هل انقرض الطالب المتميز من مصر؟
خلال اجتماع رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي مع رؤوساء الجامعات الصينية، توجه بسؤال عن عدد المبعوثين المصريين المتميزين في الصين، فجاء الرد بأن عددهم 200 طالب، وبدوره رد الرئيس بأنه كان يظن أنهم 200 ألف، وذلك وفقا لرواية رئيس تحرير صحيفة الأهرام.
وعقب الاجتماع قال الرئيس لرؤساء التحرير: "أليس من الأفضل أن ينظم الإعلام مسابقة للمتميزين في الدراسة بدلا من مسابقة أفضل راقصة؟"، هذا التساؤل فتح الباب أمام عدة تساؤلات أخرى عن الطالب المتميز في مصر، وهل هو مازال موجودا أم انقرض؟، وإذا كان موجودا فكيف يتم الاعتناء به وتوفير الفرص أمامه، ولو كان غير موجود، فكيف يتم بناؤه كي يساهم في رفع اسم بلاده عاليا؟
الإجابة قدمها خبراء في مجال التعليم، حيث يقول الخبير التربوي كمال مغيث لـ"دوت مصر"، إنه لا يوجد أي شكل من أشكال الاهتمام بالطالب المتميز، مشيرا إلى أن المشكلة تبدأ من وزارة التربية والتعليم التي لا تعطي الاهتمام الكافي للطلاب الموهوبين، ولا تفرق بين الطالب المتفوق ذو الدرجات المرتفعة والطالب الذي يملك موهبة بعيدا عن الدراسة.
هيستريا المجموع.. غياب الأنشطة
ويشير الخبير التربوي إلى أن التفوق الدراسي يحسب في مصر فيما فوق 85%، والمشكلة في النسق التعليمي الذي يحتاج إلى الحفظ والتلقين والتسميع، وإلى الوصول إلى الإجابة النموذجية، دون اعتبار لمهارات الطلاب بجانب القدرة الأكاديمية، مضيفا أن الأزمة أيضا تشمل عدم وجود أنشطة مدرسية تفتح الباب لكشف مواهب الطلاب، مثل فرق الموسيقى والتمثيل وغيرها.
ويضيف مغيث أن انحصار الأنشطة لتكون على مستوى قومي حصر من إمكانات الطلاب، مضيفا أنه في ضوء هيستريا المجموع، لم تعد تهتم المدارس بالأنشطة، وكذلك الطلاب وأولياء الأمور، هذا بالإضافة إلى الطرف الأهم في العملية التعليمية وهو المعلم الذي تحول بحكم الظروف إلى باحث عن لقمة العيش، مما يؤثر على كشف الموهوبين والمتميزين.
وفي هذا السياق، قال مدير المركز الدولي لتطوير التعليم والجودة، رياض نوفل لـ"دوت مصر"، إن الطالب المتميز متواجد في مصر، فالبلد مليئة بالموهبين، مدللا على رأيه بتحكيمه لمشروعات INTEL لاختراعات الطلاب في محافظة كفر الشيخ أمس، وأن هناك عدد من الطلاب الموهوبين قدموا عدد من المشروعات المميزة، رغم أن غالبيتهم من مرحلتي الإعدادية والثانوية.
كشف المواهب منذ الصغر
ويضيف نوفل أن التميز يبدأ منذ الصغر، ويحتاج التنقيب عنه، مشيرا إلى إنها مسؤولية الآباء والأسرة مع المدرسة لكشف مناطق تميز الطلاب، أي من مرحلة الابتدائية وتتبع نوابغ الطلاب، مشيرا إلى أن الخطأ أن ينتظر الأهل بلوغ أولادهم سن كبيرة لتطوير مواهبهم.
ويشير نوفل إلى أن حتى عقب ظهور الطلاب المتفوقين لا تتم رعايتهم كما يجب، مشيرا إلى أن الطلاب المتميزين يصبهم الإحباط في حالة عدم مراعاة مواهبهم، مضيفا أن كل مدرسة كانت تقدم فصل للفائقين لرعايتهم، ويتساءل أين ذهب هذا الفصل؟، مضيفا أن على المؤسسات التنموية والخيرية مساعدة الدولة في دعم المتميزين والموهوبين.