أثار خبر القبض على الضابط "أحمد سعيد شفيق" رائد شرطة بنجدة القاهرة وبحيازته كمية من الهيروين وشريط لعقار مخدر يدعي "أبتريل"، جدلا شديدًا في الوسط الإعلامي ومواقع التواصل الاجتماعي، على الرغم من سماع الكثير من الوقائع المماثلة لتلك الواقعة، إلا أن ذلك الخبر اتخذ شكلا خاص في الدعاية والجدل حوله.

وأثار هذا الخبر جدلا كبيرًا لانتشار معلومات مغلوطة أن الضابط له صلة قرابة من شخص ذي منصب عال بوزارة الداخلية، مما استدعى من محرري "دوت مصر" الحديث مع دفاع الضابط للوصول إلى لغز الموضوع ومعرفة المعلومات الصحيحة حوله.

بدايةً قال المحامي "حسام سعد عبدالوهاب" والمسؤول عن الدفاع عن الضابط "أحمد"، إن الواقعة تدور بين طرفين أساسيين، وهما "محمد غانم" ضابط شرطة بقسم النزهة، والرائد "أحمد سعد شفيق"، وهناك علاقة معرفة سابقة بحكم أن الاثنين تربطهما علاقة عمل واحدة في وزارة الداخلية.

في ذات يوم، طلب "محمد" من "أحمد" أن يبحث عن وظيفة لشقيقه "كريم السيد محمد غانم"، وبالفعل قام "أحمد" بتوفير وظيفة في إحدي شركات الحراسة الأمنية في مول "سيتي ستارز".

وبعد تعيينه بأيام، تلقى الرائد "محمد" عدة مكالمات هاتفية من زملائه بالأمن بالمول تحوي في مضمونها أن ذلك الشخص يتاجر في الهيروين، بخلاف تخصيص إحدى الغرف في محل عمله لإدارته في الأعمال المنافية للآداب.

وفي 3 سبتمبر الماضي تمكن مكتب مكافحة المخدرات من القبض على ذلك الشخص، وحملت القضية رقم 18788 جنايات النزهة، ومازال محبوسًا على ذمة تلك القضية حتى الآن.

وبعد القبض على "كريم السيد"، تخيل الضابط "محمد" أن الرائد "محمد شفيق" هو الذي كان وراء حبس شقيقه، وفي ذلك الحين بدأت تتكون عداوة شخصية بينهما، وحمل الضغينة له طوال هذه الفترة حتى موعد إلقاء القبض عليه، على حد قول دفاع المتهم.

ويستكمل المحامي حديثه لـ"دوت مصر"، قائلا إنه في 4 ديسمبر، ذهب الرائد "أحمد" لإحدى محلات الحلويات في ميدان النزهة، واستقل سيارة أجرة "تاكسي" فتفاجئ بوقوف سيارة شرطة تستقبله أمام المحل وبداخلها الضابط "محمد غانم" وبصحبته الضابط "هيثم وصفي" محاولاً المشاجرة معه واعتراض طريقه.

حاول "أحمد" أن يستخدم ذكاءه ويطلب من "أحمد" أن يذهبوا إلى قسم النزهة لاحتواء الأمر نظرًا لأنهم يرتدون جميعًا اللبس الميري لعدم تصعيد الأمر في الشارع، وحدث ذلك على الرصيف المقابل لمنتزه الحلمية ما بين التجنيد وميدان "ابن الحكم" التابع لدائرة قسم الزيتون.

ويقول المحامي "حسام" إن الرائد "أحمد" تفاجئ في لحظات بأنه متهم بحيازة هيروين وشريط "أبتريل"، موضحًا أنه تم تحرير محضر له، ولم يذكر الضابط "محمد غانم" اسمه في المحضر، ولكنه تم تحرير المحضر بواسطة الضابط "هيثم وصفي".

لم يستغرب المحامي من تلك الجريمة فقط، بل أجبر الضابط "محمد غانم" على الشهادة الزور ضد الرائد "أحمد سعد" بأنه كان بحيازته "هيروين"، ولكن السائق "محمد محسن" لم يستجب لطلب الضابط "محمد" بذلك حسب أقوال المحامي، وحملت القضة رقم 25820 قسم النزهة.

وتساءل المحامي "حسام" عن سبب اتخاذ تلك القضية بالذات بـ"شو إعلامي"، معربًا عن استيائه الشديد نظرًا لأن التحقيق متواصل حتى الساعة العاشرة مساء، لكنه تفاجئ بتلقيه اتصالا هاتفيا من أحد زملائه ليبلغه أن قرار النيابة تمت إذاعته على محطة راديو من الساعة الخامسة، قائلا "إن ذلك يضع علامات استفهامية كثيرة للقضية".

وفي النهاية، نفى "حسام" مسألة انتماء الرائد "أحمد" للواء السيد شفيق مدير مصلحة الأمن العام، موضحًا أنه مجرد تشابه أسماء فقط وليس له صلة قرابة به نهائيًا، وأشار أن الوسائل الإعلامية تم استخدامها لذلك من قبل مسؤولين للزج باسم اللواء شفيق، نظرًا لوجود صراعات على كراسي داخل وزارة الداخلية في الحركة المقبلة بعد انتخابات مجلس النواب.