التوقيت الجمعة، 22 نوفمبر 2024
التوقيت 09:53 م , بتوقيت القاهرة

أوسلو والجرافيتي.. تعرف على محطات الانتفاضة الفلسطينية الأولى

يعتبر التاسع من ديسمبر من كل عام هو تاريخ بدء الانتفاضة الأولى في فلسطين 1987، ومرت تلك الانتفاضة بعدة مراحل، إذ بدأت بالدهس ثم انتقلت إلى واقعة الجنازة، ومرت بتصعيد إسرائيلي وكانت بداية انطلاق المقاومة المسلحة لحركة حماسأ فخرجت أول اتفاقية رسمية بين فلسطين والجانب الإسرائيلي، هكذا كانت الانتفاضة الفلسطينية الأولي.

الدهس
في الثامن من ديسمبر 1987، كانت تنقل إحدى الحافلات العمال الفلسطينيين من أماكن عملهم في إسرائيل العائدة مساء إلى قطاع غزة المحتل، على وشك القيام بوقفتها اليومية ا أمام الحاجظ للتفتيش فداهمتها شاحنة عسكرية إسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد أربعة عمال وجرح سبعة آخرين (من سكان مخيم جباليا في القطاع) ولاذ سائق الشاحنة العسكرية الصهيونية بالفرار على مرآى من جنود الحاجز.

الجنازة

في اليوم التالي وخلال جنازة الضحايا اندلع احتجاج عفوي من قبل أهالي الضحايا؛ قامت الحشود خلاله بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الإسرائيلي بجباليا، فأطلق الجنود النار دون أن يؤثر ذلك على الحشود، وأمام ما تعرض له من وابل الحجارة وزجاجات المولوتوف، طلب الجيش اللإسرائيلي الدعم، وهو ما شكَّل أول شرارة للانتفاضة، ولكن هذه الحادثة كانت القشة التي قصمت ظهر البعير

تصعيد إسرائيلي

توجَّه إسحق رابين رئيس الوزراء الصهيوني آنذاك إلى نيويورك من دون اتخاذ أي إجراءات لمواجهة الانتفاضة؛ لكي يُطلع الأمريكان على الوضع، ولما عاد أعلن خلال كلمة له في الكنيست الصهيوني وقال: "سنفرض القانون والنظام في الأراضي المحتلة، حتى ولو كان يجب المعاناة، وسنكسر أيديهم وأرجلهم لو وجب ذلك".

الجرافيتي

كانت أكثر الطرق التي تم من خلالها التواصل والدعم بين الناس والمقاومين ورجال الانتفاضة المنشورات والكتابة على الجدران؛ حيث كانت توزع المنشورات عند مداخل المساجد بواسطة أطفال لم تكن أعمارهم تتجاوز السابعة، أو كان يتم إلقاؤها من نوافذ السيارات قبل طلوع الشمس، ويتم تمريرها من تحت الأبواب.

لجأ الفلسطينيون في ذلك الوقت لوسيلة أقرب للجرافيتي، من خلال التعبير كتابة على الجدران فقد كانت هي الأخرى وسيلة مهمة يعلن من خلالها مُلثَّمو الانتفاضة عن الإضرابات والمناسبات وإعلام المواطنين بالأمور والتطورات والإعلان عن العمليات العسكرية.

العصيان المدني

كانت فكرة العصيان المدني مطروحة على المشهد السياسي الفلسطيني وظهرت قوة إبان الانتفاضة الفلسطينية ظلت فكرة العصيان حبر على ورق حتى أخذ الخطوة الفعلية عالم النفس الفلسطيني حنا السنيورة بإطلاق نداء لحركة عصيان مدني تبدأ بمقاطعة السجائر و المشروبات الغازية و تمتد لاحقا إلى رفض دفع الضرائب و انتهاء بالقطيعة من النظام الإسرائيلي.

غير أن نداءه لم يجد أي صدى واتهم بأنه يريد أن يمنع الشباب من مواجهة الجيش في الشارع. اقترح مبارك عوض بتعويض أعمال الشغب بحملات تنظيف و مسيرات صامتة. كما دعا إلى إنشاء هياكل فلسطينية لتعويض هياكل الإدارة المدنية الإسرائيلية بحيث تكون هذه الهياكل نواة لدولة فلسطينية في المستقبل. ودعا كذلك إلى تخزين المؤن الغذائية و الوقود و خلق نظم تمويل محلية بدل انتظار المساعدات الخارجية.

في نهاية شهر نوفمبر/ كانون الثاني 1988 اجتمع أعضاء القيادة الوطنية الموحدة و اتفقوا على أن حركة الثورة لا يمكن أن تستمر أكثر من ستة أشهر كما كانوا يؤمنون -بفضل خبرتهم- أن طاقة تحمل الشعب ليست قوية و اتفقوا على أن خير حل يكمن في فكرة العصيان المدني و بدؤوا في دراسة أفكار عوض .

مولد حماس

صاحبت الانتفاضة الأولى مولد حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين "حماس" فعلى الرغم من الطابع السلمي الذي اتخذته الانتفاضة، إلا أنها لجأت إلى استخدام العنف
في البداية التزم الشيخ أحمد يسن بالمقاومة السملية ضد الوجود الإسرائيلي على الرغم من الدعوات المستمرة التي دعته لرفع السلاح في وجه القوات الإسرائيلية لكن "يس" كان يعتقد أن المقاومة المسلحة ضد إسرائيل ستكون مكلفة، ومع مرور الوقت ومضي الأسابيع على الانتفاضة الأولى لجأ "يس" إلى توزيع المنشورات والحث على رفع السلاح في وجه قوات الجيش الإسرائيلي وكانت المنشورات توقع باسم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس".

اتفاقية أوسلو
مكن اعتبار توقيع اتفاقية أوسلو 1994 كإزعان بانتهاء الانتفاضة التي استمرت قرابة 79 شهرا حيث جاءت الاتفاقية بعد مؤتمر مدريد 1992، وتعبتر أوسلو أول اتفاقية توقع بين فلسطين والطرف الإسرائيلي وتنص الاتفاقية إقامة سلطة حكومة ذاتية انتقالية فلسطينية، أصبحت تعرف فيما بعد بالسلطة الوطنية الفلسطينية، ومجلس تشريعي منتخب للشعب الفلسطيني، في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الرغم من أن المفاوضات السرية تمت في العاصمة البلجيكية أوسلو إلا أن توقيع الاتفاق النهائي تم في واشنطن بحضور الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، ورئيس وزراء إسرائيل إسحق رابين..