيث قال الله تعالى "فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا" (التغابن 8)، وقال "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله" (الفتح 8- 9)، وقال "فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي" (الأعراف 158).
طاعته
إذا وجب الإيمان به، وتصديقه فيما جاء به، وجبت طاعته، لأن ذلك مما أتى به، حيث قال الله تعالى "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله" (الأنفال: 20)، وقال "قل أطيعوا الله والرسول" (آل عمران: 32).
إتباعه
وأما وجوب إتباعه، وامتثال سنته، والاقتداء بهديه، فقد قال الله تعالى "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" (آل عمران: 31)، وقال "فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون" (الأعراف 158).
محبته
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده، والناس أجمعين".
توقيره
قال الله تعالى "إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه" (الفتح: 8- 9)، وقال "يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله" (الحجرات: 1)، و"يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" (الحجرات: 2)، وقال تعالى: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا" (النور: 63).
وقال القاضي عياض: واعلم أن حرمة النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد موته، وتوقيره، وتعظيمه لازم كما كان حال حياته، وذلك عند ذكره، وذكر حديثه، وسنته، وسماع اسمه، وسيرته، ومعاملة آله، وعترته، وتعظيم أهل بيته، وصحابته.
الصلاة عليه
اعلم أن الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فرض على الجملة، غير محدد بوقت، لأمر الله تعالى بالصلاة عليه، وحمل الأئمة والعلماء له على الوجوب، وأجمعوا عليه، قال تعالى "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً".
أهل بيته
ومن توقير الرسول، بر آل بيته، وذريته، وأمهات المؤمنين أزواجه، كما حض عليه -صلى الله عليه وسلم-، قال الله تعالى "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت" (الأحزاب: 33)، وقال تعالى "وأزواجه أمهاتهم" (الأحزاب: 6).
وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- كما جاء في صحيح مسلم، "إني تارك فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما".
أصحابه
ومن توقيره، توقير أصحابه، وبرهم، ومعرفة حقهم، والاقتداء بهم، وحسن الثناء عليهم، والاستغفار لهم، والإمساك عما شجر بينهم، ومعاداة من عاداهم، قال الله تعالى "محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم" (الفتح: 29).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم "الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضا بعدي، فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم، ومن آذاهم فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله، ومن آذى الله يوشك أن يأخذه".
إعزاز ما له صلة به
ومن إعظامه، وإكباره إعظام مشاهده، وأمكنته من مكة، والمدينة، ومعاهده، وما لمسه صلى الله عليه وسلم أو عرف به، ومن ذلك ما فعله خالد بن الوليد رضي الله عنه، فكانت في قلنسوته شعرات من شعره -صلى الله عليه وسلم-، فسقطت قلنسوته في بعض حروبه، فشد عليها شدة أنكر عليه أصحاب النبي كثرة من قتل فيها، فقال: "لم أفعلها بسبب القلنسوة، بل لما تضمنته من شعره، لئلا أسلب بركتها، وتقع في أيدي المشركين".