التوقيت الإثنين، 23 ديسمبر 2024
التوقيت 04:30 م , بتوقيت القاهرة

هل خالف ناجي شحاتة القانون بتصريحاته الإعلامية؟

أثارت التصريحات الإعلامية الأخيرة لرئيس محكمة الجنايات المستشار محمد ناجي شحاتة، جدلا واسعا بين صفوف الرأي العام، حيث أنه في واقعة غير مألوفة أجرى المستشار حوارا بإحدى الصحف الخاصة، ثم ساهم في عدة مداخلات هاتفية تحدث فيها بشكل قد يتضح منه ميوله السياسية.

ناجي شحاتة الذي يحاكم النشطاء السياسيين وقيادات جماعة الإخوان في عدد من القضايا، قال عدة تصريحات مثيرة للجدل، منها إعلان أسباب حكمه بالحبس 3 سنوات للناشط السياسي بتهمة إهانته في إحدى جلسات قضية أحداث مجلس الوزراء، ووصفه للمتهمين الذين يهتفون بـ"يسقط حكم العسكر" بأنه ينظر إليهم كـ"كلاب تعوي".

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أنه عند سؤاله عن وجود خصومة بينه وبين محمد البرادعي، رد قائلا "ليست لى علاقة بما يسمى البرادعي أو بردعة،" وأكد على أنه كمواطن مصري يؤيد رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي، وزادت قوات حراسته الخاصة عقب إصداره حكما بتبرئة 18 من ضباط قسم إمبابة وكرداسة، بعد اتهامهم بقتل "السادة الحرامية وشهداء الثورة"، وذلك على حد وصفه.

متهم بالتزوير
وزير العدل الأسبق المستشار أحمد سليمان، قال إنه كان يجب منذ البداية عدم إسناد قضايا إلى المستشار ناجي شحاتة وكل من ثارت حوله الشبهات، بسبب تقديم شكاوى ضده في قضية تزوير انتخابات مجلس الشعب عام 2005 عن دائرة الزرقا بدمياط، إلا أنه تم حفظ التحقيق ضده قبيل إجراء محاكمات الإخوان.

وأضاف سليمان، أنه لا يجوز لشحاتة إعلان تأييده للسيسي كمواطن، خاصة وهو يحاكم خصومه، وإعلان تأييده له يعني ميله لصالح اتجاه بعينه، مشيرا إلى أن تصريحاته تعد إعلانا لعداء وبغض لتيار سياسي معين، وليس مجرد رأي سياسي.

مطالب بالتنحي
وشدد سليمان على أنه عقب تصريحات شحاتة يجب عليه التنحي عن نظر جميع القضايا، فإن لم يفعل يجب على رئيس محكمة استئناف القاهرة إعادة تشكيل هذه الدائرة، قائلا إنه من الخطورة بمكان بل مأساة أن يكون أحد فوق القانون في مصر.

سخرية القاضي
رئيس محكمة استئناف القاهرة، المستشار فؤاد راشد، قال إنه يشعر بالمرارة لوصف شحاتة لناس بالكلاب، ووصفه لضحايا يناير بالسادة الحرامية، وهذا يعد إعلانا عن موقفه من الثورة، مشددا أن القاضي يجب أن تكون كلمته محسوبة ومتوازنة، مبديا تعجبه مما يحدث الآن، وقائلا أصبحنا نعيش في عالم "صدق أولا تصدق".

وأضاف راشد "ياليتني مت وكنت نسيا منسيا قبل ذلك الحوار.. أنا مقهور مكمود محزون من آرائك الصادمة، سيادة القاضي.. آراؤك خارج المنصة ليس لها أدني نوع من الحماية، ما دمت قلت فمن حق الجميع أن ينتقدوك، وأنا من هؤلاء"، واستنكر السخرية من البرادعي بلفظ بردعة، قائلا إنها تعني ما يوضع على ظهر الحمار عند ركوبه.

رأي مواطن
عضو مجلس القضاء الأعلى الأسبق، المستشار عبدالرحمن بهلول، كان رأيه مغايرا لما سبق، حيث أكد أن من حقه كمواطن مصري تأييد ما يريد، فليس هناك مشكلة في ذلك الأمر، وعن محاكمته لخصوم رئيس الجمهورية، قال إن شحاتة يحاكم من ارتكبوا جرائم جنائية وليست سياسية، وهو الأمر المقبول، مشددا أن شحاتة لم يرتكب أي مخالف قانونية خلال تصريحاته.