التوقيت الأربعاء، 06 نوفمبر 2024
التوقيت 01:27 ص , بتوقيت القاهرة

بروفايل| أبوالعزائم.. جيولوجي حوله التصوف لمناضل إنساني

تخرج في كلية العلوم في عام عصفت فيه الرياح بالوطن، وأصيب بنكسته السوداء في 5 يونيو 1967م، فالتحق بعدها بالهيئة العامة للبترول، وتدرج في مناصبها حتى أصبح مديرا لمركز المعلومات الجيولوجية، لكن في عام 1994 تحول مسار حياته، فتوفى شقيقه الأكبر عز الدين، فأصبح بموجب بيعة أبناء الطريقة وقرار المشيخة العامة شيخا للطريقة العزمية الصوفية.


مثل عام 1994 تحولاً في حياة الجيولوجي علاء أبو العزائم، ليصبح من وقتها شيخ الطريقة العزمية، وإمام جماعة آل العزائم بمصر والعالم الإسلامي، ليواصل مسيرة جده الإمام محمد ماضي أبو العزائم، وأبيه الشيخ أحمد، وشقيقه عز الدين، ثم أسندت إليه مهام رئاسة مجلس إدارة مجلة الإسلام وطن، وهي كما يسميها مريدوه "لسان حال الطريقة العزمية"، ومن وقتها بدأت المناصب والتوصيفات تلتصق به واحدة تلو الأخرى.



بناء الدولة العزمية


بدأ أبو العزائم في محاولة بناء الطريقة العزمية بشكل جديد يواكب العصر، ويحقق أفضل النتائج المرجوة من انتشار طريقة جده، فبدأ بتأسيس مجلس أعلى للطريقة، صلاحياته توازي صلاحيات البرلمانات في النظم الديمقراطية، ومن حقه مساءلة الشيخ، وهو نهج لم تعرفه الصوفية من قبل، بالإضافة إلى تشكيل مجلس شورى لشيخ الطريقة، يشاورهم في القرارات المصيرية للطريقة.



القيادة الإسلامية العالمية


أبو العزائم رأى أن ينفذ وصايا جده بأن "الإسلام وطن والمسلمين جميعا أهله"، فبدأ بالتحرك على الصعيد الإقليمي، للدخول في تكتلات صوفية، فانطلق لحضور ملتقى التصوف العالمي الأول بليبيا عام 1995 تحت رعاية الزعيم الليبي معمر القذافى، واختير وقتها عضوا بالقيادة الشعبية الإسلامية العالمية.


وفى نفس العام توجه إلى الصومال وقبرص، وفي العام التالي زار أذربيجان، ثم حضر مؤتمر جماعة أمة الإسلام بالولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من زعيمها لويس فرقان 1997م، وتعددت زيارته لأمريكا وكندا من وقتها.


ولأنه أصبح عضوا بالقيادة الشعبية، حضر مؤتمرات في سيرلانكا، ونيجيريا، وتشاد، ومالي، وليبيا، وإندوينسيا، وغيرها من البلدان، واتهم بأنه يتلقى تمويلات من القذافي ومن أمريكا لنشر فكر بعينه في مصر، فكان رده "لو كنت أتلقى الأموال من القذافى وأمريكا، فأنا أخطر رجل في العالم لأني بذلك أتعامل مع دول بينها عداوة شديدة".



البناء بتدريس السيرة


في أواخر التسعينيات وأثناء إحدى سفرياته إلى ليبيا أثناء الحصار، تحدث أبو العزائم مع سائق السيارة التى تقله، فوجد أنه لا يعرف شيئا عن سيرة النبي وأهل بيته، فرأى أبو العزائم كما يوضح لـ"دوت مصر" أنه لبناء شباب الأمة بصورة صحيحة علينا تعليمهم سيرة نبيهم أولا ليأخذوا منها القدوة الصالحة، فلما عاد إلى مصر كلف داعي طريقته الأول عبد الحليم العزمي بتدريسها، وحتى الآن تقوم طريقته مطلع كل شهر عربي بإقامة "ليلة محمدية"، ثم "ليلة أهل البيت"، لتدريس سيرة النبي، التى استغرقت 9 سنوات، ثم تدريس سيرة أهل البيت، التى جاوزت عامها السادس، ويفتخر بها أبو العزائم باعتبارها أول سيرة مسلسلة لأهل البيت منذ فجر الإسلام وحتى الآن، يسرد فيها العزمي تاريخ ومواقف أهل البيت منذ عصر النبي وحتى الوقت المعاصر.


المجلس الأعلى للتصوف


في 2001 قرر أبو العزائم خوض انتخابات المجلس الأعلى للطرق الصوفية بمصر، وفاز بها لعدة دورات، ونظم العديد من المؤتمرات تحت رعاية شيخ المشايخ وقتها حسن الشناوى بعنوان "تفعيل الدور الصوفي في أمن واستقرار المجتمعات" في محافظات مصر المختلفة.



وبدأ في استقطاب علماء الأزهر إلى مقرات الطرق الصوفية لنشر الوعي وتثقيف المشايخ والمريدين، وأقام عدة مؤتمرات لتطوير التصوف والدفاع عنه، وقلب الموالد إلى مؤتمرات علمية، أقام بعضها على المسارح، واستحسن مشايخ الطرق الصوفية منه ذلك، واختير عضوا بمكتب التصوف الإسلامى العالمى.



الوحدة الإسلامية


حضر المؤتمر الدولي الرابع عشر للوحدة الإسلامية بالعاصمة الإيرانية طهران 2001م، وتم اختياره عضوا بدار التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر وإيران، وفي 2005 شارك ومشايخ الصوفية بمصر في اجتماعات تأسيس الهيئة العالمية لآل البيت، بليبيا، وتم اختياره رئيسا للجنة الاتصال والإعلام، واتهم أنه متشيع وأنه ممهد طريق الشيعة لدخول مصر، فرد بتهكم "لو كنت ناشرا للتشيع، فأتوني بأي فرد قمت بتشييعه، إلا من شيعتهم للمقابر"، وأصدر عدة كتب ومقالات عن التقريب بين المذاهب.



استحداث موالد جديدة


بعد تأسيس الهيئة العالمية لأهل البيت، بدأ أبو العزائم في استحداث موالد جديدة، بعضها كان جديدا على الساحة المصرية مثل مولد السيدة فاطمة الزهراء، والإمام علي بن أبي طالب، وولده الإمام الحسن، وبعضها كان جديدا على الأمة الإسلامية بأسرها مثل مولد السيدة آمنة بنت وهب والدة النبي، وهو يعد أول من احتفل بها في التاريخ، ووقتها هاجمه السلفيون بشدة لاعتبارها ليس بمؤمنة عند المذهب السلفي، لكنه ضرب باتهاماتهم عرض الحائط واستمر في الاحتفال.



كما دشن جائزة "أبو العزائم السنوية" لتكريم رجال الدين والفكر والثقافة، كما عهد بمجلته إلى اختيار رجل العام، وكان من ضمن المكرمين المهندس نجيب ساويرس، وأصدرت لجنة البحوث والدراسات التى أسسها بطريقته الصوفية ما يزيد عن 50 كتابا ضد الفكر السلفي والوهابي والإخوانى، واعتبر أنهم خوارج العصر، وعليه أن يواجههم كما واجههم جده الأكبر علي بن أبي طالب، فأبو العزائم عضو بنقابة الأشراف المصرية، وهم ذرية النبي من نسل علي وفاطمة الزهراء ابنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.




بيعة ثم بيع


بعد وفاة الشيخ أحمد كامل ياسين شيخ المشايخ ونقيب الأشراف بمصر اجتمع المجلس الأعلى للطرق الصوفية لمبايعة أبو العزائم شيخا للمشايخ، لكن تدخل رجل الأعمال أحمد عز زوج ابنة ياسين، وضغط على المشايخ من أجل اختيار عضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى الشيخ عبدالهادى القصبي، فصدر القرار الجمهوري من الرئيس الأسبق حسنى مبارك باختياره شيخا للمشايخ في عام 2008، وعلق أبو العزائم على موقف المشايخ بقوله "بايعوني ثم باعوني"، لكن هذا لم يوقف الرجل الذي يطمح إلى الوصول إلى القيادة العالمية، ففكر في العمل بعيدا عن المشيخة العامة للوصول إلى أهدافه.



عضوية اليونسكو


في أغسطس 2009 اختير عضوا باليونسكو، بترشيح من اللجنة المصرية الوطنية لليونيسكو، التابعة لوزارة التعليم العالي.


المؤامرة


عندما قامت ثورة يناير 2011، شارك عدد قليل من المتصوفة فيها، في البداية نزلوا بصور فردية، ثم تابعتهم البيانات الرسمية من بعض الطرق بالتضامن مع "مطالب الشباب" ومطالبة مبارك بتنفيذها لأنها "مطالب مشروعة".


أبو العزائم أوضح لـ"دوت مصر" أنه يرى أن ثورة يناير كانت "مؤامرة أمريكية صهيونية على مصر"، ويؤكد أن الإخوان و6 أبريل نزلوا إلى الميادين بعد أن جاءت إليهم الأوامر من أمريكا للمشاركة، مضيفا أن الاتصالات كانت قوية بينهم وبين أمريكا قبل 25 يناير، واتهمهم بالقيام بعمليات التخريب المتعمد للمنشآت الشرطية والعامة خلال أيام الانفلات الأمني.


وأصدر أبو العزائم العديد من الكتب التى تتحدث عما سماه المؤامرة الصهيونية الصليبية على الإسلام، وكان قد أصدر كتابه "الاختيار الصعب"، للرد عن كلام المستشرقين عن الإسلام والمسلمين.


الدخول في السياسة


بعد قيام الثورة، خشى أبو العزائم من إصدار برلمان الإخوان قوانين بحظر الطرق الصوفية، فسارع إلى تأسيس حزبه الصوفي "التحرير المصري"، بمعاونة الخبير البترولي إبراهيم زهران، لكي يكون بديلا عن الطرق الصوفية في حالة إلغائها، وفي 2014 حدث مشاكل بينهما، فاجتمعت الجمعية العمومية وانتخبت أبو العزائم رئيسا للحزب.


يقول أبوالعزائم "وقتها وجدنا أن الصوفية والمسيحيين والثوار مهددون من الإخوان، وهم المثلث الذي لا بد أن يتكاتف أعضاؤه من أجل التصدي لـ"الاحتلال الإخواني"، على حد تعبيره، فأسسنا بممثلين عن الثلاثة "الرابطة المصرية" للوقوف أمام مخططات الإخوان"، ثم وقف بقوة مع الفريق أحمد شفيق فى الانتخابات الرئاسية في 2012 ودعمه في المرحلتين الأولى والثانية.


الرابطة المصرية


أطلق أبو العزائم عام 2012 دعوة لتشكيل تحالف سياسي مع عدد من الأحزاب والقوى الثورية وقيادات الطوائف المسيحية المصرية الثلاث، تحت اسم "الرابطة المصرية" بمثابة برلمان موازي، يهدف لمراجعة قرارات مجلسي الشعب والشورى الذين سيطرت عليهم جماعة الإخوان ورفض ما يخالف مبدأ المواطنة.


وقال أبو العزائم، في اجتماع تأسيس الرابطة، بعد اختياره رئيسا لها، إن الطرق الصوفية وأحزاب الكتلة الصوفية لديها إمكانيات تؤهلها لتشكيل جبهة موحدة مع القوى السياسية، للوقوف صفا واحدا ضد من يريد إحداث الفتن وإقصاء الآخرين.



الحرب على الإخوان


من أول يوم لتولي الرئيس الأسبق محمد مرسي للحكم، بدأ الصوفية في محاربته، وكانت مانشيتات مطبوعاتهم توجه نقدا لاذعا لشخص الرئيس وجماعته، في محاولة لخلق تكتل شعبي معارض يقف أمام الإخوان، الذين وصفوهم بالخوارج، وعلى مسؤولية أبو العزائم فإن مرسي أوفد أيمن نور مؤسس حزب الغد إليه للتوسط لعمل لقاء ثنائي بينهما في الاتحادية، فكان رده "بلغ مرسي إني لا أحب أن أراه".


ونظم أبو العزائم مسيرة إلى مشيخة الأزهر وأخرى للكاتدرائية لدعمهما بعد الاعتداء الإخوانى عليهما، وشارك بنفسه وبأبناء الطرق الصوفية في المظاهرات المناهضة لحكم الرئيس الأسبق محمد مرسي، وألقى بعض الكلمات بميداني التحرير والاتحادية، وكان آخرها المشاركة بعشرات الخيام في ميدان التحرير والاتحادية يونيو 2013، ومليونية تفويض الجيش ضد الإرهاب، ثم نظم عدة مؤتمرات لدعم الجيش والدستور، وآخرها مطالبة المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع وقتها بالترشح للرئاسة.



جمع 600 مليون صوفي


بعد سقوط حكم الإخوان بـ5 أشهر، تحرك أبو العزائم إلى فرنسا يرافقه عدد من مشايخ الطرق الصوفية، وقام بإعلان الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، وانتخب رئيسا له، في محاولة منه لجمع 600 مليون صوفي في العالم تحت مظلته، كخطوة أولى في تفكير أبو العزائم الذى يرى ضرورة توحد الإنسانية كلها تحت مظلة واحدة، لنشر الأمن والاستقرار فى الأرض.


وأصبح أبو العزائم المتحدث العالمي باسم الصوفية، وكان آخر تمثيلاته المشاركة باسم الصوفية في البرلمان الفرنسي أمس أول، الثلاثاء، وطالب الدول الغربية بمساعدته فى نشر التصوف، لأنه الحل الوحيد للقضاء على الإرهاب في العالم، وتلقت دعوته قبولا عند الصوفية والشيعة وبعض علماء الأزهر، وبعض القيادات المسيحية في مصر.